Page 156 - merit 47
P. 156

‫العـدد ‪47‬‬                       ‫‪154‬‬

                                 ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬

                                      ‫أكمل صفوت‬

‫هل يكون تحليل الخطاب‬
        ‫هو فصل للخطاب‬

   ‫ولمشكلة توتر القرآن؟‬

   ‫فهل تنجح تلك النظرة وهذه‬         ‫ساحة للسجال الفكري كان‬             ‫الفقهاء المسلمون‬         ‫استخدم‬
‫المنهجية في التعامل مع معضلة‬        ‫الانتصار فيها للأيديولوجيا‬      ‫مناهج عدة للتعامل‬
 ‫توتر القرآن وحل ما فشل فيه‬        ‫والسلطوية‪ .‬المشترك الفكري‬
                                 ‫بين كل تلك المحاولات والآليات‬         ‫مع توتر القرآن‪،‬‬
                     ‫الأقدمون؟‬   ‫‪-‬وأحد أهم أسباب فشلها‪ -‬هو‬           ‫فأبدعوا آليات مثل‬
‫سيحاول هذا المقال تقديم إجابة‬                                        ‫الناسخ والمنسوخ‪،‬‬
                                     ‫التعامل الفكري مع القرآن‬
 ‫مبدئية على هذا السؤال‪ ،‬وذلك‬      ‫باعتباره ن ًّصا (بحسب مفهوم‬           ‫الخاص والعام‪،‬‬
 ‫عن طريق عرض موجز للفرق‬            ‫كلمة «نص» في علوم اللغة لا‬          ‫الظاهر والباطن‪،‬‬
 ‫بين مفهومي النص والخطاب‪،‬‬                                             ‫المحكم والمتشابه‪،‬‬
                                                         ‫الفقه)‪.‬‬     ‫الحقيقة والمجاز‪ ،‬وغير ذلك‬
   ‫يعقبه شرح لنظرية الخطاب‬              ‫لذلك جاءت دعوة المفكر‬         ‫من الثنائيات الفكرية‪ ،‬التي‬
    ‫ولآليات تحليل الخطاب مع‬         ‫المصري نصر حامد أبو زيد‬       ‫تنفي إحداها الأخرى‪ ،‬للاختيار‬
‫أمثلة من العلوم غير الدينية‪ ،‬ثم‬       ‫(‪ )٢٠١٠ -١٩٤٣‬للتعامل‬
 ‫توضيح للجديد الذي يستطيع‬             ‫مع القرآن بوصفه خطا ًبا‬             ‫والتفضيل بين المعاني‬
  ‫تحليل الخطاب أن يضيفه إلى‬         ‫(أو خطابات)‪ ،‬وإلي محاولة‬      ‫والدلالات التي تبدو متناقضة‪،‬‬
 ‫عملية تأويل القرآن مستخد ًما‬          ‫تفسيره باستخدام علوم‬
  ‫اجتهادات نصر حامد أبو زيد‬      ‫تحليل الخطاب‪ ،‬لتشكل اختلا ًفا‬      ‫وللوصول إلى ما يتصورونه‬
                                 ‫نوعيًّا جوهر ًّيا عن كل ماسبق‪.‬‬      ‫مقصد الشرع‪ ،‬أو مراد الله‪.‬‬
                      ‫كنموذج‪.‬‬                                        ‫ولم تنجح تلك المحاولات إلا‬
                                                                   ‫في تحويل تلك الاجتهادات إلى‬
   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161