Page 143 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 143

‫حول العالم ‪1 4 1‬‬

‫بسبب التهديد الجسدي‪ ،‬ولكن‬              ‫أشرقت تلك المخالب التي‬      ‫أن العملية ستقع داخل ذاتها‪،‬‬
‫هناك في قصائد مثل (عذراء في‬            ‫تشوه الجسد‪ /‬وجائعة‪،‬‬            ‫تقول «لم أستطع الركض‪،‬‬
                                  ‫جائعة تلك الأفخاذ المشدودة‪/‬‬
 ‫شجرة) الإثم الذي تم فرضه‬           ‫حرارته تصطادني‪ ،‬وتضيء‬           ‫بدون الاضطرار إلى الركض‬
  ‫منذ فترة طويلة على النشاط‬       ‫الأشجار‪ /‬وأجري مشتعلة في‬          ‫إلى الأبد»‪ ،‬كما لو أن كل هذه‬
   ‫الجنسي الأنثوي هو أي ًضا‬        ‫جلدي‪ /‬ما الخمود‪ ،‬ما الفتور‬     ‫الشعائر لا مفر منها‪ ،‬ولا يمكن‬
‫الملوم والمسئول عن ذلك الدور‬       ‫الذي يمكن أن يداعبني‪ /‬عند‬
   ‫السلبي الذي تقوم به المرأة‬     ‫الحروق ووصمات تلك النظرة‬            ‫فعل الكثير تجاهها‪ ،‬ولكن‬
  ‫عندما يتعلق الأمر بالجنس‪/‬‬                                          ‫يتاح فقط أن تكون متفر ًجا‬
‫العلاقات الجنسية‪ ،‬موضوعات‬                      ‫الصفراء؟»(‪.)58‬‬
   ‫مثل الإثم والتاريخ والقمع‬        ‫يقدم صوت المتحدثة مزي ًجا‬          ‫أو مكتوف اليدين‪ .‬عندما‬
 ‫الجنسي للمرأة سوف تتطور‬                                            ‫يتم فتح الخلية أخي ًرا‪ ،‬يبحث‬
   ‫حتى قصائد بلاث الأخيرة‪.‬‬               ‫من الخوف والتضحية‬
  ‫يتم دائ ًما انتقاد الترابط بين‬    ‫والجاذبية‪ .‬وبعد مدى طويل‬           ‫القرويون عن ملكة النحل‬
                                   ‫من الجري تستسلم للوحش‪:‬‬         ‫التي تحدد المتحدثة نفسها من‬
    ‫النقاء والجنس الأنثوي في‬        ‫أقذف قلبي لأوقف وتيرته‪/‬‬       ‫خلالها فجأة‪ .‬ما يربط المتحدثة‬
     ‫قصائد بلاث مثل (عذراء‬
    ‫في شجرة)(‪ ،)59‬حيث تنتقد‬           ‫لأروي عطشه أهدر الدم‪/‬‬           ‫بالخلية والملكة هو الشيء‬
     ‫المتحدثة تقليد إلقاء اللوم‬     ‫أكل‪ ،‬وما زالت حاجته تطلب‬        ‫نفسه‪ :‬أن تصبح سلبيًّا ضد‬
  ‫على النساء من أجل حياتهن‬                                           ‫الغزو‪ .‬تصبح المقارنة أكثر‬
  ‫الجنسية‪ .‬تستشهد القصيدة‬              ‫الطعام‪ /‬يفرض تضحية‬         ‫وضو ًحا عندما توصف الخلية‬
                                  ‫كاملة‪ /‬صوته يريحني‪ ،‬ينبض‬          ‫«مريحة مثل عذراء‪ /‬تحضن‬
       ‫بهيلين طروادة وحواء‬
 ‫بوصفهما نم ًطا لمناقشة كيف‬                           ‫بنشوة‪.‬‬            ‫خلاياها وعسلها‪ ،‬وتط ّن‬
