Page 81 - merit 47
P. 81

‫‪79‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫قصــة‬

    ‫لكن في اليوم التالي تفاجأ الناس الذين يعرفون‬
    ‫أهل الميت أن باب المقابر قد تهدم وكذلك شاهد‬
   ‫القبر‪ ،‬وعمال يقومون بإنشاء باب جديد‪ ،‬اتصل‬
 ‫الناس بأهل المتوفي‪ ،‬وبالأستاذ محمد بما أنه كبير‬
‫العائلة ليستفسروا إن كان هذا من فعلهم‪ ،‬ويقوموا‬

                            ‫بعمليات تجديد مث ًل!‬
  ‫لكنهم لم يقوموا بأي تجديد! على الفور ذهبوا إلى‬

    ‫المقابر‪ ،‬فوجدوا أن الباب الحديدي الخارجي قد‬
  ‫تغير بالفعل ومغلق بأقفال‪ ،‬ومن ورائهم طفل في‬
   ‫التاسعة عشرة‪ ،‬لم ينبت شعر ذقنه بعد‪ ،‬يرتدي‬

     ‫نظارة شمس سخيفة ينظر لهم نظرة انتصار!‬
      ‫مروان وائل؟ لماذا فعلت هذا؟ سأله كريم ابن‬

                                        ‫المتوفى‪.‬‬
      ‫مروان‪ :‬هذه المقابر ملك أبي‪ ،‬وكان عليكم أن‬
 ‫تسأذنوني أو ًل إذا أردتم دفن أبيكم‪ ،‬وبالطبع كنت‬
   ‫سأرفض‪ ،‬فلم يكن يحبنا‪ ،‬وعمو ًما إذا أتيتم مرة‬
  ‫أخرى لزيارته اقرأوا له الفاتحه من الخارج‪ ،‬لأني‬

                      ‫لن أعطي لأي منكم مفتا ًحا‪.‬‬
    ‫غلي الدم في عروق الأبناء الثلاثة‪ ،‬كريم وهشام‬
 ‫وعلي‪ ،‬واشتبكوا معه بعدما زاد في توبيخه وألفاظه‬
   ‫البذيئة‪ ،‬لكن محم ًدا كام يقف بعي ًدا‪ ،‬عقله يحاكي‬
    ‫قصة قديمة‪ ،‬لم يشعر بأي شيء حوله‪ ،‬اخترق‬

            ‫دائرة الصراع‪ ،‬وأمسك بكتفي مروان‪:‬‬
       ‫‪ -‬انظر لي! أتعرفني؟ أنا عمك! لم تفعل هذا؟‬
   ‫لما يساعده كبر سنة على الاستمرار في هذا‪ ،‬فتح‬
    ‫السيارة وجلس فيها‪ ،‬ويبدو أن الصراع انتهى‪،‬‬
 ‫فعاد كريم وهشام وعلي ليطمئنوا عليه‪ ،‬كان يدفن‬
‫وجهه في كرسي السيارة الذي أمامه‪ ،‬ثم رفع رأسه‬

                                         ‫وقال‪:‬‬
    ‫في ليلة عيد وأنا صغير‪ ،‬اشتريت قمي ًصا جدي ًدا‬

       ‫مشج ًرا على الموضة‪ ،‬لألبسه في اليوم التالي‪،‬‬
  ‫استيقظت في اليوم التالي وأنا متأهب للبس العيد‪،‬‬
‫لأجد (وائل) عائ ًدا من الخارج وهو يرتديه‪ ،‬غضبت‬

       ‫ج ًّدا‪ ،‬وتشاجرت معه‪ ،‬وخلعت عنه القميص‪.‬‬
 ‫يبدو أنه لم ينسها لي‪ ..‬تمر السنين‪ ،‬وأقول لنفسي‬
 ‫هل يمكن أن يكون هذا هو السبب؟ يا ليتني تركته‬

                                            ‫له‪.‬‬
   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86