Page 242 - merit 47
P. 242

‫العـدد ‪47‬‬         ‫‪240‬‬

                                                         ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬      ‫وفرنسا وإيران والهند‬
                                                                                       ‫الصينية‪.‬‬
‫تعرفتون؟ أنا قلت بذىء‬          ‫بضعفها وتخاذلها غطا ًء‬
      ‫تبدوالكنايات في هذه‬     ‫سياسيًّا لضياع الأوطان‪،‬‬                    ‫وحين سقطت بغداد على‬
        ‫القصيدة أكثر من‬     ‫لذلك نراه في شعره يخاطب‬                   ‫أيدي القوات الأمريكية تلقى‬
      ‫رائعة في قوله (الآن‬     ‫حكام العرب بلهجة حادة‬                   ‫مظفر التهاني بسقوط نظام‬
      ‫أعريكم)‪ ،‬وهي كناية‬      ‫أقرب ما تكون إلى الهجاء‬
                            ‫السياسي‪ ،‬مشد ًدا على دوره‬                    ‫البعث الذي كان قد حكم‬
   ‫عن الفضيحة والخزي‪،‬‬                                                 ‫عليه‪ ،‬ويقال إنه رغم عداوته‬
       ‫كما ذكر الاستعارة‬         ‫كشاعر في فضح حاله‬
                            ‫التفاهة السياسية والتخاذل‬                     ‫مع نظام صدام حسين‬
   ‫الجمالية في قوله (قتلتم‬                                             ‫إلا أنه طالب المثقفين بفتح‬
   ‫فرحي)‪ ،‬كذلك أكثر من‬        ‫العربي والإفلاس الفكري‬                   ‫بيوت العزاء لسقوط بغداد‬
    ‫الاستعارات عندما قال‬         ‫والسياسي في مواجهة‬                   ‫على أيدي القوات الأمريكية‪،‬‬
  ‫(نتحاكم قدام الصحراء)‬           ‫مخططات الشياطين‪،‬‬
                               ‫راف ًضا المهاونة والتستر‬                   ‫معلنًا موق ًفا وطنيًّا ضد‬
      ‫حيث شبه الصحراء‬           ‫على عورات تلك الأنظمة‬                    ‫الاحتلال‪ ،‬ورغم أنه زار‬
       ‫بالحكم‪ ،‬وفي المقطع‬                                                ‫العراق بعد سقوط نظام‬
  ‫نفسه أفاض في استخدام‬       ‫التي جلبت العار والهزيمة‬                    ‫صدام حسين واستقبله‬
  ‫الأساليب الإنشائية للفت‬       ‫والمهانة على الامة‪ .‬ففي‬                    ‫وقتها الرئيس العراقي‬
   ‫انتباه القارئ والسامع‪،‬‬      ‫قصيدتة «القدس عروس‬                        ‫جلال طالباني‪ .‬فإنه عاد‬
   ‫فاستخدم الأمر والنداء‬              ‫عروبتكم» يقول‪:‬‬                  ‫من جديد إلى المنافي واستقر‬
    ‫والتعجب والاستفهام‪،‬‬                                                ‫به المقام في دولة الإمارات‬
     ‫وبعث برسالة مفادها‬     ‫الآن أعريكم في كل عواصم‬                     ‫المتحدة إلى أن توفي هناك‬
      ‫أن قضيتة الأساسية‬            ‫هذا الوطن العربي‬                        ‫في ‪ 20‬مايو ‪ 2022‬في‬
        ‫هي تحرير الإرادة‬
 ‫العربية والأوطان العربية‬    ‫قتلتم فرحي‪ ،‬في كل زقاق‬                          ‫مستشفي الشارقة‪.‬‬
  ‫والعواصم العربية‪ ،‬لذلك‬            ‫أجد الأزلام أمامي‬                    ‫أهم أعماله للريل وحمد‪،‬‬
   ‫نراه ينحاز إلى صفوف‬
  ‫المناضلين والمقاومين في‬        ‫أصبحت أحاذر حتى‬                            ‫وتريات ليلية‪ ،‬حجام‬
                              ‫الهاتف‪ ،‬حتى الحيطان‪،‬‬                        ‫البريس‪ ،‬يوميات عرس‬
                ‫كل مكان‪.‬‬                                              ‫الانتفاضة‪ ،‬بحار البحارين‪..‬‬
      ‫وفي «يوميات عرس‬                  ‫وحتى الأطفال‬                        ‫وغيرها الكثير والكثير‬
  ‫الانتفاضة» يبدي إعجابة‬      ‫أقيء لهذا الأسلوب الفج‬                      ‫من القصائد السياسية‬
    ‫بالشباب الذين وجهوا‬      ‫وفي موضع آخر من نفس‬
 ‫صفعه بصدورهم العارية‬                                                                ‫والعاطفية‪.‬‬
       ‫للحكام‪ .‬فيحدثنا في‬              ‫القصيدة يقول‪:‬‬
   ‫المقطعين الأول والثاني‬         ‫تعالوا نتحاكم قدام‬                    ‫بين الثورة على‬
   ‫عن فتية الحجارة‪ ،‬حيث‬         ‫الصحراء العربية كي‬                     ‫الاستعمار والثورة‬
‫يأتي على الحادثة المشهورة‬
    ‫التي وقعت على مدخل‬                     ‫تحكم فينا‬                      ‫على الأنظمة‬
‫مدينة نابلس في الانتفاضة‬    ‫أعترف الآن أمام الصحراء‬
  ‫الأولى يوم حاول الجنود‬                                                  ‫الشيء اللافت في شعر‬
 ‫الإسرائيليون دفن شباب‬            ‫بأني مبتذل وبذيء‬                        ‫مظفر النواب هو ثورتة‬
‫من قرية سالم وهم أحياء‪،‬‬           ‫كهزيمتكم يا شرفاء‬                      ‫المزدوجة على الاستعمار‬
                                                                           ‫من ناحية وعلى أنظمة‬
                                           ‫مهزومين‪،‬‬                    ‫الحكم العربية التي وفرت‬
                             ‫ويا حكا ًما مهزومين‪ ،‬ويا‬

                                    ‫جمهو ًرا مهزومين‬
                              ‫ما أوسخنا‪ ،‬ما أوسخنا‪،‬‬

                                           ‫ما أوسخنا‬
                               ‫ونكابر ما أوسخنا هل‬
   237   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247