Page 147 - merit 47
P. 147

‫‪145‬‬         ‫تجديد الخطاب‬

‫ميكي زوهار‬  ‫مصطفى الفقي‬                               ‫مراد وهبة‬          ‫سياسة صهيونية عامة لا تتعلق‬
                                                                                           ‫بالقدس فقط‪.‬‬
    ‫خال ًصا»(‪ ،)16‬وهنا زيدان ينفي‬     ‫حضورها في القدس! ومشكلة‬
‫عن الصهيونية نزعتها العنصرية‬       ‫يوسف زيدان أنه يحاول أن يخلع‬               ‫وفي إشارة لدعوته لتسليم‬
  ‫الإقصائية التي وصلت لذروتها‬      ‫عن الصهاينة صهيونيتهم وكأنهم‬            ‫السيادة على المقدسات العربية‬
‫بقانون يهودية الدولة الذي خرج‬                                            ‫للصهيونية وتدويلها‪ ،‬قال زيدان‬
                                        ‫بلا تاريخ‪ ،‬وكأننا لم نشاهد‬         ‫في الحوار أي ًضا‪« :‬على العكس‪،‬‬
     ‫للوجود عام ‪2018‬م وفي عز‬        ‫مخططاطهم تجاه القدس‪ ،‬زيدان‬             ‫أنا أدعو أن تظل القدس وحدة‬
‫«صفقة القرن» الأولى مع ترامب!‬                                            ‫واحدة لجميع الأديان التي كانت‬
‫ويصف وقائع عداونية الصهاينة‬            ‫بكل فجاجة يريد أن ينزع عن‬            ‫بالمنطقة‪ ،‬وليس فقط للديانات‬
                                    ‫القدس الشرقية سيادتها العربية‬        ‫الإبراهيمية ولكن أي ًضا للديانات‬
     ‫وعنصريتهم وإرهابهم بأنها‬        ‫وفق حضور الإشراف الأردني‬
  ‫«دعايات جوفاء»! متحج ًجا بأن‬                                                ‫الوثنية الرومانية‪ ،‬وأنا ضد‬
‫القدس حينما فتحها العرب سيطر‬           ‫على الوقف الإسلامي والحرم‬         ‫تقسم المدينة في الأصل‪ ،‬ودعوتي‬
 ‫عليها الصليبيون فترة ما! وكان‬                   ‫القدسي في المدينة!‬
 ‫المحاور يسأله‪ :‬هل كانت القدس‬                                               ‫هى للحفاظ على المدينة وليس‬
  ‫مستقلة طوال الوقت مع العرب‬        ‫وفي سبيل الدفاع عن الصهيونية‬          ‫لضياعها‪ ،‬فالقدس شئنا أم أبينا‬
   ‫المسلمين أم تعرضت للسيطرة‬             ‫وعنصريتها في الحوار‪ ،‬قال‬
 ‫من غيرهم؟ يوسف زيدان يتعمد‬              ‫زيدان ر ًّدا على السؤال‪« :‬ألا‬       ‫هي مدينة لكل الديانات التى‬
   ‫التهرب من الإجابات الواضحة‬                                           ‫كانت بالمنطقة وليس فقط الديانات‬
                                     ‫ترى أن الفسطينيين لا يسعون‬
      ‫التي تستند للحق والباطل‪،‬‬        ‫إلى إقصاء الآخر‪ ،‬بينما يسعى‬           ‫الإبراهيمية‪ ،‬وبالتالي فالمطالبة‬
 ‫وتحديد من هو المعتدي ومن هو‬        ‫الصهاينة إلى إقصاء الجميع عدا‬             ‫بالحقوق التاريخية لجماعة‬
                                     ‫اليهود؟ رد زيدان‪ :‬هذه دعايات‬
   ‫الذي يتم الاعتداء عليه‪ ،‬من هو‬      ‫جوفاء‪ ،‬والقدس حتى في خلال‬            ‫معينة هي مطالبة لا معنى لها‪،‬‬
‫الجاني ومن هو الضحية‪ ،‬يوسف‬           ‫التاريخ الإسلامي ظلت في أيدي‬          ‫لأن اليهود يرفعون شعار أنها‬
 ‫زيدان يعتمد المنهج الصهيوني‪/‬‬        ‫الصليبيين فترة طويلة‪ ،‬وبالتالي‬      ‫عاصمة إسرائيل‪ ،‬والفلسطينيون‬
                                   ‫فتاريخها الإسلامي ليس إسلاميًّا‬        ‫يرفعون في المقابل شعار القدس‬
                                                                          ‫عاصمة فلسطين‪ ،‬ثم جاء الحال‬
                                                                        ‫بتقسيم المدينة إلى القدس الشرقية‬
                                                                          ‫والقدس الغربية‪ ،‬وبالتالي بدأت‬

                                                                             ‫المشكلات لأن الجزء الغربي‬
                                                                              ‫بالمدينة غير الجزء الشرقي‬
                                                                         ‫المقدس‪ ،‬وهذا التقديس في الواقع‬
                                                                         ‫والتشويش عليه يؤدي إلى تفاقم‬
                                                                        ‫المشكلات كل حين‪ ،‬والرأى عندي‬
                                                                        ‫أن تحتفظ المدينة بطابعها الموروث‬
                                                                           ‫من الأزمنة القديمة‪ ،‬وأن تكون‬
                                                                          ‫مستقلة عن إدارة أى طرف من‬
                                                                             ‫أطراف الصراع»‪ ،‬هنا يرتبك‬
                                                                             ‫خطاب يوسف زيدان للغاية‪،‬‬
                                                                          ‫ويفقد روح المنطق في الربط بين‬
                                                                           ‫الحاضر والماضي‪ ،‬لأن الديانة‬
                                                                             ‫الرومانية القديمة قد اختفت!‬
                                                                           ‫ولم يعد لها وجود حتى يطلب‬
   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152