Page 274 - merit 41- may 2022
P. 274

‫بالشخصيات التي تبح ُث عنها‪.‬‬                                 ‫العـدد ‪41‬‬                          ‫‪272‬‬
  ‫يذكر أن الكاتب َة تمر ُر معلومات‬
   ‫عن هذا الرسام الألماني وبذلك‬                                               ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬    ‫من الكفن تشي ُر إلى موت بار ٍد‪.‬‬
   ‫تكتس ُب القصة وظيفة معرفية‬                                                                 ‫وتمتز ُج في فضاء قصة لالة‬
 ‫إلى جانب ما يتوف ُر في بنيتها من‬                  ‫إدوارد لورنز‬                                 ‫ميمونة إيحاءات الموسيقى‬

             ‫الملمح الاستكشافي‪.‬‬      ‫إياه للشاب الصغير يرهق نعيمة‬                           ‫الشعبية مع النفحات الصوفية‬
      ‫وتتقاط ُع وقائع قصة سبع‬           ‫ويتولد لديها الإحساس بأنها‬                       ‫المسكونة بالخوارق‪ ،‬لكن الأهم في‬
     ‫موجات مع رشقات الألوان‬                                                               ‫هذه الحزمة السردية هو متابعة‬
     ‫مضمرة أسئلة عن الكينونة‪.‬‬        ‫مجرمة بحق البشرية‪ .‬كلما اشت ُد‬                      ‫حياة المرأة العاملة وتحديات زمن‬
 ‫وينقل ُب الخوف في قصة «أجنحة‬        ‫الخنا ُق على الحاضر يكبر الحني ُن‬
‫الخفاش» من الطبيب البيطري إلى‬                                                                                  ‫الجائحة‪.‬‬
‫الحب‪ ،‬يشا ُر إلى أن عنوان القصة‬       ‫وترتد الذاكر ُة أكثر إلى الماضي‪،‬‬
   ‫يحيل إلى نظرية الفراشة التي‬           ‫كما أ َّن العزل َة تثق ُل من وطأة‬                      ‫العدوانية‬
  ‫طرحها «إدوارد لورنز»‪ ،‬تلتف ُت‬
‫القاصة إلى ظاهرة العنف الأسري‬        ‫الزمن وتعمق الشعور بالوحشة‪.‬‬                                ‫تعج ُن الكاتب ُة مادة القصة‬
  ‫في حلقة أخرى من مرويتها ولا‬       ‫تستعيد نعيمة كلام أمها وتفتر ُض‬                      ‫الموسومة بـ”العجزة لا يحلمون»‬
  ‫تتجاه ُل ما ض َّجت به الشاشات‬
     ‫من المشاهد التي تؤكد تغو َل‬        ‫ما يقوله والدها لو وقع عليها‬                           ‫من الأخبار التي راجت عن‬
  ‫المرئيات والانهمام على المنصات‬                   ‫النظ ُر في وحدتها‪.‬‬                         ‫استهداف الوباء لفئة عمرية‬
 ‫الإلكترونية وإعادة نشر الصور‬                                                             ‫معينة‪ .‬تبدأُ حركة السرد بعبارة‬
    ‫القديمة‪ ،‬والانكباب على قراءة‬      ‫المفارقة الأبرز تتمث ُل في وصول‬                       ‫مشحونة بالتوتر «حين تسقط‬
‫الكتب‪ ،‬والغرض من كل ذلك ليس‬           ‫الوباء إلى جسد ياسمين الغض‪،‬‬                        ‫الشم ُس أشعر بالارتباك»‪ ،‬وتليها‬
 ‫إلا توس ًل بما يخف ُف من التوتر‪.‬‬      ‫إذ تستعط ُف بنظراتها الشاحبة‬                      ‫مباشرة صيغة خبرية كاشفة عن‬
    ‫تنتهي سلسلة القصص التي‬                                                                  ‫وضعية الراوية‪ ،‬حي ُث تستم ُع‬
    ‫تحاكي فيها الكاتبة متواليات‬           ‫جارتها العجوز تاركة لديها‬                        ‫إلى أغنية جاك بريل رافض ًة أن‬
 ‫موسيقية في تناغمها وموتيفاتها‬          ‫الكلب‪ .‬تتقاسم ملامح غرائبية‬                           ‫تكو َن شبيهة بالعجزة الذين‬
     ‫المشتركة بقصة «لقاح» التي‬          ‫أثير هذه المجموعة القصصية‬                              ‫يغني لهم الفنان الفرنسي‪،‬‬
    ‫قوامها العودة إلى الحب‪ ،‬ولا‬                                                            ‫مشير ًة في استرسالها السردي‬
  ‫يغي ُب عن القارئ مضامين هذه‬             ‫المسرودة في أغلبها بضمير‬                         ‫إلى ما تعني لها شجرة الميموزا‬
   ‫الرسالة التي تمررها لطيفة في‬        ‫المتكلم‪ ،‬ويطو ُف شب ُح الوباء في‬                   ‫السامقة وسط الزحف العمراني‬
  ‫المشهد الأخير‪ .‬ما يجد ُر بالذكر‬     ‫أوصالها‪ ،‬كما يتفاع ُل الن ُص مع‬                        ‫الملتهم للبيئة‪ .‬تزي ُد المحتويات‬
    ‫أ َّن هذا النص من النوع الذي‬       ‫مؤثرات الفن التشكيلي لاسيما‬                            ‫المتداولة في وسائل التواصل‬
   ‫يتقبله المتلقي بالسرعة متوه ًما‬      ‫في «عزلة لودفيغ دويتش»‪ ،‬إذ‬                         ‫الإجتماعي من النبرة العدوانية‬
  ‫أن حياكته كانت مريحة‪ ،‬مع أ َّن‬       ‫بدا طيف الفنان للراوية مرتد ًيا‬                     ‫ضد المسنين‪ ،‬لذا تقاطع الراوية‬
  ‫صاحبته ربما قد صارعت قبل‬            ‫الكمامة وهي تتجو ُل في شوارع‬                          ‫ما يصلها من واتساب‪ ،‬كما لا‬
‫إيجاد إطار يكسي موادها حيوية‬                                                               ‫تخطي ُء في قراءة ما يترش ُح من‬
                                         ‫القاهرة عا َّز ًة ذلك إلى الهوس‬                     ‫نظرات جارتها ياسمين «كان‬
            ‫وانسيابية في التعبير‬                                                         ‫صمتها يقول لي أ َّن لا مكان لنا في‬
                                                                                          ‫هذا العالم»‪ ،‬غير أ َّن المرأة المسنة‬
                                                                                            ‫لا تستسل ُم لهذه الموجة متأمل ًة‬
                                                                                            ‫عروق يديها الورديتين‪ ،‬مع أ َّن‬
                                                                                          ‫ما ينش ُر في الفضائيات عن تخلي‬
                                                                                           ‫عجوز عن جهاز التنفس مان ًحا‬
   269   270   271   272   273   274   275   276   277   278   279