Page 204 - merit 45
P. 204

‫ولا نفي لإرادة من‬                                    ‫العـدد ‪45‬‬                           ‫‪202‬‬
  ‫الإرادات أيا كانت‪ ،‬وأنا‬
                                                                            ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬       ‫وهكذا‪ ،‬على منوال قد‬
     ‫إن كنت حري ًصا على‬                                                                      ‫تكون حددت مساراته‬
  ‫بقاء التوكتوك وسائقيه‬       ‫أبعادها العميقة بالذات‪،‬‬
 ‫وكتاب عباراته ومحلات‬            ‫وكل ما بيننا وبينها‬                                            ‫عقول ذوي الفطن‪،‬‬
                                                                                                ‫مساراته التي تعج‬
      ‫قطع غياره وورش‬        ‫استثمار خفيف لنفعها في‬                                          ‫بالتوافقات والمفارقات‪،‬‬
    ‫إصلاحه من الأعطاب‬       ‫الطرق الفرعية‪ .‬التوكتوك‬                                           ‫وتعج بكل ما هو حي‬
                             ‫مواصلة محضة وسائق‬                                            ‫وحيوي ومطروق‪ ،‬وهذه‬
       ‫وجميع ما يخصه؛‬                                                                    ‫هي الوجهة المعتبرة الأولى‬
   ‫فإنني أكثر حر ًصا على‬      ‫التوكتوك فرد مطحون‬                                            ‫بالتفكير فيها والتركيز‬
    ‫معاملة البشر المنتمين‬      ‫يريد عم ًل يعصمه من‬                                       ‫عليها‪ ،‬ولا بأس بالأساليب‬
‫إليه مباشرة معاملة طيبة‬      ‫التشرد والعوز‪ ،‬هذا كل‬                                       ‫طب ًعا لأن واضعيها ليسوا‬
‫كريمة‪ ،‬تليق بإنسانيتهم‪،‬‬     ‫ما في الأمر‪ ،‬أما أن يسفر‬                                     ‫بمحترفي شعر ولا نثر‪ ،‬بل‬
‫وتتفهم منطقهم‪ ،‬وتحترم‬           ‫هذا التعريف البسيط‬                                       ‫أدنى من هواة في الميدانين‬
  ‫كدهم وسعيهم للحلال‪،‬‬        ‫الصحيح عن شيء أكبر‬                                          ‫الأدبيين‪ ،‬وكما أسلفت فإن‬
                              ‫من حدوده بكثير فهذا‬                                          ‫الاستهانة بهذه العبارات‬
    ‫غير أن تنقية الأجواء‬     ‫وارد ج ًّدا بالطبع‪ ،‬ولكن‬                                      ‫ليس من الحكمة بمكان؛‬
  ‫من العناصر الإجرامية‬        ‫المطلوب أن يكون تلقينا‬                                          ‫فإنها إن كانت تخص‬
                               ‫للقضية شديد النباهة‬                                        ‫طبقة مجتمعية واحدة‪ ،‬إلا‬
       ‫(المسجلة والمتوقع‬    ‫والهدوء؛ فلولا التوكتوك‬                                      ‫أنها تلخص حركة المجتمع‬
    ‫إجرامها بالمثل) والتي‬   ‫ما عرفنا شيئًا من الكثير‬                                      ‫كله في أوانها‪ ،‬وتضع كل‬
                              ‫الذي عرفناه بواسطته‪،‬‬                                         ‫الطبقات تحت الملاحظة؛‬
      ‫وجدت في التلافيف‬      ‫والمعرفة أول بند بجدول‬                                               ‫فالطبقات الأخرى‬
    ‫الدقيقة للمهنة ستا ًرا‬     ‫حلول المشكلات‪ ،‬يليها‬                                        ‫متفاعلة مع التكاتك وإن‬
  ‫تختبئ وراءه؛ أمر لا بد‬    ‫تحديد الأزمة وحصارها‬                                             ‫لم تستخدمها‪ ،‬متفاعلة‬
   ‫منه‪ ،‬بواسطة الشرطة‬         ‫بقوة‪ ،‬يليها أن نخلق ما‬                                       ‫بحكم الملامسة الواقعية‪،‬‬
                            ‫يناسبنا من غير ظلم ولا‬                                       ‫بالأيدي والأبصار‪ ،‬ونحن‬
       ‫والرقابة المجتمعية‬    ‫إقصاء؛ فيكون الانفراج‬
    ‫الصارمة م ًعا‪ ،‬كما أنه‬    ‫عا ًّما لا قتل فيه لطموح‬                                                  ‫لا يجب أن‬
   ‫لا بد من إجراء فحص‬                                                                                 ‫نكون قاسين‬
‫جنائي للراغبين في العمل‬
   ‫بهذا المجال‪ ،‬ومجموعة‬                                                                                  ‫في حكمنا‬
‫اختبارات نفسية وعصبية‬                                                                                  ‫على التكاتك‬
                                                                                                      ‫وعوالمها‪ ،‬هذا‬
     ‫للسائقين‪ ،‬اختبارات‬                                                                             ‫هو الأقرب إلى‬
     ‫علمية شديدة الجدية‬                                                                               ‫العدل‪ ،‬بل لا‬
    ‫والحسم‪ ،‬قبل منحهم‬                                                                               ‫يجب أن نحكم‬
 ‫رخص القيادة التي لا بد‬                                                                               ‫من الأساس‪،‬‬
   ‫من إقرار قانونها الذي‬                                                                           ‫لا سيما ونحن‪،‬‬
   ‫يقال شفاهيًّا ولا يطبق‬                                                                            ‫بالمجمل‪ ،‬أبعد‬
 ‫واقعيًّا‪ ،‬بسرعة وإحكام‪،‬‬                                                                              ‫ما نكون عن‬
‫وخلق رقابة على المرتشين‬                                                                                ‫حكاياتها في‬
   ‫والخاضعين للوسائط‪،‬‬
‫حتى لا نتفاجأ بكم مزعج‬
      ‫من الجرائم البشعة‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209