Page 147 - merit 41- may 2022
P. 147
145 تجديد الخطاب
الموظفين العموميين من إخفاء قانون العلمانية في يقوم عليها نظام التعليم العام/
الوجه ،ويفرض كشف الوجه مقاطعة الكيبيك الحكومي في فرنسا.
بغرض التأكد من الهوية .إلا أنه
يسمح بإخفائه لأسباب طبية أو قصة المدرسة المحجبة المحولة بذلك يصبح المواطن هو وملابسه،
لدواعي العمل مثل الممرضين إلى وظيفة إدارية تعود بالأساس في ظل العلمانية ،خاض ًعا للقوانين
الذين يرتدون قنا ًعا طبيًّا أثناء أداء إلى صدور قانون علمانية الكيبيك
الذي أقره برلمان المقاطعة في 16 السارية في الدولة .فمن الممكن
إجراء طبي. يونيو .)6(2019القانون يكرس القول إن العلمانية لا تقف
وقد ألحقت الحكومة الكيبيكية بشكل رسمي علمانية الدولة من
بالقانون كتا ًبا يوضح الخلفيات بالمرصاد أمام حرية الملبس ،بل
السياسية والتاريخية والقانونية خلال الأطر القانونية السارية. هي تحمي الحريات الفردية ،بما
لعلمانية الدولة مكو ًنا من أكثر ويؤكد على أن العلمانية هي
من 740صفحة تجدون ملخصه أحد ركائز «الميثاق الكيبيكي فيها حرية الملبس ،من القيود
التي تفرضها الأديان إن اختار
ونصه الكامل هنا( .)8الكتاب للحقوق والحريات» ،وهو بمثابة الشخص أن يتحرر منها .إلا أن
قام بتأليفه خمسة من أساتذة دستور الدولة هناك .كما يمنع حرية الملبس ليست مطلقة ،فهي
القانون ارتداء أي علامات دينية قد تتقيد بمعايير معينة في كثير
الجامعات الخبراء في العلوم للأشخاص الذين يعملون في من بيئات العمل .ومن أبرز أمثلة
السياسية والتاريخ والقانون. ذلك ملابس العاملين في مجال
مواقع سلطة ،بمن فيهم المدرسين التدريس والتعليم .ففي كثير من
والكتاب يفسر سبب اختيار والمديرين في المدارس العامة في الأحيان يشمل عقد العمل بن ًدا
الكيبيك للعلمانية عن طريق شرح المرحلتين الابتدائية والثانوية. يتعلق بالمظهر .على سبيل المثال،
و ُيع ِّرف نص القانون( )7العلامة عدم ارتداء حلي أو أكسسوارات
المسار التاريخي والاجتماعي- الدينية أنها كل شيء ،وعلى
الديني للمقاطعة .والذي سأبرز الأخص الملابس أو الرموز أو ضخمة لها صوت خشخشة،
بعض جوانبه هنا في هذا المقال. الحلي أو الزينة أو الإكسسوار، وإخفاء الوشوم الكبيرة ،وغيرها
وقد تم تطبيق القانون ابتداء من المرتبط بعقيدة دينية ويكون دا ًّل
عليها .كما أن القانون يمنع كافة من القيود الخاصة بالملابس
تاريخ 27مارس ،2019لكن والمظهر .والهدف من تلك القيود
ليس بأثر رجعي .فلم ُيطبق على
هو خلق نوع من الحيادية في
الأشخاص الذين تم تعيينهم مظهر الإداريات والإداريين
في المناصب المحددة في التعليم والمدرسات والمدرسين أمام
والقضاء والمجلس التشريعي الأطفال وأولياء الأمور .بل
قبل هذا التاريخ .وما يهم في هذه
القضية المثارة هي مسألة حجاب ومن المتعارف عليه أن الشخص
المدرسات .فالمدرسة ،باعتبارها في المتقدم إلى وظيفة يجب أن يتبع
موقع تأثير وسلطة على الأطفال، معايير المظهر الذي تتطلبه تلك
الوظيفة .فمما ُينصح به الناس
لا يمكنها ارتداء رمز ديني وهم بصدد حضور مقابلة عمل
كالحجاب في مدارس مقاطعة
هو ارتداء الملابس الرسمية
«الكيبيك». الوقورة والابتعاد عن الألوان
الصارخة أو الملابس المريحة
ردود الأفعال
مثل الشورت أو البنطلون
وقد طالعتنا صحيفة تلو الأخرى الجينز ،حتى لو كانت الوظيفة
بآراء مناهضة لقانون العلمانية،
نفسها تتطلب ذلك النوع من
الملابس.