Page 146 - merit 47
P. 146
التغطية على عنصرية الاحتلال العـدد 47 144
الصهيوني والإرهاب البيِّن ،وكأن
نوفمبر ٢٠٢2 التعايش المشترك وذلك على أمل
يوسف زيدان ينتظر من وراء أن يتبخر أحد الطرفين فى الهواء
الترويج لخطاب «الاستلاب» هذا «أما ما يحدث الآن من اتفاقات
التطبيع مع إسرائيل فإنه يمكن لأن الدين عند كل منهما هو
المقابل أو الجائزة! لأن القدس أن يكون تمهي ًدا لتأسيس مشروع الدولة»(.)11
بالفعل هي مدينة تحتوي على مشترك بين العرب وإسرائيل
مقدسات لجميع الأديان إسلامية اسمه المشروع العلمانى ،وتكون وعاد مراد وهبة إلى خطاب
ومسيحية ويهودية ،والجميع له الاستلاب المباشر الذي قدمه في
حق الوصول فيها لمقدساته ،لكن الغاية منه تغيير الذهنية لكى أثناء صفقة القرن ،قبل أن يسقط
السيطرة السياسية الصهيونية تتسق مع مقتضيات التطبيع»(.)13
التي تمارسها قوات الاحتلال -2خطاب الاستلاب الهوياتي دونالد ترامب في الانتخابات
تحاول منع العرب المسلمين الأمريكية ،مر ِّو ًجا للتنازل عن
عند يوسف زيدان في عهد كافة الحقوق الفلسطينية واعتبار
والمسيحيين من الوصول بايدن: الفلسطينيين مواطنين درجة ثالثة
لمقدساتهم! في دولة الاحتلال ،ومرو ًجا من
كان يوسف زيدان في عهد جديد لـ»الاتفاقيات الإبراهيمية»
وفي استمرار للمغالطات وتشويه دونالد ترامب هو المركز الذي التي جرت ضمن صفقة القرن،
الحقائق وتعمية الناس عن
خرج منه خطاب الاستلاب في مواجهة المبادرة العربية
السياسات الصهيونية التوسعية ودعم صفقة القرن الأصلية في التي قدمت عام 2002م منادية
عامة ،قال زيدان أي ًضا« :إن
حينه ،وفي عهج بايدن خرج بالمطالب الفلسطينية ،وذلك
القضية الفلسطينة لم ولن ُتحل يوسف زيدان في حوار لجريدة حين يقول في المقال« :وقد قيل
بالعنف والكراهية المتبادلة بين الوطن بتاريخ 2021 /5 /16م، إن الصراع بينهما سيظل قائ ًما
الطرفين ،ولكن بدعاوى العقل، متط ِّو ًعا كعادته مقد ًما نفسه في
حتى لو تم التنازل عن جزء
مؤك ًدا أن دعوته لا تمانع في صورة المنقذ صاحب الرؤية من الأرض لأحد الطرفين .وفى
تخصيص جزء صغير من باحة التي تبصر الناس ال ُجهال هذا السياق يمكن القول إن ثمة
مبادرتين متداولتين تنطوى كل
المسجد الأقصى لبناء المعبد بطريق النجاة والحق! وذلك في منهما على تناقض فى حاجة إلى
اليهودي ،باعتبار أن اليهودية موضوع عدوان الصهاينة على رفعه إذا أريد تحقيق السلام:
ديانة يعترف الإسلام بها»(،)15 الفلسطينيين ومحاولتهم اقتحام المبادرة العربية :الأرض فى مقابل
وفي الفقرة السابقة تشويه لكل المسجد الأقصى ،ولقد زخر حوار السلام .واتفاق إبراهيم :السلام
حقائق الصراع ،هو يساوي يوسف زيدان بمغالطات بالجملة فى مقابل السلام»( ،)12وكان ما
بين المعتدي وبين المعتدى عليه، وتبني للموقف الصهيوني ،حيث يراه مراد وهبة فقط هو معيار
قال« :إنه ينبغى على مصر تبني التخيل العلماني الذي من أجله
ويساوى بينهما في «العنف دعوته الهادفة إلى حل القضية يهون كل شيء ،ومن أجله تذهب
والكراهية» ،ويتجاهل سياسة الفلسطينية ،والمتمثلة في الحفاظ الذات العربية و»مستودع هويتها»
الاستيطان الصهيونية في عموم على مدينة القدس لتكون عاصمة إلى الجحيم ،حين يعتبر أن ما
أرض فلسطين! زيدان يضحك يحدث مع «اتفاقيات التطبيع» هو
على نفسه ولا يضحك على الناس لجميع الأديان ،على أن يتولى تحت اسم «المشروع العلماني»!
التي سبق وعيها محاولات الزيف إدارتها أطراف النزاع أو الأمم وذلك «المشروع العلماني» هو
والترويج لـ»الاستلاب للآخر» المتحدة ،مشي ًرا إلى أن الهدف ذروة الوهم وأعراض المتلازمة
الغربي والصهيوني ،ذلك حين وسيندروم «المسألة الأوربية» عند
يتجاهل أن سياسة «الاستيلاء من دعوته هو الحفاظ على مراد وهبة ،حين يقول في المقال:
على أرض الفلسطينيين» هي المدينة التى تعد نموذ ًجا لتعاقب
الثقافات والحضارات الإنسانية،
وكذلك إنقاذ أرواح المتنازعين من
الطرفين»( ،)14وفي الفقرة السابقة
كل مغالطات الدنيا ،وتبني