Page 134 - merit 47
P. 134

‫العـدد ‪47‬‬                           ‫‪132‬‬

                                   ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫الأمريكي جو بايدن‪ ،‬تضع النقاط‬      ‫استنا ًدا لتفجير «مستودع الهوية»‬        ‫مستوى وزراء الخارجية‪ ،‬ضم‬
 ‫على الحروف في سياسة أمريكية‬         ‫العربي على المستويات المختلفة‪،‬‬         ‫أنتوني بليكن وزير الخارجية‬
                                       ‫فلقد قالها بصراحة حين ذكر‬
     ‫جديدة تجاه الشرق الأوسط‬          ‫«هيكل إقليمي جديد» يقوم على‬               ‫الأمريكي في إدارة بايدن‪،‬‬
       ‫والمنطقة العربية في نسخة‬     ‫«التسامح الديني» قاص ًدا بالطبع‬          ‫ويائير لابيد وزير الخارجية‬
                                                                             ‫«الإسرائيلي»‪ ،‬وأربعة وزراء‬
   ‫ديمقراطية من «صفقة القرن»‬       ‫الاتفاقيات الإبراهيمية التي حضر‬       ‫خارجية من الدول العربية‪ ،‬ثلاثة‬
    ‫المعدلة‪ ،‬وبعض هذه التكهنات‬        ‫ثلاثة من ممثليها في الاجتماع‪،‬‬       ‫من دول الاتفاقيات الإبراهيمية‬
‫كانت تتحدث عن تحالف دفاعي‪/‬‬                                                ‫التي وقعت في عهد ترامب‪ ،‬وهم‬
 ‫عسكري تتوسطه دولة الاحتلال‬        ‫وحين قال إن «التركيبة الجديدة»‬         ‫وزراء خارجية كل من الإمارات‬
   ‫«إسرائيل» ويضم دو ًل عربية‪،‬‬         ‫الهوياتية ستوجه ضد الأعداء‬           ‫والبحرين والمغرب‪ ،‬بالإضافة‬
   ‫وكما يعيد صف التحالفات في‬                                               ‫إلى وزير خارجية مصر سامح‬
 ‫المنطقة لتواجه الحلف الروسي‪/‬‬       ‫وعلى رأسهم «إيران ووكلاؤها»‪،‬‬         ‫شكري ممث ًل عن محور التطبيع‬
‫الصيني بعد غزو أوكرانيا‪ ،‬وكان‬            ‫في حين بدا وزير الخارجية‬         ‫القديم نتاج معاهدة كامب ديفيد‬

