Page 140 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 140

‫رغبة الرجل‪ .‬هؤلاء النساء‬       ‫أحد ميت‪ /‬لا يوجد جسد في‬                ‫‪138‬‬
  ‫يقمن بذلك من خلال بحثهن‬       ‫المنزل على الاطلاق»‪ ،‬بعد زوال‬
                                                                  ‫صناعية أو لديها عكاز‪ /‬دعامة‬
    ‫في نماذج الأدوار الثقافية‪،‬‬    ‫اللاجسد ما تبقى هو رائحة‬             ‫للكتفين أو أظافر‪ /‬صدر‬
   ‫مثل التي تصورها نجمات‬        ‫التلميع‪ .‬لاحظ أن هذه الوسيلة‬
  ‫السينما التي كانت في زمنها‬     ‫سوف تذكر لاح ًقا في قصيدة‬           ‫مطاطي أو منشعب مطاطي‬
  ‫من إخراج مخرجون رجال‪،‬‬                                             ‫(‪ )..‬دمية حية أينما نظرت‪/‬‬
    ‫ويحاولن جاهدات أن يكن‬         ‫(حمى ‪ 103‬درجة)‪ ،‬وتتمثل‬
 ‫جذابات للرجال‪( .‬أنا نفسي)‬       ‫في اختفاء أنثى تاركة وراءها‬           ‫يمكنها الخياطة والطهي‪/‬‬
     ‫تقول المتحدثة في قصيدة‬                                            ‫يمكنها التحدث والتحدث‬
  ‫(السجان)(‪( ،)44‬هذا يكفي)‪.‬‬           ‫تمثيلات لهوية مقموعة‪.‬‬         ‫والتحدث»(‪ .)39‬تجسيد أجزاء‬
‫المشكلة الرئيسة هي أن الواقع‬          ‫في قراءتها لفيلم ‪Spike‬‬          ‫الجسد الأنثوي (الصدور‬
  ‫لا يحقق المثالية‪ .‬في المجتمع‬      ‫‪ ،9 Lee’s Girl‬وهو فيلم‬         ‫المطاطية‪ -‬والمنشعب المطاطي)‬
  ‫الاستهلاكي ‪-‬كما تشير بيل‬         ‫يروي حياة امرأة تعمل في‬            ‫يمكن قراءته كمرجعية إلى‬
                                   ‫شركة جنسية عبر الهاتف‪،‬‬             ‫اصطناعية السمات المثالية‬
     ‫هوكس‪ -‬يجب التضحية‬               ‫تناقش هوكس حقيقة أن‬           ‫التي ت ّم إنشاؤها عندما يتعلق‬
‫بأجساد النساء الحقيقيات على‬     ‫النشاط الجنسي لا يزال ينظر‬             ‫الأمر بما هو مرغوب فيه‬
‫المذبح البطريركي)(‪ ،)45‬فالحياة‬     ‫إليه حتى اليوم في ارتباطه‬           ‫أم لا‪ .‬هذا التجسيد يظهر‬
                                 ‫برغبة الذكور‪ .‬إذا كانت المرأة‬     ‫أيضا في قصائد أخرى لبلاث‬
   ‫الجنسية للمرأة لا ترى إلا‬     ‫على سبيل المثال تغطي نفسها‬          ‫مثل(المحقق)(‪ ،)40‬ففيها بد ًل‬
   ‫من خلال علاقتها بالقوالب‬      ‫أو تخلع ملابسها‪ ،‬فهذا أي َضا‬     ‫من أن يت ّم بناء الجسد الأنثوي‬
  ‫النمطية للمجتمع البطريركي‬       ‫يفهم في علاقته وتأثيره على‬      ‫رمز ًّيا‪ ،‬نجده يتمزق إلى أجزاء‪،‬‬
                                 ‫رغبة الذكور‪ .‬ترى هوكس أن‬          ‫وكل جزء يشير إلى شكل من‬
