Page 144 - merit 47
P. 144
العـدد 47 142
نوفمبر ٢٠٢2
للغاية ،وجاء اجتماع النقب الذي وأمريكا وتتمدد في أفريقيًّا اجتماع النقب بفترة وجيزة
أعقبه الإعلان عن تجاوز اتفاقية تحدي ًدا ،كما أنها قادت مشروع أعلن الأمير حمزة بن الحسين
«الاستلاب للصهيونية» الجديد تخليه عن لقبه ،في إشارة يجب
الكويز القديمة والاقتراب من والاتفاقيات الإبراهيمية للسلام
مفاهيم «صفقة القرن» ،كتأكيد أن يربطها المدققون بمحاولة
على انتصار فريق التبعية والتكيف مع «إسرائيل» في عهد دونالد قلب نظام الحكم في الأردن التي
مع «سيادة الآخرين» ،ففي هذا ترامب ،وكانت سياسة ترامب تورطت فيها أطراف خليجية في
الاجتماع تصدرت إسرائيل لترتب عز صعود صفقة القرن! وكأن
أوراقها بحجة الفزاعة الإيرانية واضحة لتفجير التناقضات الأردن يصفي حسابات ما ويعيد
العربية بين دول الاستلاب
النووية ،والإمارات تؤكد على الجديد الذي تقوده الإمارات ترتيب أوراقه الداخلية ،وكأنه
دورها في الاتفاقيات الإبراهيمية، -والسعودية من خلف الستار- كانت هناك ضغوط ما على الأردن
وبين دول التطبيع القديم الممثلة
إنما ما الذي ح َّصلته مصر من للمشاركة وكان الأمير السابق
النقب وإعادة إنتاج «الكويز»، في مصر والأردن. طر ًفا فيها ،وربما يتم تحضير
سوى السير في الركاب والتكيف والملاحظ أنه بعد فشل ترامب طبخة ما للأردن على نار هادئة
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة،
مع «سيادة الآخرين»! سعت مصر وفريق «استعادة ليسير في الركاب!
الذات» إلى ضبط الإمارات بعض وفي اجتماع النقب كانت
رابعا :خطاب الاستلاب الشيء ،لكن السياسات العامة الكفة إمارتية بالطبع تدعم
الهوياتي والصراع في السياسية والثقافية والاقتصادية خطاب الاستلاب /الاتفاقيات
وجذورها في التبعية والتكيف مع الإبراهيمية ،خصو ًصا حينما
عهد بايدن «سيادة الآخرين» كانت قوية ولم أعلن وزير الخارجية الأمريكي
تساعد هذا الفريق بما فيه الكفاية، عن إطلاق «عمل التعايش الديني
-1مراد وهبة والثنائية خاصة في ظل تفجر تناقضات لتعزيز التسامح ونريد توسيع
الهوياتية «الأصولية مرحلة ما بعد ثورة 25يناير ثم دائرة الإصدقاء» ،فيما يؤكد
والعلمانية»: إعادة إنتاج التناقضات القديمة بوضوح على تبني إدارة بايدن
ذاتها مجد ًدا ،لتكون المحصلة أن الديمقراطية لصيغة خاصة
في عهد دونالد ترامب كان مراد القوة الناعمة والخشنة الإجمالية بها من «صفقة القرن» ،تقوم
وهبة من أبرز الأصوات التي على استمرار دعم «الاتفاقيات
لمصر (الوزن الاستراتيجي الإبراهيمية» وتعزيز التعاون
قدمت خطاب الترويج لها ،مدفو ًعا بمفاهيم الأمن القومي) أضعفت الاقتصادي ،مع تجاهل مطالب
بتأثره بـ»المسألة الأوروبية» فريق «استعادة الذات» في مواجهة الفلسطينيين والتراجع عن وعود
فريق التبعية والتكيف مع «سيادة بايدن -أو تجميدها على الأقل-
و»الثنائيات الحدية» المتصارعة فيما يخص استعادة وضع القدس
التي قدمتها واستقبلها العالم الآخرين». قبل نقل السفارة الأمريكية إليها
إذ في واقع الأمر تقدم «إسرائيل» في عهد ترامب ،وهنا عدة دلالات؛
العربي أو كان رد فعل لها ،وفي فقد بات واض ًحا للجميع أن
عهد الديمقراطيين مع جو بايدن نفسها بشدة في اللحظة العالمية الإمارات تقود جبهة تعتمد على
الراهنة ،وكذلك تركيا ،والصين فوائضها المالية والبترولية لتخلق
استمر مراد وهبة على المنوال من خلف الستار والهند أي ًضا، لها موق ًعا كقوة ناعمة عربية
نفسه ،مدفعو ًعا بالثنائية الحدية ومصر حاولت المناورة على قدر جديدة ،تدفع في اتجاه صعودها
لما يسميه الأصولية والعلمانية، إمكانياتها المتاحة لكن الاختيارات الذاتي بالتعاون مع الصهيونية
معتب ًرا أن انتصاره للصهيونية التاريخية وسيادة فريق التبعية
وصفقة القرن والترويج لهما و»كامب دافيد» كانت مقيدة
ولمستودع الهوية الخاص بهما،
هو انتصار للمعيار الذي يلتصق
به وهو العلمانية وكتبرير
لانفصاله أو انسلاخه عن الذات