Page 100 - merit 41- may 2022
P. 100

‫العـدد ‪41‬‬                            ‫‪98‬‬

                                                                  ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬

‫حسان الجودي‬

‫(سوريا)‬

‫نصوص التحولات‬

            ‫‪ -2‬هاشيمتو‬                                     ‫‪ -1‬النمر في السجادة‬

  ‫هاشيمتو رجل مضحك‪ ،‬في غاية الطرافة‪ .‬مطابق‬            ‫من السهل أن تضع النمر المرقط داخل اللوحة‪.‬‬
    ‫تما ًما لإيقاع اسمه الغريب الذي يوحي بسيرك‬      ‫وتختصر بذلك بع ًدا من أبعاده الثلاثة‪ .‬وهذا ليس‬

                     ‫يعمل فيه هاشيمتو كمهرج‪.‬‬           ‫مستحي ًل في الفيزياء‪ .‬عليك أن تكون أنت أو ًل‬
     ‫يرتدي هاشيمتو قلنسوة ملونة‪ ،‬وحذا ًء مدبب‬      ‫ببعدين اثنين‪ ،‬أي أن تكون داخل اللوحة‪ ،‬ثم تقوم‬
  ‫الرأس بلون الشمندر‪ ،‬وصدرية كرقعة شطرنج‪.‬‬
   ‫يضع الأصباغ العشوائية على وجهه‪ .‬يخرج إلى‬            ‫بشد النمر من رأسه حتى يدخل نحوك‪ .‬تتابع‬
  ‫المتفرجين‪ ،‬ينفخ في بوقه فتخرج من البوق حبات‬      ‫السحب‪ ،‬ربما ساعات أو أيا ًما أو ده ًرا‪ ،‬من يدري؟‬
  ‫الفوشار‪ .‬ثم يخرج من جيوبه حمامتين تلاحقان‬
‫حبوب الفوشار‪ .‬ثم يجلس مترب ًعا في وسط المنصة‬          ‫ثم تكتشف فجأة أن النمر صار سجين اللوحة‬
‫صامتًا‪ .‬بينما تملأ ضحكات الأطفال جنبات المكان‪.‬‬                                        ‫مثلك تما ًما‪.‬‬
  ‫يقفز هاشيمتو‪ ،‬يصدر أصوا ًتا مضحكة من بطنه‬
 ‫ومؤخرته‪ .‬ثم يتسلق سلم حبال إلى أعلى ويخاطب‬               ‫لم يفقد النمر توحشه‪ ،‬رغم أنه صار نحي ًفا‬
                                                       ‫كالورقة‪ .‬وأنت لم تفقد الأدرنالين‪ ،‬رغم تعطل‬
                                     ‫المتفرجين‪:‬‬
‫‪ -‬أنا هاشيمتو إله الضحك‪ .‬من يريد الجنة عليه أن‬           ‫غددك‪ .‬عدو َت مسر ًعا‪ ،‬وتسلق َت أول شجرة‬
                                                  ‫صادفتها‪ .‬يتسلق النمر الشجرة أي ًضا‪ .‬ويقف أمامك‬
             ‫يروي بعض النكات‪ .‬هل من راغبين؟‬
  ‫ترتفع أكف الأولاد‪ ،‬فيلمح هاشيمتو من بينها يد‬       ‫على جذع ضخم‪ .‬تلجأ إلى حيلة قديمة‪ ،‬تستخدم‬
                                                      ‫جسدك النحيف كمنشار‪ ،‬تقص به ذلك الجذع‪.‬‬
                                   ‫امرأة عجوز‪.‬‬     ‫يشعر النمر بالخطر‪ ،‬فيتركك وحدك فوق الغصن‪.‬‬
 ‫يدعوها هاشيمتو إلى الصعود إلى المنصة‪ .‬فتصعد‬      ‫تواصل نشر الغصن لتصنع منه رم ًحا ُتردي النمر‬
‫المرأة متثاقلة على عكازها‪ .‬وتقف تحت سلم الحبال‪.‬‬   ‫به‪ .‬وسرعان ما يهوي بك الغصن فوق النمر تما ًما‪،‬‬

    ‫يسود الصمت المكان‪ .‬يحث هاشيمتو المرأة على‬                     ‫وينغرس الرمح في صدريكما م ًعا‪.‬‬
   ‫رواية النكات‪ .‬فتبدأ برواية نكتة عن رجلها الذي‬   ‫وهكذا تنطبق صورتك على صورة الحيوان في ذلك‬
  ‫ذهب إلى الحرب ولم يعد‪ ،‬وكيف أنه كان يقرفص‬        ‫الفضاء ذي البعدين‪ .‬ولا تستطيعان الانفصال عن‬
  ‫قرب الدجاجة بانتظار بيضتها‪ .‬يضحك هاشيمتو‬          ‫بعضك ًما بع ًضا‪ ،‬إلا بعد شهور‪ ،‬حين تسكب المرأة‬
                                                    ‫ماء التنظيف على السجادة الفارسية ذات الرسوم‬
      ‫بشدة‪ ،‬فيسقط عن سلم الحبال‪ .‬بينما يسود‬
                                                        ‫الجميلة‪ .‬فيسيل دمكما المتخثر‪ ،‬صبا ًغا أحمر‪،‬‬
                                                         ‫وتكتشف المرأة زيف سجادتها غالية الثمن‪.‬‬
   95   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105