Page 244 - merit 47
P. 244

‫نفس الشاعر ولا يمكن‬                                                        ‫في عام ‪ 1963‬اضطر مظفر النواب إلى‬
 ‫إدراجها ضمن الشعارات‬                                                           ‫مغادرة العراق بعد اشتداد التنافس‬
   ‫السياسية‪ ،‬فقد امتزجت‬                                                   ‫الدامي بين القوميين والشيوعيين الذين‬
 ‫في شعره أ َّنات الغربة مع‬                                                 ‫خضعوا للملاحقة والمراقبة الشديدة من‬
‫حب الوطن مع الثورة على‬                                                    ‫النظام‪ ،‬فكان هروبه إلى إيران عن طريق‬
                                                                          ‫البصرة‪ ،‬إلا أن المخابرات الإيرانية في تلك‬
   ‫الأوضاع‪ ،‬لذلك قدم لنا‬                                                    ‫الفترة (السافاك) ألقت القبض علية وهو‬
 ‫في كل أشعاره لوحة فنية‬                                                  ‫في طريقه إلى روسيا حيث ُأخضع للتحقيق‪،‬‬
                                                                         ‫وفي ‪ 28‬ديسمبر سلمتة السلطات الإيرانية‬
   ‫مفعمة بالحس والوجع‬
‫بكلمات صادقة خرجت من‬                                                                     ‫إلى الأمن السياسي العراقي‪.‬‬

  ‫صميم القلب فهو يقول‪:‬‬                                                       ‫إلى آخر القصيدة حيث‬                                                                ‫البرميل‬
       ‫آأَوِهأَش َّ ِنمُع ُنرر أياون َحجي ِاع َلتما ِعلبس ُاع ُ ِءتم ِر‬                     ‫يقول‪:‬‬                                                  ‫والدمع وأشياء أخرى‬
             ‫تجي ُئ ذئا ًبا‬                                                                                                                       ‫من كل مكان في الوطن‬
           ‫نعم يا َص ِبي ُة‬                                                               ‫ُخذ مث ًل‬
           ‫أَت َعبني ال ُعم ُر‬                                                  ‫ضاع ْت م َّنا القد ُس‬                                                     ‫العربي تسيل‬
                                                                             ‫وقام ْت دول ُة إسرائي ْل‬                                          ‫لا تسأل عن سعر البرميل‬
    ‫قلبي عتي ٌق‪ ..‬عتي ٌق‪..‬‬
                   ‫عتيق‬                                                              ‫من المسؤول؟‬                                                    ‫لقد اقترب الشاعر من‬
                                                                           ‫فخعذ ٌلمثم ًبلن ٌّدي َّبلالبام ٌجتهوس ْل ٌت في‬                       ‫الموشحة في هذه القصيدة‬
   ‫ولكن ُه مث ُل ك ِّل البيو ِت‬
                 ‫القديم ِة‬                                                                  ‫بغدا َد‬                                                 ‫وذلك بتكرار جملة لا‬
                                                                           ‫ونشرا ُت الأخبا ِر تقو ْل‪:‬‬                                            ‫تسأل عن سعر البرميل‪،‬‬
               ‫بي ٌت كبير‬                                                                                                                         ‫واستخدم التشبيه الذي‬
 ‫فالإحساس بالوجع طافح‬                                                                ‫سقط ْت بغدا ُد‬                                                ‫يدل على كثرة الضحايا‬
‫في شعره كما سنرى ذلك‪،‬‬                                                                ‫من المسؤو ْل؟‬
                                                                         ‫فتُخرعذ ٌلىمأثمنًبلهنا ٌفيَريالاللل ّنموفج ِططه ِنوتاْللسيع ْلرب ِّي‬        ‫عندما قال (الدم مثل‬
  ‫وجع على حالته بوصفه‬                                                    ‫لا تسأ ْل عن سع ِر البرمي ْل‬                                                           ‫الأنهار)‪.‬‬
‫من المغضوب عليهم‪ ،‬حيث‬                                                          ‫إن هذه الأشعار التي‬
                                                                           ‫اتخذت لو ًنا سياسيًّا‪ ،‬هي‬                                                ‫وفي مقطع آخر يقول‪:‬‬
  ‫قدر له أن يعيش منبو ًذا‬                                                    ‫تعبير عن نزعة عروبية‬                                              ‫يا قارئ كلماتي بالعرض‬
   ‫في أوطان لا تعرفه ولا‬                                                       ‫خالصة ومتاججة في‬
  ‫يعرفها‪ ،‬ينتقل من أرض‬                                                                                                                           ‫وقارئ كلماتي بالطول‬
‫إلى أرض وتتسع غربته في‬                                                                                                                          ‫لا تبحث عن شيء عندي‬
‫كل يوم‪ ،‬ووجع على الوطن‬
  ‫الذي لم يستطع أن يبقى‬                                                                                                                                   ‫ُيدعى المعقول‬
‫إلى جواره وبين ربوعه في‬                                                                                                                             ‫إني معترف بجنون‬

                  ‫شدته‪:‬‬                                                                                                                                           ‫كلامي‬
 ‫وجعي على وطني قديم‬

                ‫كالزمان‬
  ‫وكلما ضحكت شبابيك‬

                   ‫هناك‬
   ‫ضحكت فوق مدامعي‬
 ‫وبسطت صوت الله بين‬
   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248   249