Page 151 - merit 47
P. 151

‫‪149‬‬         ‫تجديد الخطاب‬

‫يوني شتبون‬  ‫يوسف زيدان‬                                 ‫يائير لابيد‬     ‫تفجير التناقضات فيه عند لحظات‬
                                                                          ‫التدافع الحضاري وصعود أو‬
‫الحاضرة في معظم الدول العربية‬         ‫في ملف سد النهضة ومساراته‬
     ‫والتي يلعب عليها الغرب في‬        ‫المعادية لمصر‪ ،‬والتناقض الثاني‬    ‫تراجع الجماعات البشرية‪ ،‬يمكن‬
                                    ‫هو «المذهب الشيعي» الذي يتماس‬      ‫أن تطرح الدراسة فرضية مضادة‬
   ‫العموم ويسخنها وقتما يشاء‪،‬‬
     ‫فالتناقضات الداخلية تشمل‬            ‫مع المستودع عبر العراق في‬         ‫مباشرة ووواقعية لمواجهتها‪،‬‬
       ‫قضايا الهوية التي فجرها‬        ‫مواجهة إيران‪ ،‬حيث بعد إسقاط‬        ‫تسعى لإبطال مفعولها والوعي‬
     ‫الاستعمار وتمدداته الناعمة‬       ‫أمريكا للعراق حارس الجغرافيا‬       ‫بها بقدر الإمكان‪ ،‬وهي فرضية‬
    ‫التابعة له في المنطقة العربية‪،‬‬  ‫السياسية العربية من جهة الشرق‬       ‫«تسكين التناقضات في مستودع‬
                                                                           ‫الهوية العربية»‪ ،‬فإذا كان يتم‬
  ‫وتشمل ملف الأقباط في مصر‪،‬‬               ‫تممدت إيران عبر الحضور‬          ‫تفجير التناقضات العربية على‬
 ‫التدافع بين العربية والأمازيغية‬          ‫الشيعي هناك‪ ،‬ووصلت إلى‬
                                     ‫سوريا في ظل تناقضات الثورات‬             ‫المستوى الداخلي والإقليمي‬
       ‫في المغرب العربي‪ ،‬التنوع‬      ‫العربية في العقد الثاني من القرن‬         ‫والبيني‪ ،‬فإن المقاربة التي‬
     ‫والتعدد القبائلي والثقافي في‬    ‫الحادي والعشرين‪ ،‬وزاد نفوذها‬        ‫تطرحها الدراسة للتدخل لوقف‬
‫السودان‪ ،‬تعايش المكونات الثلاثة‬     ‫في لبنان واليمن‪ ،‬والتناقض الثالث‬      ‫التمدد الصهيوني والأمريكي‪/‬‬
   ‫الكردية والسنية والشيعية في‬         ‫في مستودع الهوية العربي هو‬           ‫الأوروبي على حساب الذات‬
  ‫العراق‪ ،‬والمسألة نفسها بأشكل‬      ‫المكون التركي‪ /‬العثماني‪ /‬السني‬      ‫العربية‪ ،‬ترى تسكين التناقضات‬
   ‫أخرى في بلاد الشام وتحدي ًدا‬        ‫الذي تصاعد في ظل تناقضات‬
   ‫سوريا ولبنان‪ ،‬أما التناقضات‬            ‫الثورات العربية وتمدد عبر‬                       ‫التي تفجرت‪.‬‬
   ‫البينية التي يلعب عليها الغرب‬     ‫نقطة التماس في سوريا والعراق‬              ‫وبشكل رئيس هناك عدة‬
 ‫والصهيونية فتشمل الخلاف في‬            ‫والحضور عبر البحر في ليبيا‪.‬‬          ‫تناقضات إقليمية تفجرت في‬
‫بلدان المغرب العربي حول الموقف‬                                                ‫«مستودع الهوية» العربي‬
‫من الصحراء الغربية بين التبعية‬              ‫هذا بالطبع بالإضافة إلى‬        ‫على المستوى الإقليمي تديرها‬
    ‫للمغرب أو الانفصال‪ ،‬التدافع‬          ‫التناقضات الداخلية والبينية‬       ‫أمريكا والصهيونية لحسابها‬
                                                                         ‫ببراعة فائقة‪ ،‬وهذه التناقضات‬
                                                                          ‫الإقليمية ترتبط بعدة مسارات‬
                                                                          ‫جغرافية أي ًضا مفصلية ومهمة‬
                                                                            ‫للغاية وفق تصور الجغرافيا‬
                                                                             ‫السياسية والنقاط الساخنة‬
                                                                             ‫بها‪ ،‬وهذه التناقضات التي‬
                                                                           ‫تفجرت في «مستودع الهوية»‬
                                                                          ‫العربي هي التناقض الأول مع‬
                                                                           ‫«المركزية السوداء» العنصرية‬
                                                                         ‫أو «الأفروسنترك» التي تخترق‬
                                                                         ‫المستودع وتتماس معه جغرافيًّا‬
                                                                              ‫عبر السودان وفي مواجهة‬
                                                                            ‫مصر‪ ،‬عبر استقطاب العديد‬
                                                                            ‫من السودانيين لمكون الهوية‬
                                                                            ‫الأفريقاني ورفض مستودع‬
                                                                             ‫الهوية العربي ببعده الديني‬
                                                                         ‫أي ًضا‪ ،‬وبرز هذا التناقض بشدة‬
   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156