Page 106 - merit 41- may 2022
P. 106

‫العـدد ‪41‬‬  ‫‪104‬‬

                                                         ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬

‫سوزان الصعبي‬

‫(سوريا)‬

‫سندس‬

     ‫لم يستطع الهجوم مع الهاجمين‪ ،‬لم تسمح له‬
   ‫الأجساد الكبيرة بالعبور‪ ،‬وتل َّقى ضربة على أنفه‬

                                  ‫بكوع أحدهم‪.‬‬
    ‫ركض إلى النَّافذة‪ ،‬قفز متم ِّس ًكا بالحا َّفة‪ ،‬وظفر‬

                                  ‫أخي ًرا بالمقعد‪.‬‬
   ‫وحده من كان يضحك من بين الجموع الغاضبة‬
   ‫وهو يم ُّد ذراعيه في الهواء ليحمل أخته ال َّصغيرة‬
    ‫و ُيجلسها في حضنه غير عابئ بصراخ ال َّسائق‪:‬‬

    ‫لا تصعدوا هكذا يا شياطين‪ ..‬والبن ُت ك َّفت عن‬
    ‫مناداته بأعلى صوتها‪ :‬مجد مجد‪ ..‬ارفعني‪ ..‬ثم‬

      ‫وبلمحة خاطفة كان الأخ الأوسط قد نجح في‬
    ‫القفز والجلوس معهما بعد أن رمى كي ًسا كبي ًرا‬
‫متَّس ًخا قرب أخيه‪ ،‬فيما ال ِّرجال والنِّساء المتلاطمون‬
‫ال َّصاعدون إلى الحافلة ظلُّوا يتبادلون ال َّشتائم‪ ،‬ومن‬

      ‫يجد كرسيًّا فار ًغا يصمت تما ًما بل ويبتسم‪.‬‬
   ‫بمش َّقة بالغة‪ ،‬وبمساعدة رجل أشف َق عليَّ تم َّكن ُت‬

                                  ‫من ال ُّركوب‪.‬‬
      ‫انطلقت الحافلة تحمل أجسا ًدا متعبة‪ .‬هدأ‬
     ‫الجميع بعد أن جمعوا الأجور ودفعوها‬
‫لل َّسائق‪ .‬وحدها (سندس) من ظلَّت تحكي‬
 ‫وتشاكس بل وتضرب مجد‪ ،‬أ َّما أنا فقد‬
     ‫تل َّقي ُت ضربات قدميها اللَّتين لم‬

            ‫تتو َّق َفا عن الاهتزاز‪.‬‬
   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111