Page 55 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 55

‫‪53‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

                                         ‫زيزي شوشة‬

                   ‫كانت الزهور مختفية‬

  ‫ويالوقاحتنا تحدثنا عن الزهور السوداء‬             ‫هذه هي قصتنا‪ ،‬أو قل ظلالنا المسكوبة على‬
‫والبيضاء‪ ،‬وكانت الزهور مختفية‪ .‬كان هنا‬          ‫الرصيف‪ ،‬والأرصفة مهانة سل ًفا‪ .‬أبناء الشارع‬
                                               ‫نحن‪ ،‬ولن أقول أكثر من ذلك كي لا أسب أح ًدا‪..‬‬
                               ‫الإسمنت‬
         ‫عندما تلفظين «الحقيقة» لا أرا ِك!‬         ‫هل تفضل الحديث في البيت أم في الشارع؟‬
         ‫وأنا أي ًضا لا أريد أن أرى نفسي‬      ‫البيت بلا نوافذ‪ ،‬والسقف يحجب العناية الإلهية‪،‬‬

            ‫هل تعرفين مكا ًنا نضيع فيه؟‬                  ‫وأنا دائ ًما ما أنتظر ما ترسله السماء‬
              ‫أعرف‪ :‬الالتحام بالجماهير‬                             ‫وهل ترسل السماء شيئًا؟‬
              ‫***‬
                            ‫هذه النافذة‪،‬‬               ‫النظر إلى السماء‪ ،‬يجعل وجهي ضبابيًّا‬
                           ‫تأخذ عيوني‬       ‫لهذا في الشارع تبدو مجهو ًل‪ .‬وجهك نهار وجسدك‬
                        ‫وتتركني مظلمة‬
                         ‫تطفىء جنوني‬                                                    ‫ليل‬
                        ‫وتتركني عظا ًما‬               ‫وأن ِت غائمة‪ ،‬وتحبين مارجريت دوراس‬
                            ‫هذه النافذة‪،‬‬    ‫دوراس ما زالت هناك‪ ،‬جالسة على الشاطيء‪ ،‬تكتب‬
                         ‫تسحب صوتي‬
                         ‫وتمنحه للريح‪،‬‬                                      ‫رواية عن الحب‬
                ‫ثم تقذف بي إلى الشارع‬              ‫الحب! عندما تنطقين «الحب» تصبحين ظ ًّل‬
                               ‫وتنغلق‪..‬‬
              ‫***‬                                                             ‫من أين جئ ِت؟‬
                      ‫مع موسيقى الليل‬                         ‫جئ ُت إلى هنا فج ًرا لذا أنا غائمة‬
                               ‫سأصعد‬
                 ‫وحين أصل إلى الذروة‪،‬‬                                      ‫هل تعرفين أمك؟‬
                   ‫أقطف الزهرة الداكنة‬        ‫كنت أعرفها‪ ،‬عندما كانت تنتظرني على الرصيف‪.‬‬
                  ‫ثم أغرسها في جسدك‪،‬‬
              ‫ربما تفتحت الحياة في يدي‬                                    ‫الآن لا أعرف أح ًدا‬
                                                          ‫أن ِت تحبين الأرصفة‪ ،‬وأنا أحب ظلك‬

                                                                               ‫ماذا تريدين؟‬
                                                                       ‫أريد أن أقول الحقيقة‬

                                                                               ‫أن ِت مباشرة‬

                                             ‫لقد أهدرنا عم ًرا طوي ًل في وصف الشوارع‪،‬‬
                                              ‫والحارات السوداء‪ ،‬والحديث عن الأشجار‬

                                                   ‫ولم يكن هنا شجر في يوم من الأيام‪.‬‬
   50   51   52   53   54   55   56   57   58   59   60