Page 160 - merit 47
P. 160

‫جاليليو جاليلي‬            ‫إذا كان الخطاب هو عملية اجتماعية‬
                                   ‫تاريخية لخلق المعني في سياق‪ ،‬فتحليل‬
‫الغربية عن المهاجرين السوريين‬       ‫الخطاب هو محاولة إيضاح هذا المعني‬
    ‫لأوروبا منذ سنوات قريبة؛‬        ‫وفهم كيف تم خلقه‪ .‬وفي هذا السبيل‬
       ‫وخطاب نفس الحكومات‬
                                       ‫يستطيع الباحث أن يسلك عدة طرق‬
 ‫ووسائل الإعلام عن المهاجرين‬         ‫بحسب سؤاله البحثي والمجال العلمي‬
        ‫الأوكرانيين الآن‪ ،‬وذلك‬
                                        ‫الذي يبحث فيه‪ ،‬منها مثًل‪ :‬أن يختار‬
     ‫من حيث المفردات اللغوية‪،‬‬    ‫الباحث إحدى الأفكار المهيمنة في مجتمع‬
  ‫والوسائل السمعية والبصرية‬
   ‫المستخدمة ومحتوي الرسالة‬         ‫ما‪ ،‬كفكرة أفضلية الرجل على المرأة‪ ،‬ثم‬
 ‫والسردية التاريخية المستخدمة‬     ‫يبحث عن الخطاب أو الخطابات التي أدت‬
‫في الخطاب‪ ،‬وصو ًل لفهم المعني‬     ‫لشيوع تلك الفكرة واستقرارها كحقيقة‪.‬‬
  ‫الذي تم خلقه ومدي قبول أو‬
                                       ‫خطا ًبا محد ًدا ما في لحظة‬  ‫تحليل الخطاب‪ :‬معناه‬
              ‫رفض المجتمع له‪.‬‬      ‫آنية أو تاريخية‪ ،‬مثل الخطاب‬           ‫ووسائله‬
     ‫وأخي ًرا يستطيع الباحث في‬
 ‫تحليل الخطاب أن يتناول ن ًّصا‬          ‫العنصري لتفوق الجنس‬             ‫إذا كان الخطاب هو عملية‬
‫ما ويبحث فيه عن خطاب خاص‬          ‫الأبيض في الإعلام التقليدي أو‬     ‫اجتماعية تاريخية لخلق المعني‬
 ‫به‪ ،‬أو عن دلالات تأثر بخطاب‬     ‫في الكتب العلمية‪ ،‬أو في الخطاب‬
   ‫آخر‪ .‬على سبيل المثال‪ :‬قامت‬      ‫السياسي لحكومة ما مث ًل‪ ،‬ثم‬          ‫في سياق‪ ،‬فتحليل الخطاب‬
 ‫الباحثة الأمريكية إيميلي مارتن‬  ‫يتتبعه من لحظة ولادته في ذلك‬        ‫هو محاولة إيضاح هذا المعني‬
   ‫في بحثها المنشور سنة ‪١٩٩١‬‬      ‫المجتمع ليفهم نوع الحقيقة (أو‬      ‫وفهم كيف تم خلقه‪ .‬وفي هذا‬
   ‫بتحليل الخطاب داخل الكثير‬       ‫الحقائق) الذهنية التي انتجها‬
     ‫من الكتب والمقالات العلمية‬                                        ‫السبيل يستطيع الباحث أن‬
      ‫التي تتحدث عن بيولوجيا‬          ‫هذا الخطاب‪ ،‬وماهي النظم‬      ‫يسلك عدة طرق بحسب سؤاله‬
  ‫التكاثر‪ ،‬لتكتشف كيف تسللت‬       ‫الحاكمة للحقائق التي أنشأها‪،‬‬
‫الثقافة السائدة والرؤية النمطية‬                                       ‫البحثي والمجال العلمي الذي‬
                                     ‫وكيف أنشأها (الآليات التي‬     ‫يبحث فيه‪ ،‬منها مث ًل‪ :‬أن يختار‬
                                       ‫استخدمها والمصادر التي‬
                                                                     ‫الباحث إحدى الأفكار المهيمنة‬
                                 ‫اعتمدها) وليفهم لماذا كتب لهذا‬      ‫في مجتمع ما‪ ،‬كفكرة أفضلية‬
                                 ‫الخطاب وتلك المعاني الوجود أو‬      ‫الرجل على المرأة‪ ،‬ثم يبحث عن‬
                                                                   ‫الخطاب أو الخطابات التي أدت‬
                                                       ‫الإندثار‪.‬‬   ‫لشيوع تلك الفكرة واستقرارها‬
                                   ‫كما يمكن للباحث أن يستخدم‬
                                                                                         ‫كحقيقة‪.‬‬
                                       ‫تحليل الخطاب في المقابلة‬        ‫كما يمكن للباحث أن يسلك‬
                                      ‫بين خطابين‪ ،‬مث ًل‪ :‬خطاب‬
                                     ‫الحكومات ووسائل الإعلام‬              ‫الطريق العكسي فيختار‬
   155   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165