Page 215 - merit 45
P. 215
213 الملف الثقـافي
زيجموند باومان جورج ماركوس والاقتصادية التي لحقت
بالكثير من الأشياء ،تحول
وإشارات المرور ،مزينة أبعا ًدا اجتماعية وسياسية
بعبارات وأمثلة ونصوص واقتصادية ،توصف سائق الحنطور للوسيلة
مكتوبة على الزجاج الخلفي الأوفر والأكثر استدامة
وأسفل «الرفرف» ،من منا تلك الثقافة بأنها ثقافة من الأحصنة والحمير
«انعكاسية» أو «تفككية» أو وهي التكاتك ذات العجلات
لا يتذكر الميكروباص أو الثلاث ،لكن الشيء اللافت
استخدمه في مرحلة ما من «ما بعد الحداثية» أو «ما للاهتمام هو الثبات في
حياته ،وجلس بكل هدوء بعد البنيوية» بمعنى أنها استمرار كتابة ولصق
داخله يتأمل براعة السائق نق ٌد حداث ٌّي -طال انتظاره- العبارات والأمثلة والحكم
لواقع اجتماعي أو سياسي
في تزيينه من الداخل على هيكل العربة ،من
والخارج ،حيث تمضي أو اقتصادي. الحنطور إلى التوكتوك هناك
يمكن تتبع ثقافة الكتابة على شيء واحد مشترك ،لافتات
طوال رحلة الركوب وسائل النقل الداخلي العام
تتأمل في مهابة أ َّخاذة كل والخاص من خلال الاعتماد تلخص حكمة الحياة،
منظور المواطن لمحيطه ،أو
تلك النصوص والصور على ذاكرتنا الخاصة ،فمن منظور شخصي للسائق
والعبارات ،ابتدا ًء من منا لا يتذكر سيارات
(النصر) أو سيارات صاحب المركبة ،تكون
صور شخصية للسائق الـ( ،)128والـ(،)132 كمرآة تعكس الكثير من
نفسه أو لأفراد عائلته ثقافة طبقة وفئة وشريحة
المحبوبين ،وصور فنانين وغيرها من الأنواع التي واسعة من الشعب المصري.
وفنانات مفضلين ،وصور كان يمتلكها أحد الأقارب
لرموز دينية أو شيوخ، أو المعارف أو الجيران ،أو ثقافة الكتابة على
وعبارات نصية نقرأها حتى التي كنا نراها بشكل المركبات..
ونستنبط منها الحكمة من
عابر في شوارع المدينة نصوص للزينة أم
لل َّتبرك؟
امتدت ظاهرة تزيين
التوكتوك من أساسها في
تزيين عربات الحنطور
بالك ِّف الأزرق والعين
لمنع الحسد ،بالإضافة إلى
صور لشخصيات دينية أو
رسومات شعبية وعبارات
ومقولات متوارثة تعكس
سمات الواقع المعاصر لها،
في تحليل ثقافة الكتابة
على المركبات والنصوص
المصاحبة التي تعكس