Page 115 - merit 46 oct 2022
P. 115

‫نون النسوة ‪1 1 3‬‬

                                                                 ‫ارازموس لإحياء التراث‬

                                                                 ‫الثقافي والأدبي الحر‬

                                                                 ‫والاهتمام بالفلسفة‬

                                                                 ‫الجريكورومانية‪ ،‬وعودة‬

                                                                 ‫الانتباه إلى جماليات‬

                                                                 ‫الطبيعة والتصالح مع‬

                                                                 ‫الواقع المادي دون ندم‪،‬‬

                                                                 ‫ومن ثم الإقبال على‬

                                                                 ‫العلوم القديمة دون‬

                                                                 ‫رهبة لابتكار مواضيع‬

                                                                 ‫مثيولوجية معاصرة‪،‬‬

                                                                 ‫حتى صار المشهد الثقافي‬

                                                                 ‫والفني في مواجهة أصوله‬

                                                                 ‫القديمة أقرب إلى الصورة‬

                                                                 ‫التي رسمها شكسبير في‬

‫ميلان كونديرا‬  ‫فرجينيا وولف‬                       ‫جورج دي بوفون‬  ‫مقدمة (هنري الخامس)؛‬
                                                                  ‫أن سور مسرحنا يضم‬

     ‫الحياة مباشرة لكنها ستكون حاضرة عليها‬                       ‫في هذه اللحظة أمتين‬
‫وستشغل مكا ًنا محد ًدا عليها‪ ،‬وستكون لها وظيفة‬
                                                  ‫عظيمتين تجابه إحداهما الأخرى‪ ،‬ولا يفصل‬
  ‫محددة داخل مجموعة من العناصر الغنية‪ ،‬وإلا‬
   ‫صارت مثل فوضى الارتجال المميزة للمساخر‬         ‫بينهما سوى خليج تحف به المخاطر‪ ،‬وعلينا أن‬

        ‫الكوميدية أو النزعة التجريبية السريالية‪.‬‬  ‫نكمل النقص بخيالنا ليصور الفرد الواقف على‬

      ‫غير ناضجة لكنها شهية!‬                       ‫المسرح ألف فرد‪ ،‬ولنرى فيه جيشنا بأكمله‪ ،‬وأن‬

       ‫لا يتجاهل حساب منى العساسي الأشياء‬         ‫نزين ملوكنا في الخيال‪ ،‬وأن ننقلهم هنا وهناك‪،‬‬
  ‫الدائمة‪ ،‬لكن اهتمامها مقيد بإطار عملها الثنائي‬
                                                  ‫متخطين مسافات عديدة‪ ،‬نبعدهم عن متناول‬
    ‫(الراوية‪ /‬الحبيب)‪ .‬تجادل بأن أسوار المدينة‬
 ‫والحدود الشخصية تخلق مساحة مادية لحدوث‬           ‫حوريات الحب والجمال‪ ،‬ملخصين مآثر سنوات‬

   ‫الفعل الحر‪ ،‬لكنها لا تنتمي إلى «فضاء المظهر»‬                  ‫عديدة في عدة ساعات وربما لحظات!‬
 ‫الذي يظهر من خلال تيار الفضفضة الفضفاض‪.‬‬
                                                  ‫تهتف البطلة بصراخ أخرس‪« :‬في ذاكرة الظل‬
   ‫إذا كانت العلاقات التواصلية فريدة من نوعها‪،‬‬
    ‫فمن غير المنطقي أن نسأل كيف ستشكل هذه‬         ‫الحب كالكره مظلم‪ ،‬امسك يدي‪ ،‬ج ّرني خلفك إلى‬
   ‫البنية التحتية أو تتوسط أو تعمل على استقرار‬    ‫حيث النور‪ ،‬وانظر جي ًدا في زرقتي‪ ..‬انظر كم مرة‬
    ‫هذه العلاقات المبتورة التي يبدو ‪-‬مما توحي‬     ‫في غفوتك تكورت‪ ،‬أصلي في ملامحك‪ .‬أكرهك!‬
  ‫به الخواطر‪ -‬أنه كان محكو ًما عليها بالفناء من‬
 ‫البداية‪ ،‬كيف لا والراوية تعترف بالرغبة القهرية‬   ‫نعم أكرهك‪ ،‬من لا يميز الكره من الحب عاجز‪،‬‬
     ‫في اقتحام العلاقات التي تضعها على الحافة‪.‬‬
 ‫تقترح حكاية منى أحيا ًنا بد ًل من ذلك أن قوانين‬  ‫وأنت‪ ..‬الإله‪ ..‬الإله لا يفقد بصيرته! كيف لم تفهم‬

                                                  ‫صلاتي‪ُ ..‬ص ّم قلبك‪ ،‬لم تسمع اسمك يتردد فوق‬
                                                     ‫أضحيتي‪ ،‬أنا العاجزة أصرخ حبًّا‪ ،‬لا أرتجيك‬
                                                  ‫شيئًا‪ ،‬من تلال رحمتك‪ ..‬لا بأس‪ ،‬اتركني الآن‬

                                                  ‫أعانق صرختي‪ ،‬أموت في ظلام مسرحك‪ .‬هيَّا‪..‬‬
                                                  ‫امسك السكين بيد ثابتة‪ ،‬اجتث كل قطعة رواها‬
                                                      ‫يو ًما فمك‪ ،‬سأنزفك كام ًل‪ ،‬سأنزفك على مهل‬
                                                  ‫حتى ترتوي‪ .»..‬إن الكلمة هنا لا تتحكم في مسرح‬
   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119   120