Page 236 - merit 47
P. 236
العـدد 47 234
نوفمبر ٢٠٢2 في حياة الشاعر
العراقي مظفر
حتى أن موته الذي لا يشبه استطاع الفرار ومكث في تجمَّ عت
النواب (-1934
المنافي ما تبقى من عمره. حياته أب ًدا كان مناسبة )2022
أما كونه عربيًّا فتلك تدعو للاختلاف ،إذ تكالبت مصادفات عديدة
وأقدار متناقضة
إلى تأمل العقل العربي، أسنان بعضهم ونعتته
جعلته يعيش
بأقذع الشتائم -من وجهة الشاعر -خاصة -عندما وسط بوتقة
نظرها طب ًعا -فهوعندهم غرائبية ،حينما انصهرت به
يعارض كيف يكون وما (الشعوبي ،القرمطي، وانصهر معها نتأ من تحت
رمادها الوفير وركامها
هي ردود فعله المتوقعة الوارف هذا الشخص
الشيوعي ،المتناقض ،و )..ومدى تماديه في التوغل في العجائبي الملفت للنظر ج ًّدا،
حتى آخر القائمة التي فيمكننا أن نلمح حوله
خلق عالم شعري خاص كل هذه التوصيفات :فهو
يحفل بها العقل العربي الشاعر الشعبي ،والمغني،
به وقاموس مختلف حتى المُتَّ ِهم والمُتَّ َهم بالذرائعية، والماركسي ،والثوري الذي
يتمكن من خلاله من والقابع تحت طبقات قاتمة يؤمن بالكفاح المسلح ،انحدر
من ترسبات الجهل التي من عائلة أرستقراطية
تشكيل لغته ومعارضته
حقيقية ،وتقلبت به
أورثتها خلفياته السياسية الأحوال من الثراء الفاحش
التي تحركه وتح ِّرك هذا إلى الفقر المدقع ،وريث
النسق الذي يحيط بأي لمخيال مكتظ بالجنوح
نحوالثورة ،وهو أي ًضا
مثقف إشكالي كبير. المناضل الصلب ،والسياسي
الرومانسي ..وغيرها كثير
مظفر النواب شاعر اختار من الملامح التي ر َّصعت
حياته ور َّسخت وجوده
د.نصير جابر زاوية قلقة وصعبة وحادة كأحد أهم المثقفين العرب،
ليقف تحتها وينطلق منها، وفي جانب آخر هو أحد
أهم من غيَّر مزاج الشعر
(العراق) وهي أنه معارض عربي العامي العراقي ،حتى
يمكن أن نطلق عليه بكثير
يساري .مظفر النواب.. من الاطمئنان «مدرسة
ويجب شعرية» ،تخرجت فيها
أن نقف أسماء لامعة ستكون دائ ًما
أمام كل في صدارة المشهد الشعري
شعر َّي ٌة جـــــــــــــــ مفردة العامي العراقي منذ مطلع
من هذه السبعينيات وحتى اليوم،
المفردات
طوي ًل
حتى نفهم كيف عاش
مظفر ،فالمعارضة في زمنه
كانت تعني أن المعارض
مشروع قتل لا محالة ،وهنا
أنا أتكلم عن الفترة التي برز
بها مظفر معار ًضا شر ًسا
للنظام القمعي الفاشي
( )2003 -1963الذي
حاول أن يقتله مرا ًرا ومن
ثم سجنه طوي ًل ،ولكنه