Page 103 - merit 41- may 2022
P. 103

‫‪101‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

     ‫القصــة في سوريا‬

     ‫‪ -‬بالضبط‪ .‬لديهم أشهى حديقة خضروات في‬

      ‫العالم‪ .‬جزر ضخم حلو المذاق ودرنات بطاطا‬

   ‫سوداء‪ ،‬وكمأة وسلبين‪ ،‬وملفوف بنكهة الفواكه‪.‬‬

                 ‫‪ -‬ومن يمنعك عن الدخول إليها؟‬

     ‫‪ -‬ههه ههه‪ .‬حارس عملاق‪ .‬أنت تشبهه تما ًما!‬
 ‫ذعر ُت بسبب كلام الأرنب‪ ،‬وقرر ُت رواية الحكاية‬
  ‫ثانية‪ .‬وجعل ُت الأرنب هو الذي يسقط أمامي دون‬

    ‫حراك‪ .‬ثم حين وصل ُت إلى السطر الرابع‪ ،‬بدأ ُت‬
 ‫أعطيه قبلة الحياة‪ ،‬فبدأ قلبه بالخفقان‪ ،‬وتحول إلى‬

   ‫سنجاب‪ ،‬وانقلب على بطنه وهرب مسر ًعا لكنني‬
                           ‫صرخت به من جديد‪:‬‬

‫‪ -‬توق ْف أيها السنجاب المسحور ألس َت (فيلبه) أمير‬
                                       ‫الغابات؟‬

    ‫‪ -‬نعم أنا هو بالذات‪ .‬حسنًا‪ ،‬أنت تريد بلا شك‬
     ‫معرو ًفا أرد به جميلك‪ .‬هيا اطل ْب بسرعة‪ ،‬فأنا‬

                         ‫مشغول ج ًدا هذه الأيام‪.‬‬
          ‫‪ -‬اجعلني فار ًغا من الذكريات والأحلام!‬

‫‪ -6‬صور ُة الأبيض والأسود‬

   ‫ولد ُت في عام ‪ .1961‬وهناك اقتراح ناقشته قبل‬
  ‫قليل مع مرشدي الروحي‪ ،‬هو يصر على أن أمي‬
   ‫الفيتنامية حملتني في عام ‪ 1966‬لتعبر بي النهر‬

      ‫هر ًبا من القرية التي احتلها الغزاة‪ُ .‬يخرج لي‬
   ‫مرشدي الكثير من الصور الفوتوغرافية والتي‬
  ‫ُتظهر عائل ًة فيتنامية صغيرة تعبر النهر الطيني‪.‬‬
‫يشير إلى أختي وإلى جدتي في الصورة‪ .‬أمي كانت‬
  ‫تضمني بشدة و ِف ملامحها رع ٌب وإنهاك‪ .‬أصر‬
 ‫على أنها ليست أمي وأنني لست ذلك الطفل‪ ،‬يصر‬
  ‫مرشدي على رأيه‪ ،‬ويطلب مني العودة الى مدينة‬
   ‫دونغ هاي للبحث عن عائلتي‪ .‬ثم يحدث كما في‬
    ‫الروايات‪ ،‬أنني أشاهد تلك العائلة الفيتنامية في‬
 ‫بعض الصور الحديثة لمدينتي السورية‪ .‬ثم يحدث‬
‫أنني ألوذ بالصمت‪ ،‬بينما يتظاهر مرشدي الروحي‬

                                        ‫بالعمى‬
   98   99   100   101   102   103   104   105   106   107   108