Page 173 - merit 41- may 2022
P. 173

‫حول العالم ‪1 7 1‬‬                                                                 ‫ِه َبا ُت الج ِّنيات‬

   ‫اليوم بعض الأخطاء‪ ،‬التي‬             ‫جد منشغلات‪ ،‬لأن حشد‬                         ‫كان هناك اجتماع كبير‬
  ‫بإمكاننا أن نعتبرها غريبة‬                ‫المُ ْل َت ِم ِسي َن كان كبي ًرا‪،‬‬      ‫للجنيات‪ ،‬من أجل القيام‬
                                                                                 ‫بتوزيع الهبات‪ ،‬على جميع‬
     ‫فقط في حالة ما إذا كان‬         ‫بالإضافة إلى أنهن خاضعات‬                    ‫المواليد الجدد‪ ،‬الذين قدموا‬
   ‫الحذر‪ ،‬لا المزاجية‪ ،‬السمة‬            ‫‪-‬في عالمهن الوسيط بين‬                 ‫إلى الحياة قبل أربع وعشرين‬
  ‫المميزة الأزلية للجنيات‪ :‬إذ‬            ‫الإنسان والرب‪ -‬مثلنا‪،‬‬
    ‫تم منح القدرة على جذب‬                ‫للقانون الرهيب للوقت‪،‬‬                                ‫ساعة فقط‪.‬‬
                                                                                 ‫كل أخوات ال َق َد ِر التَّلِي َدا ِت‬
      ‫الثروة للوريث الوحيد‬           ‫و َن ْسلِ ِه اللانهائي من الأيام‪،‬‬        ‫المِزاجيات هؤلاء‪ ،‬اللواتي هن‬
 ‫لعائلة جد ثرية‪ ،‬هذا الوريث‬          ‫الساعات‪ ،‬الدقائق والثواني‪.‬‬                  ‫الأمهات الغريبات للبهجة‬
 ‫الذي لا ريب في أنه سيكون‬                                                      ‫والألم‪ ،‬كن مختلفات للغاية‪:‬‬
‫شبي ًها بعائلته‪ ،‬التي لا تؤمن‬         ‫في الحقيقة‪ ،‬كانت الجنيات‬                  ‫البعض منهن كانت هيئتهن‬
‫بالإحسان‪ ،‬مما سيجعله يجد‬                  ‫مرتبكات‪ ،‬مثلما يكون‬                   ‫كئيبة ومح َبطة‪ ،‬والأخريات‬
                                                                              ‫كانت هيئتهن مرحة وماكرة‪،‬‬
    ‫نفسه في المستقبل‪ ،‬حائ ًرا‬        ‫الوزراء في أيام الاجتماعات‪،‬‬                 ‫وبعضهن كن شابات منذ‬
  ‫حيال ما سيفعله بملايينه‪.‬‬               ‫وكن ينظرن بين الفينة‬                    ‫الأزل‪ ،‬والبعض الآخر كن‬

      ‫بينما ُمنِ َح حب الجمال‬        ‫والأخرى إلى عقارب الساعة‬                           ‫عجائز منذ الأزل‪..‬‬
‫وال َم َل َك ُة الشعرية لابن شحاذ‪،‬‬   ‫بنفاد صبر‪ ،‬كالقضاة الذين‬                      ‫جميع الآباء الذين كانوا‬
                                    ‫يحلمون بعد يوم عمل طويل‪،‬‬                      ‫يؤمنون ب ُقدرات الجنيات‬
  ‫هذا الشحاذ الذي لن يكون‬
‫بمستطاعه أن يدعم ملكة ابنه‬              ‫بتناول وجبة العشاء مع‬                       ‫أتوا‪ ،‬وكل منهم يحمل‬
‫هذه‪ ،‬ولا أن يلبي احتياجاته‪..‬‬        ‫أسرهم الغالية‪ ،‬وبأخذ قسط‬                   ‫مولوده الجديد بين ذراعيه‪.‬‬
‫نسيت أن أخبركم بأن توزيع‬
‫الهبات‪ ،‬في هذا الحفل المهيب‪،‬‬          ‫من الراحة‪ ،‬لذا أظن أنه إذا‬                     ‫كانت ال ِهبات‪ ،‬ال َم َل َكا ُت‪،‬‬
                                        ‫كان هناك بعض التسرع‬                   ‫ال ُّص َد ُف السعيدة‪ ،‬والظروف‬
     ‫غير قابل للاستئناف أو‬                ‫والمصادفات في العدالة‬                ‫الجيدة‪ ،‬مكدسة بالقرب من‬
‫النقض‪ ،‬كما أنه ليس بمقدور‬
 ‫أي أب أن يرفض الهبة التي‬             ‫الخارقة‪ ،‬فعلينا ألا نندهش‬                 ‫الجنيات‪ ،‬تما ًما كما توضع‬
                                      ‫من أن يحدث نفس الشيء‬                     ‫الجوائز فوق المنصة‪ ،‬خلال‬
               ‫ُمنحت لابنه‪.‬‬                                                    ‫حفلات توزيع الجوائز‪ .‬غير‬
 ‫قامت الجنيات من أماكنهن‪،‬‬                ‫في العدالة البشرية‪ ،‬وفي‬
 ‫بعدما ِخلن أن عملهن الشاق‬           ‫هذه الحالة‪ ،‬سنصير بدورنا‬                     ‫أن المميز هنا هو أن هذه‬
                                                                              ‫الهبات لم تكن بمثابة مكافآت‬
    ‫قد انتهى‪ ،‬لأنه لم تتبق‬                   ‫قضاة غير عادلين‪.‬‬                  ‫على الجهود المبذولة‪ ،‬بل على‬
‫بحوزتهن أية هبة ليمنحنها‬               ‫وهكذا فقد ا ْق ُت ِر َف ْت في هذا‬
                                                                                  ‫العكس تما ًما‪ ،‬كانت ِن َع ًما‬
  ‫بسخاء لهذا الحشد‪ ،‬وفي‬                                                           ‫ُت ْس َب ُغ على هؤلاء المواليد‬
 ‫نفس اللحظة‪ ،‬نهض رجل‬                                                            ‫الذين لم يسيروا في دروب‬
  ‫شجاع‪ ،‬كان على ما يبدو‬                                                        ‫الحياة بعد‪ ،‬هبات بمقدورها‬
   ‫تاج ًرا صغي ًرا متواض ًعا‪،‬‬
 ‫ل ُيمسك بذيل الثوب الملون‬                                                            ‫أن تحدد مصائرهم‪،‬‬
‫لأقرب جنية إليه‪ ،‬ويصيح‪:‬‬                                                        ‫وتستحيل مصدر سعادتهم‬

    ‫‪ -‬هيه! يا سيدتي! لقد‬                                                                     ‫أو شقائهم‪..‬‬
   ‫نسيتمونا! ما زال هناك‬                                                          ‫كانت الجنيات المسكينات‬
    ‫صغيري‪ ،‬وأنا لا أرغب‬

     ‫في أن أكون قد قدمت‬
    ‫إلى جمعكم لأعود خالي‬
   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178