Page 102 - merit 41- may 2022
P. 102
العـدد 41 100
مايو ٢٠٢2
فيقتنع أن الصياد الآخر موجود على محيط نفس
الدائرة .ويسترسل في تحليله للأمر ،فيقتنع أن
هناك المئات من الصيادين الذين أصابوا الغزالات
في غير مقتل ،بينما أصابوا أي ًضا سيقان بعضهم.
يشعر بالخوف ،بسبب تلك الهلاوس التي تتجسد
أمامه .ثم يشعر بالرعب وقد لاحظ توافد قطيع
الضباع نحو مكانه.
اقترب قائد القطيع من شجرة مجاورة لمكان
الصياد ،وانقض على جثة صياد آخر غارق في دمه.
ثم تفرق باقي القطيع ،وتوزعوا فيما بينهم جث َث
الصيادين المصابين في سيقانهم ،وقد أعماهم مرض
الغزالات .فلم يروا (باي) ذلك الثابت المقدس الذي
لا يزال يشكل دوائر الموت للجميع.
-5السنجاب السحري
وضع ُت في نصي سنجا ًبا وأرنبًا .ثم تركتهما
يلهوان بحرية في الأرجاء .وذهب ُت بنفسي إلى
الغابة القريبة للتريض بعد يوم عمل شاق في
تأليف الحكاية .وحين همم ُت بالعودة إلى منزلي،
سقط السنجاب الأحمر أمامي بلا حراك من
أعلى شجرة دل ٍب ضخمة أسرع ُت إليه وبادرته
بالتنفس الاصطناعي ،ثم عاودت الضغط بسبابتي
الكبيرة على قلبه حتى رأيت قلبه الصغير وهو
يبدأ بالخفقان .ثم تحرك مذعو ًرا وانقلب على بطنه
وهرب من جديد .صرخت به:
-أرجوك توق ْف أيها السنجاب ،ألس َت الأمير
(فيلبه) أمير هذه الغابات؟
توقف السنجاب كما توقع ُت ،واستدار نحوي ثم
صاح:
-هل أنت مجنون؟ لس ُت سنجا ًبا ولست أمي ًرا ،أنا
أرن ٌب غاضب ربما أعود إليك لأقضم إصبعك الذي
أنقذني.
يبدو أن الأمور اختلطت عليَّ فع ًل ،حتى ظننت هذا
الأرنب أمي ًرا مسحو ًرا خرج من إحدى الحكايات.
ثم سألني الأرنب:
-هيه! أنت كات ٌب بلا شك ،لم لا تكتب عن معاناتي
مع أهل القرية المجاورة؟
-تقصد قرية الحنين؟