‫تم اعتبار النساء طوال التاريخ‬            ‫هناك (رغبة سرية) في‬           ‫بهدوء»(‪ .)57‬تقارن الخلية‬
  ‫مسئولات عن أخطاء الرجال‬            ‫توجه المتحدثة‪ ،‬بالرغم من‬         ‫بجسد الأنثى‪ ،‬حيث يكون‬
                                     ‫أنها تحبس نفسها في (برج‬      ‫الجسد سلبيًّا للغزو والانتهاك‪.‬‬
     ‫الذين يعتبرون مدفوعين‬           ‫مخاوفها)‪ ،‬ولا تزال تسمع‬       ‫ومع ذلك بالإضافة إلى توجيه‬
 ‫بالشهوة‪ ،‬بسبب عجز النساء‬         ‫خطوات النمر (القادمة صاعدة‬          ‫اتهام نحو العنف الجنسي‬
‫لقمع حياتهن الجنسية‪ .‬يناقش‬            ‫السلالم)‪ .‬يظهر موضوع‬         ‫الذكوري‪ ،‬تفضح بلاث أي ًضا‬
                                        ‫النهم مجد ًدا في الأعمال‬    ‫الضغط الذي يصاحب المرأة‬
     ‫باتريك دي هوبكنز كيف‬           ‫اللاحقة‪ ،‬لكن مع لهجة أكثر‬         ‫للانسحاب من الرغبة‪ .‬إما‬
   ‫تختلف العلاقات المفروضة‬        ‫خطورة وانتقادية‪ .‬قصائد مثل‬          ‫إنها فاسقة أو بريئة‪ .‬وهذا‬
    ‫تجاه الجنوسة بين الرجل‬         ‫(السجان) و(قصائد النحل)‪،‬‬       ‫واضح في القصائد التي تصور‬
                                    ‫و(حمى ‪ 103‬درجة)‪ ،‬عبرت‬          ‫العلاقات الجنسية بين الذكور‬
                    ‫والمرأة‪:‬‬        ‫عن نساء استسلمن للتهديد‪،‬‬        ‫والإناث تحت ذلك الخط من‬
  ‫العلاقة بين مسئوليات المرأة‬          ‫ويكافحن الآن لاستعادة‬            ‫الأنثى‪ /‬السلبية «وحتى‬
                                    ‫السلطة على أجسادهن وعلى‬         ‫الخوف من النشاط الجنسي‬
     ‫وعلم النفس الذكوري تم‬         ‫حياتهن الجنسية‪ .‬ليس هناك‬         ‫الذكوري الحازم‪ .‬في قصيدة‬
  ‫تمويلها فيما يتعلق بالجنس‪.‬‬         ‫رغبة أو جاذبية‪ ،‬بل خوف‬        ‫(المطاردة) النمر الذي يلاحق‬
                                  ‫ونفور واستياء‪ .‬ومع ذلك من‬        ‫الأنثى المتحدثة‪ ،‬يقدم بوصفه‬
     ‫لقد درسنا ذلك على وجه‬          ‫المهم أن نلاحظ ‪-‬من البداية‬          ‫رج ًل مخي ًفا تمت إثارته‬
       ‫التحديد‪ ،‬فقد كان لدى‬          ‫في شعر بلاث‪ -‬أن التهديد‬
                                     ‫بالرغبة الجنسية ليس فقط‬                          ‫جنسيا‪:‬‬
 ‫الفتيات القدرة على التحكم في‬                                        ‫اللص الأسود‪ ،‬ج ّره الحب‪/‬‬
   ‫الدافع الجنسي‪ ،‬بما في ذلك‬                                        ‫إلى لكمات الفخذين بطلاقة‪/‬‬

 ‫القدرة على إيقاف تشغيله‪ ،‬أو‬
  ‫إيقاف تشغيله حسب الرغبة‬
   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148