Page 272 - merit 41- may 2022
P. 272

‫العـدد ‪41‬‬                                                 ‫‪270‬‬

                                                                                                            ‫مايو ‪٢٠٢2‬‬  ‫كه يلان محمد‬

‫الحياة الديموقليسية‬                                                                                                    ‫(العراق)‬
‫في «كوفيد الصغير»‬

    ‫لـ «لطيفة لبصير»‬

‫في الواقع بل كان محتميًا بالعزلة‬         ‫الروائية التي تتناو ُل الأوبئة‬      ‫البح ُث عن الإطار السردي‬
    ‫الاختيارية ضار ًبا الطو َق على‬     ‫والكوارث الطبيعية مع انتشار‬
                                         ‫فيروس «كورونا»‪ ،‬كما بدأت‬         ‫لتسجيل تجارب الحياة والأزمات‬
 ‫نفسه خو ًفا من العدو اللامرئي‪،‬‬       ‫المساعي لتدوين حلقات الصراع‬          ‫التي تلقي بكلكلها على الزمن هو‬
 ‫وفي الحقيقة قد ألقى هذا الوضع‬                                              ‫محاولة لتسمية ما تتخي ُل واق ًعا‬
‫بظلاله الثقيلة على شكل العلاقات‬           ‫مع عد ٍو لا مرئي في أشكال‬
 ‫الاجتماعية‪ ،‬وذلك لأ َّن الآخر كان‬    ‫سردية متعددة من اليوميات إلى‬            ‫خارج مكر الأسماء‪ .‬ويصع ُب‬
  ‫مشبو ًها بنقل العدوى إلى غيره‪.‬‬      ‫الرواية والقصة‪ ،‬وبدورها آثرت‬             ‫التفكير في المعطيات دون أن‬
 ‫تمكنت لبصير من رصد المواقف‬            ‫الكاتبة المغربية «لطيفة لبصير»‬        ‫تنتظ َم في سلسلة من المسميات‬
                                                                             ‫التي قد تعب ُر عن الأشكال التي‬
   ‫التي تعبِّ ُر عن الصراع المحتدم‬       ‫متابعة التحولات التي رافقت‬          ‫تتخذها في أطوار مختلفة‪ ،‬إذن‬
    ‫بين الواجب الأخلاقي والتق ُّيد‬       ‫الأزمة الوبائية على الأصعدة‬            ‫يستم ُد الإنسان القدرة على‬
    ‫بما يبع ُد احتمالات الوقوع في‬    ‫النفسية والاجتماعية والسياسية‬             ‫التفكير في الأشياء من خلال‬
‫شرك الوباء‪ ،‬وتقصت في شريطها‬          ‫في وحدات مجموعتها القصصية‬                ‫إطلاق عملية التسمية‪ ،‬وبذلك‬
‫القصصي آثار الوباء على مختلف‬             ‫المعنونة بـ”كوفيد الصغير”‪.‬‬       ‫يختر ُق حصار اللاشكل‪ .‬عليه وما‬
‫البيئات والمكونات الاجتماعية بلغة‬                                           ‫إن تق َع الأزمات الوجودية حتى‬
   ‫شفيفة مستعيد ًة في هذا الإطار‬            ‫القصة القصيرة من أكثر‬          ‫تزدا َد حركة السر ِد زخ ًما ويكو َن‬
 ‫الموروث الشعبي الذي يطب ُع بنية‬      ‫الأجناس الأدبية مرونة لملاحقة‬            ‫الهروب نحو العوالم الموازية‬
                                                                            ‫خيا ًرا قائ ًما‪ ،‬ويمك ُن تفسي ُر ذلك‬
      ‫المادة المسرودة بالعجائبية‪.‬‬        ‫الظواهر الناشئة من المداهمة‬         ‫الأمر بنا ًء على الرغبة الملحاحة‬
                                     ‫الوبائية‪ ،‬ومن المعلوم أ َّن تضييق‬    ‫لاكتساب التوازن النفسي وإسباغ‬
         ‫المعمار‬                     ‫مساحة حرية الحركة والتواصل‬              ‫المعنى على الواقع الموبوء‪ .‬لذلك‬
                                                                                 ‫تصاعد الطلب على الأعمال‬
    ‫يستم ُد فن القصة فرادته من‬           ‫من أبرز العوامل التي عمقت‬
                                    ‫الشعور بالغربة والأرق لدى المرء‪،‬‬
                                     ‫إذ لم يعد الإنسان كائنًا اجتماعيًّا‬
   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277