Page 212 - merit 45
P. 212

‫العـدد ‪45‬‬         ‫‪210‬‬

                                                             ‫سبتمبر ‪٢٠٢2‬‬       ‫الأمر الذي قد يعرض‬
                                                                            ‫شعوبها المرفهة إلى عيش‬
    ‫ودورها يكمن في تبني‬         ‫الشعبي «اللي يجي من الهوا‬
  ‫بعض الصفات الإيجابية‬          ‫يروح مع الهوا»‪ ،‬بمعنى أن‬                       ‫أيام صعبة‪ ،‬وقد تكون‬
                                 ‫ما تحصل علية بدون تعب‬                        ‫قاسية مع دخول فصل‬
    ‫التي تتسم بالفضائل‪،‬‬         ‫لا يصعب عليك عند صرفه‪،‬‬                     ‫الشتاء‪ ،‬فالنقود مهما كانت‬
  ‫ورفض الصفات السلبية‬                                                          ‫مهمة إلا أنها في بعض‬
 ‫غير الرغوب فيها‪ ،‬إضافة‬                ‫وهي عبارات شعبية‬
‫إلى بعض المقولات الخفيفة‬        ‫بسيطة لكنها تقدم لنا رؤية‬                       ‫الأزمات والكوارث لا‬
                                                                           ‫يمكنها تأمين الحياة‪ .‬وهو‬
     ‫السطحية‪ ،‬التي تحمل‬           ‫عظيمة في تقدير واحترام‬
  ‫رسائل شخصية تملؤها‬                   ‫قيم العمل والإنتاج‪،‬‬                     ‫ما حدث ‪-‬مع الفارق‪-‬‬
  ‫الحيرة والمكايدة والتهكم‬                                                      ‫في مصر فترة الشدة‬
                                    ‫التي تضيف للإنسانية‪،‬‬
       ‫والحسرة والتمني‪،‬‬           ‫وتعمل على تطوير الحياة‬                      ‫المستنصرية عندما كان‬
   ‫والغرائز الساذجة‪ ،‬كما‬                                                  ‫يستبدل الأغنياء كيلة القمح‬
   ‫يلعب التقليد دو ًرا بار ًزا‬               ‫واستقرارها‪.‬‬                  ‫بالذهب‪ ،‬من أجل البقاء على‬

     ‫في نقل وتكرار بعض‬             ‫المجتمع السائل‬                           ‫قيد الحياة‪ ،‬وربما لم يرد‬
     ‫العبارات‪ ،‬خاصة وأن‬                                                     ‫في ذهن كاتب تلك العبارة‬
 ‫معظم سائقي تلك التكاتك‬           ‫خلاصة المشهد أنه يمكن‬                   ‫«سولار في التنك ولا مليون‬
  ‫هم من الأطفال والصبية‬               ‫للمتأمل في الكثير من‬                 ‫في البنك» هذا التحليل‪ ،‬لكن‬
   ‫والشباب الذين يولعون‬
   ‫بتقليد كل ما هو طريف‬         ‫العبارات المكتوبة على خلفية‬                   ‫بالتأكيد أنه كان يقصد‬
     ‫وغريب‪ ،‬دون التمعن‬           ‫التكاتك‪ ،‬أن يلحظ أنها نتاج‬                 ‫أن تأمين مصادر الرزق‪،‬‬
   ‫في خطورته عليهم وعلى‬           ‫خليط عجيب من الموروث‬                     ‫أهم من الاحتفاظ بالأموال‬
 ‫المجتمع‪ ،‬حتى تحولت تلك‬          ‫الثقافي والدين الشعبي‪ ،‬تم‬                  ‫في البنوك‪ ،‬فتأمين مصدر‬
  ‫الظاهرة إلى مشكلة تهدد‬          ‫صياغتها في قوالب لغوية‬                  ‫مستقر للعمل هو الذي يأتي‬
   ‫الذوق العام‪ ،‬خاصة في‬                                                   ‫بالأموال‪ ،‬ويضمن استقرار‬
 ‫ظل الوضع العام السائل‪،‬‬             ‫شعبية تحمل في طياتها‬                     ‫الفرد والمجتمع والحياة‪،‬‬
‫وغياب دور الدولة‪ ،‬وتشوه‬              ‫كلمات بسيطة‪ ،‬وجمل‬                     ‫إضافة إلى أن الأموال التي‬
                                  ‫موجزة معبرة‪ ،‬ومستوى‬
         ‫الثقافة المجتمعية‬         ‫دلالي يتراوح بين العمق‬                     ‫تأتي بدون عمل وجهد‬
                                ‫والخفة‪ ،‬وصور فنية لطيفة‪.‬‬                  ‫غالبًا ما تنفق بسفه وتذهب‬
                                      ‫وهي تعالج مواضيع‬
                                   ‫متنوعة وحقول مختلفة‪،‬‬                        ‫سري ًعا‪ ،‬كما يقول المثل‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217