Page 149 - merit 41- may 2022
P. 149
147 تجديد الخطاب
فرنسوا لوجو جاستين ترودو بيير ترودو هذه التفصيلة تحدي ًدا تبرز لنا
بعض الحواجز الفاصلة بين
ما بين الولايتين الأختين/ الهجرة الخارجية التي لم تكن
العدوتين «أونتاريو» و»الكيبيك» مرتبطة ثقافيًّا بالفرنكفونية الثقافتين الفرنسية والإنجليزية في
تجعل الكنديين يستشعرون تلك الكندية .مما أضعف موقف نطاق «الكيبيك» .ولا أعني هنا أن
الحدود الفاصلة بين الإنجليزية الانفصاليين من جهة ،ومن العلمانية كمبدأ وفكرة تنتمي إلى
والفرنسية في «كندا» بشكل يومي
وملموس .العلمانية لا تستقر في جهة أخرى أبقى «الكيبيك» على ثقافة واحدة .وإنما يتعلق الأمر
التربة الكندية بشكل راسخ بسبب تلك الحالة من الخوف من فقد بتاريخ «الكيبيك» الذي عانت فيه
ثقافتها الفرنسية ،وجعلها دائ ًما
هذه القلقلة ما بين الإنجليزية في موقف دفاعي عن وجودها، المقاطعة من الهيمنة الإنجليزية
والفرنسية مع رواسب الأحقاد مما دعاها لتعزيز قانون حماية عليها بعد تخلي «فرنسا» عن
اللغة الفرنسية ،الذي يتعرض أبنائها في مستعمرة «الكيبيك»
والمظالم التاريخية والهزائم للنقد والسخرية من باقي سكان
العسكرية .مما جعل علمانية بعد هزيمتها في موقعة «سهول
الكيبيك تحت التهديد الفدرالي كلما المقاطعات الإنجليزية ،حتى أبراهام»( )16عام 1759وتركتهم
وصلت إلى إصدار القانون 21عام نهبًا للتحكم والتسلط السياسي
سنحت الفرصة لذلك. والاقتصادي واللغوي كذلك من
2019لتأكيد علمانيتها .فالخطر الإنجليز .إن الأمر معقد ومتشابك
هوية الكيبيك آت إليها من جهتين :الهجرة وربما يكون هذا القانون هو ما
غير الناطقة بالفرنسية وغير سيدفع نقاط حساسة كثيرة إلى
والمثير للاستغراب المشوب المندمجة في الثقافة الفرنسية، الطفو على السطح بعد طول غليان
بالسخرية في هذا القانون ،قانون
والمقاطعات الأخرى ضمن الاتحاد تحته.
،21وأزمته المرتبطة بالحجاب، الفدرالي .فعلى سبيل المثال ،نجد لم تتوا َن الصحافة الناطقة
هو أنه مرآة لأزمة مماثلة حدثت أن وشائج القربى الجغرافية بين بالفرنسية في أن تخلق مسافة
«أوتاوا» و»جاتينو» المقسومة ما بينها وبين القانون ،وكأنها
في الوطن الأم ،فرنسا ،في تتحسس الأرض قبل أن تعلن
تسعينيات القرن العشرين .حين صراحة تأييدها ،لا للقانون ،وإنما
لعلمانية «الكيبيك» .تلك العلمانية
التي تبدو وكأنها تراوح مكانها
منذ هزيمة «الحزب الكيبيكي»
)Le Parti québécois (PQفي
استفتاءي 1980و 1995حول
استقلال «الكيبيك» عن «كندا»،
حيث كانوا يأملون من خلالهما
في انتزاع قولة نعم للانفصال
من أفواه الكيبيكيين( .)17لكن نحو
النصف من سكان «الكيبيك»
رفضوا الانفصال عن «كندا».
فقد جرت في النهر مياه كثيرة
وتغيرت الخريطة الديموغرافية
للـ»كيبيك» منذ ثمانينيات القرن
الماضي .حيث دخلت عناصر