Page 144 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021

‫العـدد ‪25‬‬ ‫‪142‬‬

‫يناير ‪٢٠٢1‬‬ ‫والإرادة‪ .‬الفتيان والرجال‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬يفتقرون‬
‫بالجنس بوصفه تعبي ًرا عن‬ ‫التاريخ التناقض‪ :‬ففي حين‬ ‫إلى هذه القدرة‪ ،‬بالرغم من‬
‫الفردية‪ ،‬وبوصفه شك ًل من‬ ‫يعتقد البعض أن الجسد هو‬
‫أشكال الاتصال بين الناس‬ ‫مصدر اضطهاد المرأة‪ ،‬ينظر‬ ‫كونهم مسئولين أخلاقيًّا‬
‫بشكل واضح عن سلوكياتهم‬
‫بالرغم من أن المتحدثات‬ ‫إليه البعض الآخر على أنه‬
‫لا يزلن بعيدات عن هذه‬ ‫على وجه الدقة موضع قوة‬ ‫الخاصة‪ ،‬فهم أكثر عرضة‬
‫الاتصالات الشخصية‪ .‬تكمن‬ ‫الإناث(‪ .)62‬على غرار الخلافات‬ ‫للتأثر بالدافع الجنسي(‪.)60‬‬
‫المشكلة الرئيسة في كيف‬ ‫التي تنطوي عليها النسوية‬
‫يتم تصوير مسألة الجنس‪،‬‬ ‫أدى هذا الاعتقاد ‪-‬وفقا‬
‫وكيف تؤثر هذه الأبنية في‬ ‫والمواد الإباحية موضوع‬ ‫لهوبكنز‪ -‬إلى تحميل المرأة‬
‫طريقة ارتباط الناس ببعضهم‬ ‫الجسد مملوء بالجدل حول‬ ‫المسئولية كاملة عندما يتعلق‬
‫البعض‪ .‬في ثقافة تقوم على‬ ‫القيود‪ /‬والحرية التي تحققها‬ ‫الأمر بالجنس‪ .‬حيث يعتقد‬
‫عدم المساواة بين الجنسين‬ ‫المرأة‪ .‬حتى في الوقت الحاضر‪،‬‬
‫تظهر الحياة الجنسية نفسها‬ ‫أن الرجال غير قادرين‬
‫بطرق قمعية‪ ،‬وحتى بطرق‬ ‫بعد العديد من الإنجازات‬ ‫على التحكم في اندفاعاتهم‬
‫عنيفة‪ ،‬وهو ما يتناقض مع‬ ‫النسوية‪ ،‬من الصعب الوصول‬ ‫الجنسية‪ ،‬وتقع على عاتق‬
‫فكرة أنها يجب أن تقرب‬
‫الناس من بعضهم البعض‪.‬‬ ‫إلى إجماع‪ .‬هل جسد الأنثى‬ ‫المرأة مسئولية مقاومة‬
‫بد ًل من التعلق بمثالية العلاقة‬ ‫العارية رمز لقوة سلطتها أم‬ ‫الاتصال الجسدي أو السلوك‬
‫الحميمة‪ُ ،‬ينظر إلى الجنس في‬ ‫تعزيز لخضوعها في مجتمع‬ ‫غير المحتشم الذي قد يؤجج‬
‫شعر بلاث بوصفه أداة لتعزيز‬ ‫العاشقين(‪ .)61‬ولا يزال حتى‬
‫المطالب المصطنعة للثقافة‬ ‫بطريركي؟ وهل الطريقة‬ ‫اليوم‪ ،‬وليس من غير المألوف‬
‫القائمة على الصور المركبة لما‬ ‫الوحيدة للهروب من هذا‬ ‫مزاعم وجود (تحريض) من‬
‫ينبغي أن يكون عليه الناس‪.‬‬ ‫الجسد المقموع لا تتحقق‬ ‫قبل امرأة لتبرير الاغتصاب‪.‬‬
‫ما يوحي به شعرها ليس نفيًا‬ ‫إلا عن طريق إطفائه بشكل‬
‫للجنس‪ ،‬ولكنه طريقة مختلفة‪،‬‬ ‫ومع ذلك يبقى السؤال عما‬
‫أكثر فردية وأقل محدودية في‬ ‫رمزي‪ ،‬تما ًما كما تفعل‬ ‫إذا كان يمكن للذات أن توجد‬
‫تمثيلها‪ .‬بد ًل من كونه قضية‬ ‫المتحدثة في قصيدة بلاث؟‬
‫اجتماعية‪ ،‬يدعي شعر بلاث أن‬ ‫الأصوات التي تروي شعر‬ ‫دون هذا الإطار الاجتماعي‬
‫الجنس يجب أن يكون فرد ًّيا‪،‬‬ ‫بلاث لا تشعر بالراحة في‬ ‫أو الكسوة الاجتماعية‪ ،‬لأنه‬
‫بالرغم من وجود وعي بأن‬ ‫إطار ضمير الغياب‪ ،‬وتستمر‬ ‫في نهاية قصيدة بلاث تتحلل‬
‫الخط الذي يفصل بينهما هو‬ ‫هذه الأصوات داخل نفسها‬ ‫الأنفس‪ ،‬والتنورة الداخلية‬
‫قشرة رقيقة ج ًّدا وهشة‬ ‫في ضمير المتكلم‪ .‬هذا الصراع‬ ‫هي التي تبقى‪ ،‬ويمكن قراءة‬
‫تمت مناقشته في شعرها في‬ ‫ذلك على أنه فصل بين الهوية‬
‫إطار جدل العام والخاص‪،‬‬
‫والمجتمع في مقابل الذات‪.‬‬ ‫والجنوسة‪ ،‬هل يمكن أن‬
‫ومع ذلك عندما يتعلق الأمر‬ ‫تشير القصيدة إلى استحالة‬
‫بالجنس يظهر هذا الصراع في‬ ‫التوفيق بالنسبة للنساء بين‬
‫علاقات الناس أنفسهم‪ .‬الرغبة‬ ‫الجنوسة وتمكين الفردية؟‬
‫في إخضاع الآخر ليست فقط‬
‫في تهديد فردية المرء‪ ،‬ولكنها‬ ‫الكثير من النقد النسوي‬
‫أي ًضا مصدر للعنف في علاقات‬ ‫الخاص بالجسد لديه موضوع‬

‫الناس‪.‬‬ ‫أساسي خاص به‪ ،‬وهو‬
‫وبهذا المعنى فإن شعر بلاث‬ ‫استقلالية الجسد الأنثوي‪.‬‬
‫مهم‪ ،‬خاصة عندما يتعلق الأمر‬ ‫فمتى تعلق الأمر بالجسد‬
‫‪-‬وف ًقا لجوليان ولفريز‪ -‬يظهر‬