Page 152 - merit 41- may 2022
P. 152

‫لأنه في المنهج»‪ .‬وقد حاججتها‬          ‫العلمانية بالنسبة إلى "الكيبيك" هي‬
    ‫ذات مرة وفندت ادعاءها بأن‬          ‫مسألة وجود أو مسألة حياة أو موت‪ .‬إن‬

      ‫الحمامة نشأت من السمكة‬               ‫"الكيبيك" تدرك جمع ًّيا أن العلمانية‬
   ‫والفيل من الضفدعة والإنسان‬       ‫ستحافظ على وجودها كمقاطعة مستقلة‬
 ‫من الشمبانزي‪ .‬ولم أتزحزح عن‬
    ‫موقفي‪ .‬ليس لأنني كنت أريد‬          ‫ثقاف ًّيا وشكل ًّيا‪ ،‬حتى وإن كانت مربوطة‬
   ‫معاداتها‪ ،‬بل لأنني استأت من‬        ‫اقتصاد ًّيا بقاطرة "أوتاوا"‪ ،‬سواء ظلت في‬
   ‫أن تتقول على ما هو مذكور في‬      ‫حضن الوطن الفدرالي أم استقلت عنه‪ .‬أي‬
 ‫الكتاب التعليمي الذي ت َّدعي أنها‬  ‫ردة إلى هيمنة كاثوليكية أو دينية من أي‬
   ‫تدرسنا إياه‪ .‬وجدير بالذكر أن‬       ‫نوع سيجعل "الكيبيك" لقمة سائغة في‬
    ‫من هبت لنجدتها كانت البنت‬
‫الوحيدة المحجبة في فصلنا في ذلك‬                    ‫أفواه الكارهين والطامعين‪.‬‬

                  ‫الزمن الجميل‪.‬‬                          ‫الحكومية‪.‬‬     ‫«الكيبيك» لقمة سائغة في أفواه‬
   ‫على الغرب أن يتعلم من تجربة‬       ‫ويمكننا هنا أن ننصح «الكيبيك»‬     ‫الكارهين والطامعين‪ ،‬وهم كثر‪.‬‬
   ‫«أُ ِكلت يوم أكل الثور الأبيض»‬
    ‫التي مررنا بها هنا في شرقنا‬       ‫بالاستفادة من تجربتنا في هذا‬     ‫وأخي ًرا نصيحة إلى‬
  ‫الغالي‪ .‬الغرب ليس ساذ ًجا‪ ،‬ولا‬         ‫الصدد‪ ،‬ودراسة فرط نفس‬              ‫«الكيبيك»‬
    ‫يرغب في القضاء على الإسلام‬
 ‫السياسي‪ ،‬إحدى أذرعه في تنفيذ‬       ‫التأثير في مدارسنا‪ .‬إن المدرسين‬        ‫شخصيًّا لا أتمنى لأحد أن‬
 ‫سياسات الهيمنة والسيطرة على‬         ‫عندنا لم يكتفوا بارتداء علامات‬    ‫يحرم من وظيفته التي اختارها‬
    ‫دول منطقتنا‪ .‬لكن‪ ،‬على الأقل‪،‬‬       ‫دينية مرئية‪ ،‬وإنما تحولوا إلى‬    ‫لنفسه ولا أن يتعرض لعقبات‬
 ‫في مقاطعة «الكيبيك» هناك رغبة‬      ‫وعاظ‪ .‬أذكر بعض مدرسي اللغة‬          ‫في طريق مهنته بسبب معتقده‬
                                      ‫العربية الذين كانوا يتفننون في‬
     ‫في إنقاذ العلمانية التي توفر‬                                        ‫أو ملبسه‪ .‬لكن الحجاب ليس‬
 ‫غطا ًء يضمن المساواة للجميع‪ .‬لا‬       ‫تطعيم دروسهم بآراء معادية‬      ‫مجرد مظهر ديني بريء من أي‬
                                           ‫للمرأة ومحتقرة للإنسان‬     ‫تبعات‪ .‬قد نتفق على حرية الفرد‬
   ‫تهمني مظاهر العلمانية الباهتة‬                                      ‫في ارتداء ما يشاء‪ ،‬لكن الأساس‬
 ‫التي يمارسها الساسة الكنديون‬           ‫يلصقونها بالدين‪ .‬ويكلفوننا‬     ‫في الحياة في المجتمع هو توفير‬
 ‫دع ًما لأيدولوجيتهم ولاستقطاب‬        ‫نحن الطالبات عبء سماع هذه‬       ‫نفس الحرية للجميع دون تمييز‪.‬‬
                                                                       ‫ووجود المدرسة في موقع تأثير‬
      ‫المجموعات العرقية والدينية‬        ‫الآراء السيئة التي ولا بد أن‬
   ‫حسب حالة الطقس الانتخابي‪.‬‬           ‫تصيب برذاذها الحارق كثي ًرا‬      ‫على الأطفال سيرجح معتقدها‬
‫لكنني أقصد ما يمس حياة الناس‬         ‫من العقول الغضة‪ .‬وأذكر أي ًضا‬    ‫لأنه سيكون بار ًزا أمامهم طوال‬
                                    ‫مدرسة الأحياء التي افتتحت أول‬
                    ‫وسلامتهم‪.‬‬          ‫حصة في التطور بمقولة‪ ،‬أظن‬        ‫الوقت‪ .‬في حين أن الهدف من‬
      ‫الحجاب في كندا ليس بريئًا‬       ‫أنها صارت تلوكها كل الألسنة‬        ‫القانون ‪ 21‬هو ألا يتم التأثير‬
   ‫من مشاكل كثيرة منها التمييز‬      ‫المشابهة للسانها‪« ،‬التطور أكذوبة‬      ‫العقائدي على أطفال المدارس‬
‫الانعزالي وعدم الاندماج الحقيقي‬        ‫لكنني مضطرة أن أدرسه لكم‬
 ‫مقابل الاندماج الشكلي المظهري‪.‬‬
 ‫هذا لا يعني أب ًدا أن كل المحجبات‬
     ‫لسن مندمجات أو مواطنات‬
  ‫صالحات‪ .‬على العكس‪ ،‬الأساس‬
    ‫هنا هو منحنا مساحة نتنفس‬
   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157