Page 150 - merit 41- may 2022
P. 150
العـدد 41 148
مايو ٢٠٢2
الطالبات المحجبات في فرنسا استيقظت فرنسا من سباتها
فوجدت تحد ًيا ظاه ًرا لعلمانيتها
المدرسة الكندية المحجبة
تمثل في ارتداء بعض طالبات
ودون استعمال المصطلح ،متمث ًل رغم تراجع الفرانكوفونية ،لغة المدارس العامة للحجاب ورفضهن
في مستعمرة «أكادي» L’Acadie وثقافة ،لدى كثير من المهاجرين حضور حصص البيولوجيا ،لأنه
الشقيقة الصغرى لـ»فرنسا الذين لا يجيدون التحدث بها يتم فيها تدريس ما لا يتوافق
الجديدة» La Nouvelle France ويتجهون للتحدث بالإنجليزية. مع معتقدهن الديني ،وحصص
الألعاب ،لرفضهن ارتداء الزي
التي عاشت فيها ،في تواؤم، خلطة العلمانية في الرياضي .وتطورت الأزمة إلى
الطوائف المسيحية الهاربة الكيبيك محاربة توزيع لحم الخنزير في
من سعير الحروب الدينية في أرى أن «كندا» الفرانكفونية كافتريات المدارس مع خوف
أوروبا .وعاش فيها الناطقون التاريخية كانت قد قدمت نموذ ًجا المدارس من إثارة الشعور الديني
بالفرنسية جنبًا إلى جنب مع
أعدائهم التاريخيين من الناطقين أوليًّا للعلمانية في القرن السابع لدى المسلمين .وفقدت علمانية
بالإنجليزية وتآخوا مع السكان عشر ،وإن كان على استحياء فرنسا كثي ًرا من معاركها في
الأصليين حيث تعاون الجميع في
التعليم العام وصو ًل إلى الحادث
المأساوي لمدرس التاريخ الذي
فصل مهاجر تيتشاني رأسه
بسبب عرضه صو ًرا ساخرة ضد
الإسلام ضمن نماذج أخرى أثناء
درس حول حرية التعبير في ظل
العلمانية.
إذن كيف مشت «الكيبيك» طريق
العلمانية الوعر؟ كان الطريق
طوي ًل ،لكن «الكيبيك» تمكنت من
إرساء قواعد العلمانية في التعليم
في ستينيات القرن العشرين،
متأخرة قر ًنا ،على الأقل ،عن أمها
«فرنسا» .لكن علمانية «الكيبيك»
لا تدور في الفراغ ،إنها بحاجة
إلى لاعبين وصانعي قرار فاعلين
في المجتمع .والمجتمع الذي خلق
التغيير في عقد الستينيات ليس
هو مجتمع اليوم .فـ»الكيبيك»
تعيش اليوم تن ُّو ًعا ثقافيًّا غلب على
هويتها الكاثوليكية الأصلية .لكن،
كما عبر الصحفي «فابريس فيل»
Fabrice Vilفي مقالته عن هوية
«الكيبيك»( ،)18ستظل الكاثوليكية
جز ًءا أصي ًل من ثقافة «الكيبيك»،