Page 240 - merit 47
P. 240

‫العـدد ‪47‬‬                      ‫‪238‬‬

                                                               ‫نوفمبر ‪٢٠٢2‬‬

    ‫والمتخاذلة بشكل عام‪.‬‬             ‫النواب شاعر‬             ‫مظفر‬
   ‫فهو بحق الشاعر المثير‬            ‫عراقي معاصر‬
‫للجدل في الحياة السياسية‬                                        ‫شاعر المنفي والثورة والاغتراب‬
  ‫العراقية والعربية خلال‬               ‫وناقد أدبي‬                   ‫مظفر النواب‪..‬‬
 ‫ما يقرب من نصف قرن‪،‬‬             ‫ومناضل سياسي‬
  ‫صاحب المواقف الثورية‬                                         ‫د‪.‬محمد على‬
‫الرافضة لأنصاف الحلول‬              ‫وواحد من أكثر‬               ‫خضر‬
  ‫والتي جلبت علية المنفي‬            ‫الشعراء إلها ًما‬
                                    ‫في الشعر المعاصر‪ ،‬فهو‬
    ‫والحصار والسجون‪.‬‬                 ‫صاحب قريحة شعرية‬
‫ولد مظفر النواب في بغداد‬
                                      ‫فريدة وصاحب جمل‬
   ‫في الأول من يناير عام‬           ‫وتعبيرات جمالية مفعمة‬
   ‫‪ 1934‬في عائلة شيعية‬              ‫بالشجون والأحاسيس‪،‬‬
  ‫أرستقراطية ذات أصول‬               ‫وصاحب تجربة شديدة‬

      ‫هندية‪ ،‬مهتمة بالفن‬               ‫الثراء نقحتها الغربة‬
      ‫والأدب والموسيقى‪،‬‬          ‫والشعور بالرفض والحياه‬
‫استقرت في بغداد‪ ،‬و ُيرجع‬
    ‫بعض المؤرخين نسبه‬                  ‫في المنافي‪ ،‬فمكانته في‬
  ‫إلى سلالة الإمام موسي‬           ‫الشعر المعاصر لا تقل عن‬
‫الكاظم الذي مات مسمو ًما‬          ‫مكانة أدونيس وأمل دنقل‬
   ‫في عهد الخليفة هارون‬           ‫وأبو القاسم الشابي‪ ،‬فهو‬
 ‫الرشيد‪ ،‬وسوف نرى أن‬
  ‫بعض أشعارة وقصائدة‬                 ‫يمثل مدرسة في الشعر‬
‫لا تخلو من انحياز طائفي‬           ‫التصويري‪ ،‬وشعره ليس‬
    ‫ومذهبي‪ ،‬وتطاول على‬           ‫قاص ًرا على النقد السياسي‬
‫الرموز الدينية أضر كثي ًرا‬         ‫والثوري والهجائي وإنما‬
   ‫بنزعتة العربية‪ ،‬وجعل‬           ‫برع وأبدع في شعر الغزل‬
     ‫أشعاره محظورة في‬            ‫والحب‪ ،‬فأين يمكن أن نجد‬
 ‫كثير من الأقطار العربية‪،‬‬
    ‫وقد تعرض والده إلى‬               ‫صو ًرا شعرية ووص ًفا‬
  ‫هزة مالية أفقدته ثروته‪،‬‬          ‫لفيض الحب المتدفق مثل‬
   ‫فهاجرت عائلتة ‪-‬ومن‬
    ‫يحتمي بهم‪ -‬الى الهند‬              ‫الذي نجده في قصيدة‬
 ‫نحو المقاطعات الشمالية‪،‬‬          ‫«للريل وحمد» التي كتبها‬
 ‫ونتيجة لسمعتهم العلمية‬           ‫باللهجة العراقية الشعبية؟‬
  ‫وشرف نسبهم أصبحوا‬              ‫لقد عرف مظفر بمعارضتة‬
   ‫ُح َّكا ًما لتلك الولايات في‬
      ‫مرحلة من المراحل‪.‬‬             ‫القوية للنظام السياسي‬
 ‫بعد استيلاء الإنجليز على‬          ‫في بلاده‪ ،‬بل ولمعارضتة‬
‫الهند ومقاومة هذة العائلة‬
                                     ‫لكثير من أنظمة الحكم‬
                                    ‫العربية‪ ،‬ويحار المرء في‬
                                  ‫توجهاتة السياسية ما بين‬
                                  ‫النضال السياسي الواسع‬
                                 ‫ومقاومة المستعمرين‪ ،‬وبين‬
                                  ‫مناصبة العداء للحكومات‬
                                  ‫العربية المستبدة والخانعه‬
   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245