Page 142 - merit 41- may 2022
P. 142
العـدد 41 140
مايو ٢٠٢2
في ظل هذا الوضع المربك تتزايد الاتهامات بالخيانة أما أنا فأفضل مقارنتها بالتجارة التي هي أي ًضا
وبيع الوطن عند أقل مخالفة لوضع ما أو خروج نزاع بين المصالح( .»..ص )106إنه الوجه الآخر
عن المألوف والمتعارف عليه لمن يتصف بالوطنية للحرب الذي تكثفه هذه العبارات «عليك أن تعرف
والانتماء ،يصعب على النفس البشرية ألا تحظى أن الحرب جزء من كل ،وأن الكل هو السياسة،
بالقبول مما يحول مسايرة المتعارف عليه مجرد وأن السياسة هي الرحم التي تنمو فيها الحرب».
المسايرة إلى إيمان واعتقاد مع الوقت.
شخصيات متفردة فقط هي التي باستطاعتها أن (ص)107
تمضي غير عابئة بصورتها في نظر الآخرين ولا في أزمنة الحروب والثورات تظهر وجوه وتختفي
بأحكامهم عنها ولا يعنيها قبولهم أو رفضهم لها أخرى ،تسقط أقنعة وتتكشف حقائق ،يحرص أغلب
في سبيل تحقيق أهداف نبيلة ربما لن تجني هي
ثمارها ،إلى هذا النوع من يعايش هذا السياق الزمني أن يتخذ موق ًعا
من الشخصيات تنتمي بطوليًّا ادعا ًء كان أم إيما ًنا ،مزي ًفا كان أم حقيقيًّا،
شخصية «مارتين» التي
ضحت بكل شيء «ولكن
مارتين لم تفارق خيالي،
وظللت أتساءل ما الذي
دفع هذه الحسناء الفاتنة
أن تترك كل هذه الشهرة،
وكل هذا الثراء ،ومئات
المعجبين والعشاق ،الذين
يلقون عليها الزهور،
ويحاولون كسب ودها،
لتزج بنفسها في هتافات
و ُخ َطب وثورة تنتهي بها
في مستشفى للأمراض
العقلية؟!»( .ص)183
فالوجه الأول لمارتين ما
أقرته المستشفى بأنها
فقدت قواها العقلية حتى
يتكشف الوجه الآخر لها
الواعي بدوره النضالي
المؤمن بتأثير أفعاله
واختياراته «كان الجميع
يتوقع أن تكف مارتين عن
مهاجمتها للنظام الجديد،
بعد هذا السجن ،وبالرغم
من التحذيرات المتتالية
والتهديدات المباشرة،
ظل صوتها الذي صدح