Page 151 - merit 41- may 2022
P. 151
149 تجديد الخطاب
الفرنكفونية وحتى بطرقها جاك كارتييه خلق مجتمع قائم على التعايش
الفرنكو -إنجليزية ،أو ما يطلق والتعاون دون تمييز عرقي أو
فرنسية إن تخلت عن هذا المبدأ، ديني .وبالطبع لم يمهلمهم القدر
عليه من باب السخرية أحيا ًنا مبدأ العلمانية ،وهناك بالفعل ولا الإنجليز فرصة الاستمرار في
.le francanglaisهذه الخلطة
شروخ كثيرة في الجدار .وستلحق تطوير هذا النموذج.
تتكون من: بأخواتها من المقاطعات الناطقة إنه ذات النموذج الذي بدأت
-1الحرص على تقليم أظافر بالإنجليزية التي تدور في فلك «الكيبيك» في تطبيقه روي ًدا روي ًدا
انخراط الكنيسة الكاثوليكية في «أوتاوا» ،وستخضع للحصص من خلال تعديل منظومة قوانينها
بعد «الثورة الهادئة » �La Révo
السياسة. الاقتصادية والاجتماعية والثقافية lution tranquilleحيث انتزعت
-2الحفاظ على الهوية التي تفرضها الحكومة الفدرالية. سلطات الكنيسة الكاثوليكية
الفرنكفونية والإصرار على إذن ،كلما ضعفت هوية «الكيبيك» وأخرجت التعليم العام من تحت
عدم فقد الأرض ثنائية اللغة الفرانكفونية ستضعف علمانيتها قبضة الكاثوليكية وجعلته علمانيًّا
التي اكتسبوها في ربوع الوطن تحت تحكم الحكومة .أي ًضا
القائمة على القيم الإنسانية تطورت المفاهيم الخاصة بالعلاقة
الفدرالي. المتوارثة من الثقافة المهاجرة بين الحاكم والمحكوم وبدأت
-3القتال من أجل إبقاء مبدأ من فرنسا منذ وصلها «جاك العلمانية في الكيبيك تتمدد وتتعدد
المساواة بين الرجل والمرأة في كارتييه» في عام 1534أم ًل صورها .وتكون لنفسها أصدقاء
الميثاق ،لأنه النقطة الحرجة حين بالعثور على كنوز الهند .رغم أن وأعداء .وأعرف شخصيًّا بعض
يتعلق الأمر بثقافات وافدة تميز أول ما زرعه «كارتييه» في تربتها المستاءين من تحرر «الكيبيك» من
بين الجنسين بشكل يكاد يكون كان صليبًا باسم ملك فرنسا سلطة الكنيسة ومن الرافضين
«فرنسوا الأول» وأول نقاش لمكتسبات «الثورة الهادئة» ،إلا
مكر ًسا دينيًّا. له مع السكان الأصليين ،وفق أنهم لا ينكرون أن النظم التي
-4الإصرار على أن تظل سيرته الذاتية وسيرة رحلاته، استحدثتها العلمانية هناك كانت
العلمانية أعلى من رأس الدولة كان حول إيمانه المسيحي ورفضه مفيدة للناس في نواح كثيرة.
ومؤسساتها حتى وإن تمسك أنا أعتقد أن علمانية الكيبيك
الكثير من سكان المدن الصغيرة لمعتقدات السكان الأوائل.
بهويتهم الكاثوليكية ،وظل العمل إلا أن خلطة العلمانية في الكيبيك مرتبطة بشكل أساسي
الخيري الكاثوليكي يؤدي دو ًرا مرتبطة ارتبا ًطا عضو ًّيا بثقافتها بفرنكفونيتها .بل إن مصطلح
في المساهمة في تقديم الخدمات «العلمانية» نفسه لا يرد كثي ًرا
وتوفير فرص الحياة أحيا ًنا في في الأدبيات السياسية الكندية
الناطقة أو المكتوبة بالإنجليزية.
المقاطعة. حتى أن «الموسوعة الكندية» لا
إذن العلمانية بالنسبة إلى تحوي مقالات عن العلمانية،
«الكيبيك» هي مسألة وجود سواء بالإنجليزية أو بالفرنسية،
أو مسألة حياة أو موت .إن
«الكيبيك» تدرك جمعيًّا أن سوى مقالات حول القانون
العلمانية ستحافظ على وجودها 21وحول ميثاق «الكيبيك»،
كمقاطعة مستقلة ثقافيًّا وشكليًّا، تتحدث عن علمانية المقاطعة
حتى وإن كانت مربوطة اقتصاد ًّيا الفرنسية .وأنا أميل إلى ترجيح
بقاطرة «أوتاوا» ،سواء ظلت في أن «الكيبيك» ستتفكك كمقاطعة
حضن الوطن الفدرالي أم استقلت
عنه .أي ردة إلى هيمنة كاثوليكية
أو دينية من أي نوع سيجعل