Page 214 - merit 45
P. 214
العـدد 45 212
سبتمبر ٢٠٢2 أسماء عبد العزيز
مصطفى
أن تخطو إلى أي منطقة الانتشار في بدأ «التوكتوك»
«شعبية» مزدحمة داخل مصر منذ
أي محافظة في محافظات لافتات التكاتك كمرآة ثقافية للمجتمع
مصر ،فمن المحتمل ج ًّدا التسعينيات،
أن تقع عيناك على الكثير تحدي ًدا عام
من التكاتك التي تتنافس ،1995انتشر
في البداية في
بطريقة عبثية «لالتقاط المناطق الريفية
الزبون» ،وتلحظ أثناء حيث تكون
ذلك الكثير من العبارات الطرق ضيقة
والنصوص واللافتات التي ج ًّدا لاستيعاب
يغطي بها أغلب سائقي أي مركبات أكبر
التوكتوك ظهر عرباتهم، حج ًما ،ثم ظهر في
تقرأ على سبيل المثال المناطق العشوائية
نصو ًصا كالآتي« :الناس في المدن الكبيرة
أسئلة والأيام إجابات»، والمحافظات،
«يفيد بإيه الجمال والمزة فهو يمثل وسيلة مناسبة
ماشية شمال»« ،خ ُّفوا لكثير من الناس في تلك
عنا ياللي عينيكم هاتجيب
أجلنا»« ،جبتها وقعدنا المناطق لكسب المال
نلوكلوك أتاريها طمعانة لإعالة أسرهم ،بجانب
فالتوكتوك»« ،اعطس أنه مثال ح ٌّي على هجرة
فمنديلك عشان أدعيلك».. الأيدي العاملة والتنقل من
وغيرها من النصوص الفلاحة والزراعة كمهنة
المركبة والمقولات الدينية إلى مهنة أكثر حضر َّية،
والحكم الشعبية المتوارثة. من خلال التحول لأنشطة
لسنوات طويلة شهدت اقتصادية جديدة مثل قيادة
مصر تحو ًل كبي ًرا في
وسائل النقل الداخلي ،نجد «التوكتوك».
أن المناطق التي يسيطر في حد ذاتها كفكرة فإن
عليها التوكتوك الآن كانت
في الأصل مناطق تستخدم اللافتات والنصوص
المكتوبة على مساحات
بها عربات «الكارو» المجال العام من ضمنها
و»الحنطور» للتنقل المركبات ليست جديدة في
وغيرها من وسائل النقل مصر ،فالبلاد لديها تقاليد
التي تعتمد على الحيوانات منذ فجر التاريخ بثقافة
والأحصنة ،للنقل قصير الكتابة الموثقة على جدران
المدى في الشوارع والأزقة المعابد ،مرو ًرا بجداريات
المزدحمة والضيقة ،مع مقاومة المحتل والمطالبة
توالي التغييرات الاجتماعية برحيل المستعمر ،إلى
لافتات التكاتك في العصر
المعاصر ،الآن ،وبمجرد