Page 158 - merit 47
P. 158
العـدد 47 156
نوفمبر ٢٠٢2
لطبيعة المكان الطبقية مث ًل. والسياسة والإعلام واللغات
ويوضح هذا أن الخطاب كذلك وعلم النفس وغيرها .النظرية
تفترض أن المعني غير مستبطن
«يخلق» العلاقة بين طرفي تلقائيًّا في اللغة لكنه «نتيجة»
الخطاب ،وهي علاقة قد تكون مرتبطة بسياق اللحظة الراهنة
محايدة أو حميمية أو عدائية
أو تنافسية أو سجالية ..الخ. للخطاب وبوسيلته ومكانه
والمشاركين فيه ..إلخ .الخطاب
ليس وسي ًطا محاي ًدا لتمثيل
واقع موضوعي لأن الهياكل
الاجتماعية وعلاقات القوة تؤثر
في الخطاب وتتأثر به كذلك،
وقد تتغير تب ًعا له.
كمثال ،نأخذ أبسط صور
الخطاب .فكر في فعل طلب
كوب من الشاي في مقهي.
الخطاب المتبادل بين النادل
والزبون يمكن أن يكون له أكثر
من شكل وصورة ،بحسب
نوع المكان (قهوة بلدي في حي
شعبي أم كافيه في فندق خمسة
نجوم مث ًل) ،وكذلك هيئة
وسن وجنس (وأحيا ًنا عرقية)
الزبون ،والذي على أساسها
ستتحدد تراتبية طبقية/
اجتماعية بينه وبين النادل.
الخطاب في بنيته وألفاظه
وتركيبة جمله والطريقة التي
يتم نطق الألفاظ بها ولغة
الجسد المصاحبة ،سيتفاعل
مع ،ويتشكل ،بحسب كل تلك
العوامل الاجتماعية .وبالتالي
فجملة مثل «وعندك واحد شاي
للبيه» قد تكون محايدة تما ًما،
وقد تحمل معاني مضمنة مثل
المجاملة أو الحفاوة أو الود أو
التنمر أو التحرش (الجنسى)
أو السخرية ،التي قد تتعدد
أسبابها فتشمل حداثة سن
الزبون أو عدم مناسبة هيئتة