        ‫الذي يسمح لهن بها‪.‬‬         ‫فيلم (لي) يمثل نق ًدا لحقيقة‬      ‫أشكال القمع الذي يقع على‬
     ‫أحد الأسباب التي جعلت‬         ‫أن النشاط الجنسي للإناث‬         ‫النساء‪ :‬إنها حالة تبخر‪ /‬أفاد‬
‫شعر بلاث يصور الجنس على‬         ‫يقوم على المرأة التي تذهب إلى‬        ‫الفم أو ًل بغيابه‪ /‬في السنة‬
  ‫أنه تهديد للفردية حقيقة أنه‬   ‫حيث يأخذها خيال الذكور(‪،)41‬‬         ‫الثانية أصبح لا يشبع‪ /‬وفي‬
 ‫ينطوي في الكثير من الأحيان‬     ‫ولكي تحقق النساء رغبتهن في‬        ‫عقابه علّق مثل الثمرة السوداء‬
   ‫على تخيلات الآخرين‪ .‬أثناء‬     ‫أن يكن مرغوبات من الرجال‬           ‫للتجعيد والتجفيف‪ /‬الثديان‬
    ‫الوحدة نجد أن المتحدثات‬          ‫فعليهن (تدمير أجزاء من‬          ‫بعد ذلك‪ /‬كانا أكثر صلابة‬
  ‫في قصائدها لديهن حرية في‬        ‫أنفسهن)(‪ .)42‬دراسة هوكس‬         ‫حجرين أبيضين‪ /‬أصبح اللبن‬
  ‫تخيل عالم من عوالمهن التي‬       ‫تبعث على الأمل‪ ،‬بالرغم من‬        ‫أصفر‪ ،‬ثم أزرق‪ ،‬ثم حل ًوا مثل‬
 ‫لا تتحقق‪ ،‬عندما يكون هناك‬          ‫أنها لا تقدم ح ًّل سه ًل‪ .‬لا‬
 ‫أشخاص آخرون مشاركون‪.‬‬           ‫ينبغي تعريف النشاط الجنسي‬                               ‫الماء)‪.‬‬
   ‫تبدو الصعوبة الرئيسة في‬          ‫للنساء في تعالقه وارتباطه‬        ‫في القصيدة تفشل المرأة في‬
     ‫كونهن كذلك موضوعات‬         ‫بمنظور الرجل‪ ،‬وسيأتي زمن‬              ‫أداء الأدوار التي يتوقع أن‬
 ‫للتجسيد مثل أي شيء آخر‪.‬‬            ‫«لن تضطر فيه النساء إلى‬          ‫تقوم بها وتؤديها‪ ،‬أي دور‬
     ‫عندما يناقش جاك لاكان‬       ‫اقتراض رغبات الآخرين»(‪.)43‬‬         ‫الأم‪ ،‬والعاشقة‪ ،‬وربة المنزل‪.‬‬
    ‫النشاط الجنسي البشري‬          ‫تحاول بلاث في قصائد مثل‬              ‫والعقوبة التي تشير إليها‬
     ‫يشير إلى أن الخيال «هو‬       ‫(مقدم الطلب)‪ ،‬و(‪)Lesbos‬‬         ‫المتحدثة هي اختفاء المرأة‪ ،‬لأنها‬
‫الطريقة التي يبني بها الأفراد‬    ‫تصوير النساء وهن مهتمات‬             ‫لم تستطع أن تكون واحدة‬
‫رغباتهم أو ينظمونها‪ ،‬فالخيال‬          ‫بتجلي صورتهن حسب‬              ‫من هذه الأنماط‪ ،‬وهذا يعني‬
     ‫يدعم الرغبة‪ ،‬ومن خلاله‬                                         ‫أنها لا تمتلكها‪ ،‬ولا نفع بها‪،‬‬
                                                                   ‫ولا هوية لها على الاطلاق‪« :‬لا‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145