Page 246 - merit 47
P. 246
العـدد 47 244
نوفمبر ٢٠٢2 «وطني علمني أن
التاريخ البشري بدون
أثارت عليه السخط ونالت من اغترابه الذي يطبق على الحب عويل ونكاح في
من مكانته حيث يقول في سنين عمره وعلي أنفاسه،
الصحراء»
وترياته: وهو يشير صراحة إلى إنه عميد الغرباء في المنفي
ما زالت عورة عمرو بن تناوب الوجع والتشرد بينه
العاص معاصرة تفتح الذي أرهقته الغربه
وبين وطنه ،ولعل هذا ما ويستجدي العودة ،وهولا
وجه التاريخ عناه بقولة« :نحن الاثنان
ما زال كتاب الله يعلق بلا وطن يا وطني» .وفي يجد تفسي ًرا ولا تبري ًرا
هذا البيت تتضح الاستعارة لجحود الأوطان عليه ،لا
بالرمح العربية يجد سببًا ولا عذ ًرا يجعله
ما زال أبو سفيان المكنية حيث شبه الوطن
بلحيتة الصفراء بشخص يعاني من التشرد. يقضي العمر في المنافي
يؤلب باسم اللات يتوسل الموت أن يأتي ،لا
العصبيات القبلية بين المذهبية
ما زالت شورى التجار والتجديف يرى ذنبًا يستحق عليه
ترى عثمان خليفتها هذا الحكم المؤبد بالغربة
وتراك زعيم السوقية في قصيدته «وتريات ليلية» والتشرد وهو الذي عشق
لوجئت اليوم لحاربك تعرض مظفر لصحابة تراب هذه الارض حتي
الداعون إليك وسموك رسول الله في أبيات
النخاع:
شيوع ًّيا قصيرة بكلمات غير لائقة، «ويسألني من أنت؟
كلمات أقل ما يقال عنها حيث وجه نق ًدا ضمنيًّا خجلت أقول له ،قاومت
الاستعمار فشردني
أنها تتج َّرأ في حضرة لبعض الصحابه والتابعين
صحابة رسول الله ،وتقلب والفاتحين المسلمين ،كما وطني»
وجة هجو ًما بالفاظ غير فهو يفتقد الوطن ويفتقر
الطوائف وتهدد العيش إلى الحضن والدفء ،ينفق
المشترك بين المسلمين، مسؤولة لعمرو بن العاص العمر بين المنافي ويستنزف
وتزكي العصبيات القبلية لدورة في تثبيت حكم
حياته في أوطان وبلاد
والنعرات المذهبية. معاوية ،كما وجه اتها ًما غريبة ،إنة بحق ظاهرة
وهوعلى طريقة أتباع مب َّطنًا للإسلام بأنه دين خاصة في سلوكة وحياته،
المذهب الشيعي يضع انتشر بحد السيف .مما يعافر مع الغربة يعاركها
الإمام الحسين في مكانه عرضه لانتقادات واسعه
أعلى من الخلق ،ففي حتى من جمهوره المتحمس وتعاركه دون راحة،
قصيدته «في الوقوف بين لاشعاره ،ربما قصد القول ويشعر أن العمر يضيع وما
السماوات ورأس الإمام
إننا نشهد عودة الفتن، زال يأمل في الوطن .وفي
الحسين» يقول: وإن هذا العصر هو امتداد قصيدته (الرحلات القصية)
قد تعلمت منك الثبات
لزمن الفتنة الكبرى التي يقول:
ولم يكن أشمخ منك كانت موجودة في أيام «وآه من العمر بين
وأنت تدوس عليك الفنادق ،لا يستريح
معاوية وعلي بن أبي طالب، أرحني قلي ًل فأني بدهري
الخيول غير أنه وقع في المحظور
إلى ان يقول: جريح»
ألم ت َر جنة الله كانت واستخدم كلمات عنصرية هذا الشاعر لم يدخر جه ًدا
تريد إليك الوصول قاسية في وصف الصحابة ليعانق الوطن كي يتحرر
وتجاه القرآن والإسلام