Page 28 - merit 47
P. 28
العـدد 47 26
نوفمبر ٢٠٢2
زكية مجدوب*
(المغرب)
بنية المكان وتشكل
الهوية الثقافية ..في رواية
«زغاريد الموت»
لعبد الكريم جويطي
الكاتب عبد كريم جويطي في رواته «زغاربيد الموت» وفق في طرح
أسئلة الهوية المتشظية بين موطن الولادة وأمكنة التنقل المتعددة ،عبر
عن الهوية الذاتية وانفصالها عن موطنها ،فعاشت في قلق وجودي بين
أمكنة التنقل والترحال بح ًثا عن وسائل العيش والحياة ،فعبر كذلك
عن ثنائية الأنا المستعمر وروح المقاومة التي تشبع بها وخاض بها
المعارك للحفاظ على الهوية الوطنية ،في مقابل الآخر المستعمر الذي
أراد بسط نفوذه وقبضته على البلاد ،فعبر عن مكره وخداعه وما حل به
من خنوع واستسلام أمام حمى المستنقعات.
قو ًة وتح ُّك ًما في صياغة خصوصية الكائن الإنساني الرواية المغربية منذ نشأتها بالاهتمام تتميز
في الزمان والمكان ،لذلك نستعمل كثي ًرا الصيغة بقضايا الإنسان وهويته وثقافته ،فقد
الإسنادية التالية ،الهوية السردية»(.)1 كانت ولا تزال حق ًل ثر ًّيا تتفجر فيه
لقد أبان تشكل الهوية الثقافية لدى الكتاب في
أسئلة الماضي والحاضر والمستقبل،
السرد الروائي اختلا ًفا في التصورات خاصة بإعادة ومصد ًرا يمتلئ بشتى الصور والرموز
إنتاجها روائيًّا ،فشغلت مسألة الهوية عد ًدا من الدلالية المعبرة عن الخصوصية الثقافية
الكتاب والمبدعين في شتى المجالات ،على غرار ما والحضارية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ،
حيث تتضمن كل هوية وج ًها ثقافيًّا ،فشكل تصور
نقرأ للكاتب عبد الكريم جويطي في روايته «زغاريد
الموت» ،من هنا يأتي هذا المقال لإبراز صورة المكان أول وجه ثقافي يعبر عن الهوية الثقافية
للفرد ،كما أنه لا يمكن الحديث عن هوية جوفاء
الهوية الثقافية من خلال التعامل مع المكان باعتباره غير معبرة عن مضمون ثقافي ،ذلك لأن الثقافية تعد
بنية محفزة ثقافيًّا لتشكيل الهوية الثقافية في من أهم دوافع اكتساب الهوية ،حيث إن «التعالق
القائم بين الهوية والثقافة هو من أشد التعالقات
الرواية ،ومن الأسئلة التي يمكن مقاربتها انطلا ًقا
من هذا المقال هي: