Page 102 - merit 46 oct 2022
P. 102
العـدد 46 100
أكتوبر ٢٠٢2
سناء الشعلان
(الأردن)
الباب المفتوح
مبتس ًما بخبث« :زليخة لم يكن لها أي عبد» ،في كان صوته يجلجل ملء قصره المنيف الخرافي
اليوم الثاني وجدوا لسانه يسعى مذعو ًرا بعد أن ذي الأبواب الماسية ،في قصره ألف جارية ،وألف
غلام ،وفي سجنه المنيع ألف سجين ،لكنهم ينعمون
ُقطع من غير سبب ُمعلن. بالسعادة؛ لأنه أعد لهم أسر ًة من ماس ،وطرائف
سلطان الزمان كان يرفس سعي ًدا بقدميه ،وهو وحشايا من ريش النعام أسوة بما في قصره ،يقع
يقرأ عن سلطان في الزمن الغابر قال له أحد رعاياه قصره في منتصف السلطنة ،بل السلطنة تقع في
المسمى سليمان الفارسي« :لا سم ًعا ولا طاعة ،لا منتصف قصره الذي يقع في أرض ما ،في زمان
نسمع»؛ لأنه خص نفسه بذراع إضافي من القماش
دون رعيته ،فلما ظهر عدله ،وأثبت أنه أخذ ذلك ما ،قصته قصة قديمة تمزق عنوانها ،وأرقام
الذراع من ولده عبد الله ،قال له سليمان الفارسي: صفحاتها ،ولم يب َق منها إلا هو وشعبه السعيد،
«الآن سم ًعا وطاعة ،ق ْل ،ونحن نسمع» ،وعندما لام هكذا تقول القصة ،والويل للرعية إن لم تقل ما
الناس الرجل على فعلته ،قال لهم السلطان الخرافي
في عدله« :لا خير فيكم إن لم تقولوها ،ولا خير فينا تقوله القصة.
منذ سنوات لم يسر على قدميه ،فقد اعتاد على
إن لم نسمعها». أن يحمله العبيد على محفته الذهبية التي أُعدت
أعجبه ذلك الرجل العادل ،وذكره بشيء لا يعرفه، لتنقلاته ،حتى عندما خرج في حملة إحسان لجمع
التبرعات لفقراء السلطنة وأيتامها ،وما أكثرهم!
وبنكهة لم يذقها ،انتفخت أوداجه سرو ًرا ،وكاد اعتلى المحفة التي أمر أن ُيكتب عليها بالذهب« :هذا
يهلل في مكانه ،بل أن ينزل عن تخت ملكه ،لكن من فضل ربي» ،وفي عينيه كانت تتلألأ دموع
بطنه المتكوم أمامه أعاق حركته ،بل إنه منعه من أن الرحمة المصطنعة ،وهو يرقب المواطنين الحفاة شبه
يرى بروز أعضائه التناسلية التي عالجها طوي ًل،
ودفع ربع ريع أراضي الشعب لمشافي الواق واق العراة الذين يحيطون بمحفته المقدسة.
حتى امتدت ،وتضمخت كما يجب ،وذلك فقط ليقوم كان يقرأ قصة قيل إنها لم تحدث ،وقيل إنها حدث ْت
بمهامه الجنسية بشكل يرفع رأسه مع محظياته من ألف عام ،مصدر مسؤول صرح أنها ستحدث
الألف ،وهو حريص على قضية الرأس المرفوع؛
ولذلك يرفع رؤوس معارضيه على أعواد المشانق. بعد ألف عام ،بعضهم همس ،وقال إن هذا القصة
حدق في وزيره ،وقال له« :ما اسم ذلك الرجل حدثت لأن السلطان أراد ذلك ،وطاعة الله من طاعة
العادل؟». السلطان ،الذي يصلي الفرائض في المسجد ،كثي ًرا
قال وزير المدارك بثقة ،وهو يتمطى« :لا أعرف ما ينسى أن يتوضأ ،لكن العبرة في القلب ،وقلبه
يا مولاي ،لكن أعرف أنه من أمر بإحراق أهل عامر بالحب والرحمة ،وقيل إن نسبه الطيب يمتد
إلى زوجة يوسف عليه السلام ،بالتحديد إلى نسب
الأخدود». مولاها الخصي الذي لا تذكر التواريخ أي شيء
قال السلطان باهتمام« :ومن هم أهل الأخدود؟». عنه ،الراوي همس في أُذن البعض من الناس ،وقال