Page 181 - merit 41- may 2022
P. 181
179 الملف الثقـافي
بزعم أن المبدع بطبيعته المسيطرة ،والهرولة خلف
حر حرية كاملة فيما يأخذ الأفكار الشكلية الشائعة
وفيما يدع ،وفيما يمارس الغامضة المغلوطة ،حتي
ربط المثقف بين التنصل من
من استقلال حر وتمرد ربقة الدين حتى يتسني له
جسور ،حتي لا سد يصده قوة الاتصال بالإبداع ،وكأن
ولا قيد يحده سوي حدود الدين قيد على حرية المبدعين
الإبداع نفسه!! كل هذا كان وسد منيع ضد أخيلتهم
وهما من الأوهام الضخمة الجسورة ،وقد تم ترسيخ
صورة مشوهة مغلوطة عن
في حياة المبدعين ،بل هو علاقة الدين بوصفه تقلي ًدا
حق في صورة باطل ،طب ًعا ورجعية وأصولية بالمبدع
من المعروف أن الإبداع لا الذي يأنف أنفة شديدة من
يكون إبدا ًعا ح ًّقا ما لم يكن وصمة بالتقليد والرجعية
ح ًّرا ح ًّقا ،لكن هل الحرية
والأصولية.
تعني الانخلاع من كل ولكن هل كان الدين فع ًل
نسق والترامي خارج منطق رجعية وتقليدية وأصولية
كما وهم كثير من هؤلاء
التاريخ والواقع واللغة
والموروث ،لقد كنت أرى العالقين في أفق الوهم
في هذا الادعاء المغلوط لو ًنا والحيرة والشتات؟ وهل
من ألوان النفاق الاجتماعي كانت ظروف الدين مع
الكنيسة في الغرب وعلاقتها
والثقافي والجمالي ،فلا الفظة القاسية مع العلم
علاقة أب ًدا بين ممارسة والعلماء مطابقة لعلاقة ديننا
حرية الإبداع واحترام بواقعنا وثقافتنا؟ بالتأكيد لا
تقاليد وممارسات وشعائر تشابه ولا تطابق ولا حتى
الدين ،فهذا تصور نمطي أدني تقارب ،هذا تاريخ
مشبوه ومغلوط ،حتي وهذا تاريخ ،وهذه رؤيا
لترى كثي ًرا من المبدعين وهذه رؤيا ،فأين استقلال
العرب لا يقيم شعائر الدين وعي المبدع العربي ،وحريته
زع ًما منه أنها تتناقض مع التي يدعيها ليل نهار في
طلاقة الإبداع ،وخو ًفا من تكوين رؤيته للعالم بعي ًدا
أن يصمه الآخرون الم َّد ُعون عن الصور النمطية الوهمية
مثله بالتخلف والرجعية المغلوطة في الثقافة العربية
والأصولية .كما يزعمون،
بينما الحقيقة الإبداعية والغريية؟
والعلمية في كل أنحاء العالم إن محاولة الهروب من
المتحضر على غير ذلك تما ًما،
وذلك لأسباب كثيرة منها: كل ما يصم المبدع من
أو ًل :عندما يقول الغربيون شبهة الانحياز لمظاهر
أن تذهب لحفلة عن شكسبير الدين وتقاليده وتصوراته
فهذا يعني أن تلبس رباط