Page 39 - merit 46 oct 2022
P. 39

‫‪37‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

   ‫من الحياة‪ ،‬وجعله روايته‪ ،‬رواية الصوت الواحد‪،‬‬          ‫من خارج‪ ،‬والذي يستوطن البيئات المهمشة منها‪،‬‬
                                                          ‫وتنبي ٌه للدولة إلى ضرورة الالتفات إلى أبنائها‪ ،‬لا‬
   ‫من دون إطلاق الحرية لشخوصها في التعبير وفي‬
 ‫الكلام‪ ،‬إلا أن روايته تبقى عم ًل أدبيًّا حمل مدلولات‬                             ‫سيما المهمشين منهم‪.‬‬
                                                       ‫بذلك يكون الكاتب قد ولد‪ ،‬عبر الرواية‪ ،‬دلالات تحيل‬
   ‫شتى‪ ،‬وأطلق دعوة حقيقية للتنبه إلى أبناء الوطن‪،‬‬
                                                          ‫على مرحلة دقيقة من المراحل القاسية التي عرفتها‬
‫وإلى ضرورة تحسين ظروف عيشهم‪ ،‬ورعاية الجيل‬                 ‫بعض مناطقنا اللبنانية‪ ،‬وعانى من شرها وبلائها‬
    ‫الجديد منهم‪ ،‬ومنعه من التسرب كي يبقى جي ًل‬         ‫العديد من بلدان العالم العربي‪ ،‬والعالم الغربي كذلك‪.‬‬
                                                       ‫وإن كنا نأخذ على الروائي تهميشه دو َر المرأة في المتن‬
‫يبني‪ ،‬ويفتح آفا ًقا جديدة للمستقبل‪ ،‬لا جي ًل ينصرف‬        ‫الحكائي لروايته‪ ،‬وقصره دورها على مناح معينة‬

   ‫إلى الدمار‪ ،‬وينكفئ على ذاته يأكله الندم‪ ،‬كما فعل‬

                ‫بلال محسن وخاله أستاذ الفيزياء!‬

                                                                         ‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ -1‬هو جبور بن بولس الدويهي‪ ،‬روائي وأستاذ جامعي لبناني‪ ،‬من مواليد عام ‪ ،1949‬في بلدة زغرتا الواقعة‬
   ‫شمال لبنان قرب طرابلس‪ ،‬نال في هذا العام لقب «روائي الحياة اللبنانية»‪ .‬اختيرت رواياته مطر حزيران‪،‬‬
    ‫وشريد المنازل‪ ،‬وملك الهند ضمن القوائم القصيرة لجائزة البوكر العربية‪ ،‬ونالت الثانية منها جائزة حنا‬
    ‫يواكيم للرواية اللبنانية‪ ،‬وحصلت على جائزة الأدب العربي الشاب من معهد العالم العربي بباريس‪ ،‬وهي‬
  ‫جائزة « ُتمنح لكاتب عربي نظير عمل أدبي كتب باللغة الفرنسية‪ ،‬أو ُترجم إليها من اللغة العربية»‪ .‬صدرت‬
                                ‫الطبعة الأولى من حي الأميركان‪ ،‬العام ‪ ،2014‬عن دار الساقي في بيروت‪.‬‬
    ‫‪ -2‬الدكتورة هدى علي عيد‪ :‬باحثة متخصصة في النقد الأدبي الحديث‪ ،‬تخرجت في الجامعة الإسلامية في‬
    ‫لبنان‪ُ .‬تعد من الأصوات المبادرة في المشهد الثقافي اللبناني‪ .‬أسهمت بمقالات نقدية وثقافية‪ ،‬في العديد من‬

 ‫الدوريات‪ ،‬والمجلات المحكمة‪ .‬لها ثما ِن روايات‪ ،‬وبعض الإسهامات القصصية‪ُ .‬محا ِضرة في عدد من الندوات‬
‫النقدية الأدبية‪ .‬حائزة جائزة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة عن روايتها «حب في زمن الغفلة»‪،‬‬
‫وجائزة المطران الأب سليم غزال للسلم والحوار الوطني اللبناني‪ ،‬عن أعمالها الروائية‪ ،‬بالإضافة إلى عدد من‬

                                                                             ‫الجوائز الوطنية الأخرى‪.‬‬
‫‪ -3‬عصام الشنطي‪ ،‬الجمالية والواقعية في نقدنا الأدبي الحديث‪ ،‬بيروت‪ :‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪،‬‬

                                                                                      ‫‪ ،1979‬ص‪.73‬‬
‫‪ -4‬رولان بارت‪ ،‬مدخل إلى التحليل البنيوي للقصص‪ ،‬ترجمة د‪.‬منذر عياشي‪ ،‬حلب‪ :‬منشورات مركز الإنماء‬

                                                                         ‫الحضاري‪ ،‬ط‪ ،1993 ،1‬ص‪.8‬‬
    ‫‪ -5‬د‪.‬نبيلة إبراهيم سالم‪ ،‬نقد الرواية من وجهة نظر الدراسات اللغوية الحديثة‪ ،‬الرياض‪ :‬النادي الأدبي‪،‬‬

                                                                                     ‫‪ ،1980‬ص‪.213‬‬
       ‫‪ -6‬نبيل أيوب‪ ،‬النقد النصي (‪ )2‬وتحليل الخطاب‪ ،‬بيروت‪ :‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬ط‪ ،2011 ،1‬ص‪.33‬‬
  ‫‪ -7‬فرحان بدري الحربي‪ ،‬الأسلوبية في النقد العربي الحديث‪ ،‬دراسة في تحليل الخطاب‪ ،‬بيروت‪ :‬المؤسسة‬

                                             ‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2003 ،3‬ص‪.48‬‬
‫‪8- Greimas et Courtes, Sémiotique, Dictionnaire raisonné, T.1, 1979, T.2,1986, P.12.‬‬

   ‫‪ -9‬خالد حسين حسين‪ ،‬في نظرية العنوان‪ ،‬مغامرة تأويلية في شؤون العتبة النصية‪ ،‬دمشق‪ :‬دار التكوين‬
                                                                              ‫للنشر‪ ،2007 ،‬ص‪.32‬‬

                             ‫‪ -10‬جبور الدويهي‪ ،‬حي الأميركان‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الساقي‪ ،‬ط‪ ،2014 ،1‬ص‪.5‬‬
   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44