Page 218 - merit 45
P. 218

‫العـدد ‪45‬‬         ‫‪216‬‬

                                                              ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬     ‫خفية‪ ،‬فبد ًل من التحدث‬
                                                                             ‫عن الواقع بشكل مباشر‪،‬‬
   ‫استخدام خط فريد من‬        ‫الأسد»‪ ،‬استعارة للمراوغة‬                        ‫تمارس تلك النصوص في‬
     ‫نوعه في كتابة الآيات‬    ‫والنقد غير المباشر لظاهرة‬                        ‫إضفاء قليل من التلاعب‬
                            ‫يعتقد بها الكثيرون‪ ،‬خاصة‬                       ‫غير المباشر‪ ،‬والتي تعبر عن‬
   ‫القرآنية كتلك الموجودة‬   ‫في المناطق الشعبية المزدحمة‬                    ‫خلاصة التجربة الشخصية‬
 ‫في جميع الفنون البصرية‬     ‫ومجتمع متلاصق في الأبنية‬
  ‫الإسلامية‪ ،‬كلغة القرآن‪،‬‬                                                      ‫لصاحب المركبة‪ ،‬تشمل‬
                                             ‫والجوار‪.‬‬                          ‫كل أفراد المجتمع بالنقد‬
   ‫فاللغة العربية اكتسبت‬      ‫كما نجد لافتات تقدم نق ًدا‬                     ‫الساخر‪ ،‬وتعكس تفاعلهم‬
  ‫الكتابة بها مكانة خاصة‬
 ‫وطورت أساليب متنوعة‪،‬‬             ‫اقتصاد ًّيا مثل مشكلة‬                         ‫التفصيلي مع سياقات‬
   ‫وبالتتابع يتم استخدام‬    ‫الهروب من البطالة والرغبة‬                      ‫حياتهم اليومية‪ ،‬كما لم يعد‬
 ‫الصيغة العامية من اللغة‬
 ‫العربية «مرشوشة» بلغة‬          ‫في مغادرة البلاد لسوء‬                          ‫هناك أي حرج في كتابة‬
                                  ‫الظروف الاقتصادية‪،‬‬                        ‫أي عبارة مهما كان نوعها‪،‬‬
     ‫فظة وإشارات جريئة‬       ‫والبحث عن رغيف العيش‪،‬‬                           ‫وحتى أنه تم إعادة تدوير‬
  ‫تشير إلى ثقافية مركزية‬       ‫يتم تناول هذا الموضوع‬                         ‫العبارات القديمة للتناسب‬
  ‫خاصة بالطبقة الشعبية‪،‬‬       ‫بسخرية في نصوص مثل‬
‫مثل «لو عجباك أشكر ربنا‬          ‫(خريج هندسة وبدور‬                               ‫مع «توجهات» الجيل‬
                              ‫على هجرة كويسة)‪ ،‬حيث‬                                            ‫الحالي‪.‬‬
          ‫على اللي معاك»‪.‬‬         ‫تعكس مشكلة العديد‬
       ‫كذلك نرى تصوير‬          ‫من الشباب ورغبتهم في‬                            ‫تم إثراء المشهد الشعبي‬
  ‫شخصيات الحياة العامة‬      ‫الهجرة خاصة الفقراء منهم‬                          ‫من خلال وسيط لافتات‬
     ‫وأشهر المقولات التي‬     ‫والعاطلين عن العمل الذين‬                       ‫التوكتوك‪ ،‬فنجد الكثير من‬
  ‫نقلت عنهم أو على لسان‬     ‫لا يرون آفا ًقا مستقبلية لهم‬                      ‫الحكم والأمثال الشعبية‬
  ‫أحد منهم‪ ،‬بكلمات ذكية‬      ‫غير الهجرة غير الشرعية‪،‬‬                        ‫المتوارثة‪ ،‬من الأدب القديم‬
      ‫ومسلية‪ ،‬واستخدام‬         ‫كذلك (إحنا استوينا لحد‬                           ‫إلى الكوميديا السوداء‪،‬‬
   ‫مألوف للهجة المصرية‪،‬‬       ‫ما اتهرينا)‪ ،‬تمثل العبارة‬                     ‫ومن البلاغة في التعبير إلى‬
     ‫مثل الجملة الشهيرة‬         ‫استعارة بشكل صارخ‬                             ‫سريالية النصوص التي‬
     ‫«أنا نمبر وان»‪ ،‬حيث‬      ‫عن حال اليأس‪ ،‬حيث يتم‬                            ‫تعبر عن القلق الحداثي‬
   ‫تتراجع النصوص التي‬           ‫توجيه النص من خلال‬                          ‫لمزاول المهنة‪ ،‬فمن الواضح‬
   ‫تشير إلى الهوية الدينية‬      ‫استخدام صيغة المتكلم‪،‬‬
  ‫والتي كانت تمنح البركة‬      ‫يمكن تفسير كلمة «إحنا»‬                              ‫أن لافتات السخرية‬
   ‫للمركبة وتحقق النجاة‬           ‫باللغة العربية (نحن)‬                        ‫الاجتماعية نشطة للغاية‬
  ‫والسلامة‪ ،‬وحلت محلها‬         ‫لتشمل القارئ الذي يتم‬                       ‫بدرجة تكفي لالتقاط ظاهرة‬
‫نصوص تعكس اهتمامات‬                                                           ‫ثقافية‪ ،‬نابعة من تصوير‬
   ‫الشباب صاحب المركبة‬               ‫توجيه النص إليه‪.‬‬                      ‫خيبات الأمل أو آلية التفاعل‬
‫مثل اهتمامهم بمطربهم أو‬       ‫غالبًا ما ُتظهر النصوص‬
 ‫الفنان المفضل واستخدام‬                                                          ‫الاجتماعي‪ ،‬وتصوير‬
                                  ‫المكتوبة اهتما ًما كبي ًرا‬                ‫شخصيات المجتمع بصور‬
            ‫أهم مقولاته‪.‬‬        ‫بالخصائص الرسومية‬
‫كذلك يبرز تفكيك الأشكال‬         ‫للنص نفسه‪ ،‬فقد يكون‬                           ‫نمطية‪ ،‬أو تنقل انتقادات‬
                              ‫هدف الرسائل البحث عن‬                          ‫اجتماعية لاذعة‪ ،‬على سبيل‬
     ‫الرمزية التي تتحدى‬     ‫الجماليات بد ًل من الوضوح‬                        ‫المثال في نقد لاذع لظاهرة‬
     ‫العلاقات الاجتماعية‬     ‫في المعنى‪ ،‬على سبيل المثال‬
  ‫المهيمنة‪ ،‬في حالة دارجة‬                                                      ‫الحسد نجد لافتات مثل‬
                                                                              ‫«كفاية حسد يابن مرات‬
   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222   223