Page 209 - merit 45
P. 209

‫الملف الثقـافي ‪2 0 7‬‬

     ‫اشتكيك لمين وانت أهلك‬         ‫ولا بذل الجهد من أجل‬      ‫رزقك ما تحوش‪ ،‬لو كان‬
‫جبارين‪ ..‬الأرض بتشتكي يا‬       ‫خلق فرص أفضل للمعيشة‪،‬‬          ‫الرزق بالجرى ما كانش‬
‫جميل‪ ..‬هويت السفر من ظلم‬                                      ‫حد حصلني‪ ،‬قيراط حظ‬
‫البشر‪ ..‬أشتكيك لمين ياللي في‬    ‫وهو ما يبرر ظهور بعض‬          ‫ولا فدان شطارة‪ ،‬قسمة‬
 ‫بالي‪ ..‬اشتكيك لمين يا زمن‪..‬‬        ‫حالات‬                   ‫ونصيب‪ ،‬نصيبك يصيبك‪،‬‬

         ‫وبعد هالك يا زمن‪.‬‬         ‫الانتحار‬                           ‫سيبها على الله‪.‬‬
                               ‫والهجرة غير‬
    ‫عين الحسود‬                                                   ‫الشكوى‬
                                  ‫الشرعية‪،‬‬                    ‫لغير الله مذلة‬
  ‫تكثر العبارات التي يضعها‬       ‫حيث تكون‬
   ‫سائقو التكاتك على خلفية‬                                    ‫يقول البعض إننا شعب‬
 ‫التوكتوك لدرء العين وإبعاد‬        ‫الشكوى‬                  ‫شكاء بطبعه‪ ،‬نحب الشكوى‬
   ‫الحسد‪ ،‬حيث تخاطب من‬         ‫تبري ًرا للفشل‬
  ‫تسول لهم أنفسهم الأ َّمارة‬                                ‫ولا نسعى لتغيير الوضع‪،‬‬
‫بممارسة عادة الحسد‪ ،‬والتي‬         ‫والضعف‬
   ‫يخشى السائق أن تصيبه‬         ‫وقلة الحيلة‪،‬‬
  ‫بقلة الرزق أو تعطل التوك‬
 ‫توك‪ ،‬فهو يعتقد بأن الحسد‬            ‫وهذا لا‬
   ‫هو شعور بالضيق والغل‬          ‫ينفي وجود‬
 ‫والحقد وتمنى زوال النعمة‪،‬‬
 ‫لذا يتمنى ويطلب من الناس‬           ‫شكاوى‬
‫أن لا تحسده على ما هو فيه‪،‬‬      ‫حقيقة ناتجة‬
  ‫فالرزق من عند الله تعالى‪،‬‬
   ‫وخاصة أن معظم سائقي‬              ‫عن وجع‬
    ‫تلك التكاتك يعتقدون أن‬           ‫ومعاناة‬
 ‫الحسد موجود‪ ،‬وال ُحجة أن‬      ‫إنسانية كبيرة‪،‬‬
   ‫الحسد مذكور في القرآن‪،‬‬            ‫شكاوى‬
   ‫ونحن نعلم أن الاعتقاد في‬     ‫يتحايل عليها‬
   ‫الحسد منتشر في مختلف‬           ‫أبناء الثقافة‬
  ‫الثقافات‪ ،‬وقدي ًما‪ ،‬استخدم‬   ‫الشعبية بطرق‬
                                 ‫مختلفة‪ ،‬منها‬
      ‫الإنسان تعاويذ ورقيَّا‬         ‫لجوؤهم‬
     ‫وأحجبة كان يعتقد أنها‬      ‫للموروثات الثقافة‪ ،‬والدين‬
  ‫تقيه شرور الحاسد‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من أن البشرية تعيش‬               ‫الشعبي‪ ،‬والخبرات‬
   ‫في الألفية الثالثة‪ ،‬وتفتخر‬    ‫المتراكمة عن تاريخ القهر‬
   ‫بالتطور التقني الهائل‪ ،‬إلا‬
‫أن الاعتقاد بضرر الحسد لا‬                      ‫الإنساني‪.‬‬
  ‫يزال منتش ًرا في مجتمعات‬          ‫وفي هذه العبارة يشير‬
      ‫كثيرة‪ ،‬تعتقد أنه طاقة‬       ‫القائل إلى أن الشكوى لا‬
                                   ‫تكون لغير الله‪ ،‬فعندما‬
                                   ‫يضيع حقه ‪-‬من وجهة‬
                                ‫نظره‪ -‬ولا ينصفه الناس‪،‬‬
                                  ‫لا ملجأ له سوى العادل‬
                                ‫الجبار‪ ،‬وهو تعبير صارخ‬
                                   ‫عن ضياع الحقوق بين‬
                                  ‫البشر‪ .‬وهناك الكثير من‬
                                 ‫عبارات الشكوى الطريفة‪:‬‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214