      ‫ما يحدث يمثل إعادة ضبط‬         ‫الأمريكي أكثر اهتما ًما بالاتفاق‬          ‫(في حين غابت الأردن عن‬
  ‫السياسات الخارجية الأمريكية‬           ‫النووي في العموم‪ ،‬وبتبعات‬           ‫الاجتماع)‪ ،‬وفي هذا الاجتماع‬
                                        ‫الغزو الروسي لأوكرانيا في‬            ‫ظهر تكتيك تفجير تناقضات‬
    ‫في المنطقة لتخدم الحشد ضد‬                                             ‫الهوية بوضوح سواء من ناحية‬
‫الأوراسية الجديدة‪ ،‬حيث تتشكل‬          ‫الخصوص‪ ،‬حيث كان «الهدف‬                ‫التسخين تجاه إيران (ببعدها‬
  ‫الآن خريطة جديدة للاستقطاب‬          ‫الحقيقى للقمة التى تم الترتيب‬        ‫الديني الشيعي) والتشدد فيما‬
 ‫في السياسات الخارجية الدولية‪،‬‬     ‫لها على عجل كان مدفو ًعا بالحرب‬        ‫يخص الاتفاق النووي معها‪ ،‬أو‬
                                                                        ‫التهدئة والتبريد مع الدول العربية‬
       ‫على أثر صعود الأوراسية‬           ‫فى أوكرانيا والاتفاق النووى‬          ‫(ببعدها السني) والاتفاقيات‬
     ‫الجديدة مع روسيا في ملف‬       ‫المعلق مع إيران‪ :‬فالولايات المتحدة‬     ‫الإبراهيمية‪ ،‬وهو ما بدا واض ًحا‬
‫أوكرانيا بعد مرحلتي إثبات الذات‬     ‫أرادت الضغط على الدول الخمس‬
 ‫في سوريا والحضور والندية في‬                                                  ‫من خلال تصريحات وزير‬
   ‫سد النهضة‪ ،‬وهذا الاستقطاب‬             ‫الأخرى لاتخاذ موقف أكثر‬             ‫الخارجية «الإسرائيلي» يائير‬
   ‫أعاد توجيه أولويات الخارجية‬      ‫تشد ًدا ضد روسيا بشأن غزوها‬
  ‫الأمريكية لتصب كل السياسات‬         ‫لأوكرانيا»(‪ ،)3‬كان التكتيك المتبع‬         ‫لابيد‪ ،‬الذي قال «إن تعزيز‬
   ‫الصغيرة ومحدداتها في صالح‬                                             ‫العلاقات بين إسرائيل والشركاء‬
   ‫هذا الاستقطاب الجديد الكبير‪.‬‬       ‫واح ًدا لكن الهدف كان مختل ًفا‪،‬‬     ‫العرب سيردع إيران‪ ..‬وأضاف‪:‬‬
     ‫وفي سيبيل الهدف الأمريكي‬          ‫إسرائيل كانت أهدافها إقليمية‬      ‫ما نقوم به هنا هو صنع التاريخ‬
‫وبشكل مرحلي في إدارة تناقضات‬       ‫بالاستناد لتكتيك تفجير تناقضات‬
      ‫الهوية في المنطقة وتمثلاتها‬                                               ‫وبناء هيكل إقليمي جديد‬
   ‫السياسية‪ ،‬سنجد أنه في لحظة‬            ‫«مستودع الهوية» العربي‪،‬‬            ‫قائم على التقدم والتكنولوجيا‬
   ‫ما قد جرت تغيرات دالة لتتجه‬       ‫وأمريكا كانت تستخدم التكتيك‬
      ‫كل الجهود لخدمة الأولوية‬       ‫نفسه لكن لأهداف أكثر اتسا ًعا‬              ‫والتسامح الديني والأمن‬
   ‫الجديدة؛ فتم إدارة التناقضات‬     ‫تتعلق بالحرب الأوكرانية وزيادة‬        ‫والتعاون الاستخباراتي‪ ،‬وتابع‪:‬‬
 ‫في المنطقة لتخدم الهدف‪ ،‬فيجرى‬                                            ‫هذه التركيبة الجديدة ‪-‬القدرات‬
    ‫تهدئة الملف النووي مع إيران‬         ‫الضغط على روسيا وتخفيف‬
    ‫قلي ًل رغم اجتماع النقب‪ ،‬وتم‬   ‫الضغط على أوروبا في ملف الطاقة‬           ‫المشتركة التي نبنيها‪ -‬ترهب‬
  ‫تخفيف الدعم لحرب السعودية‬                                                 ‫وتردع أعداءنا المشتركين وفي‬
‫في اليمن والتفاوض مع الحوثيين‬          ‫التي كانت تمدها بها روسيا‪،‬‬           ‫مقدمتهم إيران ووكلاؤها»(‪.)2‬‬
                                        ‫باعتبار العرب بدي ًل محتم ًل‬     ‫وفي تصريح لابيد يبدو التصور‬
                                                                           ‫الواضح لإعادة تشكيل الإقليم‬
                                                   ‫للطاقة الروسية‪.‬‬
                                     ‫وبعد «اجتماع النقب» أصبحت‬

                                       ‫تتردد عدة تكهنات في المشهد‬
                                    ‫السياسي العربي بعضها يتحدث‬

                                          ‫عن زيارة مرتقبة للرئيس‬
   129   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139