Page 243 - merit 47
P. 243

‫‪241‬‬          ‫الملف الثقـافي‬

‫فرانز كافكا‬  ‫جان بول سارتر‬   ‫ألبير كامو‬                      ‫راس ًما بشعره صورة‬
                                                         ‫حقيقية لليهود «ولد أفاعي‬
‫اللذان يخلوان من أي قيمة‬     ‫جبين القضية‪ .‬لذلك يسخر‬     ‫الشتات»‪« ،‬وجموع الأفاعي‬
     ‫بتكراره أدوات النفي‪،‬‬      ‫منهم في قصيدته «قمم»‪:‬‬      ‫الذميمة» على حد تعبيرة‪،‬‬
                                             ‫قمم قمم‬    ‫ثم يأتي على فتيان الحجارة‬
‫فنراه يكرر في سطر واحد‬                 ‫معزة على غنم‬     ‫فيقول‪ :‬لهم حجر متقن فتية‬
              ‫لا ولم ولن‪.‬‬      ‫جلالة الكبش على سمو‬      ‫العرب‪ ،‬ثم يخاطبهم بكلمات‬
                                               ‫نعجة‬
  ‫هذا الشاعر الساخط على‬              ‫على حمار بالقدم‬         ‫شعرية حانية‪ ،‬واص ًفا‬
     ‫الأوضاع والثائر على‬                                 ‫الحجر الذي ينسل من بين‬
    ‫الحكام يوظف موهبته‬       ‫وتبدأ الجلسة لا ولن ولم‬
                                 ‫وتنتهي فدا خصالكم‬           ‫أياديهم في الهواء ليدك‬
 ‫الشعرية لإظهار التناقض‬             ‫سيدي والدفع كم‬        ‫قلاع المجرمين بالرشاقة‪،‬‬
 ‫الكبير في بلاد العرب التي‬         ‫ويفشخ البغل على‬
 ‫يجري فيها التبر والدم في‬                                    ‫متسائ ًل‪ :‬من أين هذة‬
                              ‫الحضور حافرية لا نعم‬          ‫الرشاقة للقدر الضخم‪.‬‬
   ‫نفس الوريد وعلى نفس‬          ‫وينزل المولود بنصف‬
   ‫الأرض وبنفس التدفق‪،‬‬               ‫عورة ونصف فم‬               ‫هؤلاء الفتية الذين‬
‫فالنفط يسيل‪ ،‬والدم يسيل‪،‬‬       ‫مبارك مبارك وبالرفاء‬          ‫يتصدون للرصاصات‬
                                 ‫والبنين أبرقوا لهيئة‬   ‫الحارقة والقنابل العنقودية‬
           ‫والدمع يسيل‪:‬‬                         ‫الأمم‬       ‫والفسفورية بالحجارة‬
  ‫في الوطن العربي ترى‬                                   ‫والصدور العارية «قد أذلوا‬
                             ‫في هذه القصيدة استخدام‬     ‫ظهر الزمان‪ ،‬هؤلاء فقط هم‬
       ‫أنهار النفط تسيل‬               ‫الرمز‪ ،‬حيث رمز‬      ‫من ستطلع عليهم شمس‬
       ‫لا تسأل عن سعر‬                                     ‫النهار‪ ،‬هم من سيغيرون‬
                                ‫للمتخاذلين بالغنم‪ ،‬كما‬     ‫وجه التاريخ‪ ،‬فلا شمس‬
                 ‫البرميل‬       ‫رمز إلى الشجب والإدانة‬      ‫كوجه ضارب الحجارة‪،‬‬
  ‫والدم أي ًضا مثل الأنهار‬                                  ‫إن رامي الحجارة يملك‬
                                                             ‫كل الجحيم وأي ًضا كل‬
              ‫تراه يسيل‬                                 ‫حنان القمر‪ ،‬رامي الحجارة‬
       ‫لا تسأل عن سعر‬                                   ‫يختلف عما علية الوضع في‬
                                                         ‫العالم العربي‪ ،‬إنه النقيض‬
                                                              ‫للتردي والحضيض‪،‬‬
                                                        ‫وهوالثورة في زمن التآمر»‪.‬‬
                                                              ‫أما الذين تآمروا على‬
                                                          ‫القضية واكتفوا بالشجب‬
                                                          ‫والإدانة والاستنكار دون‬
                                                            ‫أن تتحرك سواكنهم أو‬
                                                            ‫بنادقهم فيصفهم بأنهم‬
                                                             ‫حاشية من كبار البقر‬
                                                         ‫تأمرهم على وعي الحجارة‬
                                                           ‫لا يغتفر‪ ،‬قممهم التي لا‬
                                                        ‫تقدم ولا تؤخر هي عار على‬
   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247   248