Page 141 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 141
حول العالم 1 3 9
موضو ًعا لرغبة الذكور .في يشير ميشيل فوكو نتعلم كيف نرغب ،ونحن
قصيدة (نساء ثلاث)( )48على إلى أن الجنس نشكلها بوصفها موضوعات
مطلوبة»( .)46المشكلة هي أن
سبيل المثال بالرغم من أن أصبح قضية تربط هناك خي ًطا رفي ًعا بين الخيال
الصوت الثاني تدرك طبيعة بين الفرد والدولة، والواقع للرغبة المنشودة .في
العالم الشوفيني المحيط بها، وبين العام والخاص ثقافة يؤمن فيها الفرد بحقه
"أصبح الجنس قضية
لا تزال ترتدي الجورب بين الدولة والفرد، في تملك واستهلاك كل ما
والحذاء ذا الكعب العالي، وقضية عامة لا تقل يريد( ،)47يفلت الخيال من
وهما أيقونتان لإغواء رغبة عن شبكة كاملة من حدود العقل الفردي .هذه
الذكور .العلاقة بين الصورة الخطابات والمعارف الضبابية في الحدود بين
والرغبة تظهر في أعمال بلاث الخاصة ،والتحليلات، الواقع والخيال تخلق سيناريو
بوصفها مصد ًرا دائ ًما للقلق. والاحترازات الراسخة خطي ًرا حين يتعلق الأمر
هناك حاجة للتحرر من فيها"( .)9فهم طريقة
الضغوط لكي تكون مرغو ًبا، تعامل مجتمع مع بالجنس.
ولكن هناك أي ًضا الإرادة لكي الجنس معناه فهم عندما يرتبط الأمر بالأوهام،
تكون كذلك ،وبذلك تستسلم المتطلبات المعيارية
لرغبة الذكور .يشير ستيفن التي تقع على عاتق لا يمكن معالجة أي شكل
جولد أكسلرود( )49إلى «أن الأفراد وعلاقاتهم مع من أشكال التمثيل في اللحظة
هذا الصراع يخلق الحاجة في
متكلم بلاث إلى الفصل بين بعضهم البعض الآنية بشكل أكبر إلا من
العقل والجسد ،الذات الإبداعية خلال الصور النمطية التي
والذات الاجتماعية .ومع ذلك ميشيل فوكو تنشرها الدعاية .ففي وسائل
فإن نقل هذه الازدواجية إلى الإعلام ،والسينما ،والمجلات،
عالم الجنس يضيف أم ًرا آخر وأشكال أخرى من الخطابات،
إلى الطريقة التي تتعامل بها وقدرتها على وضع المعايير
قصائد بلاث مع النوع :كيف تظهر التمثيلات في شعر بلاث
تحكم عقول البشر من خلال بوصفها مصد ًرا للأحلام
أجسادهم ،وكيف يتم تعريف والحنين ،ولكن أي ًضا بوصفها
البشر من خلال رغباتهم». مصد ًرا مسئو ًل عن التجاذب
الرأسمالي للرغبة والهوية .في
العذراء الصناعية ثقافة تستخدم فيها الصور
لإثارة الرغبة في الاستهلاك
ح َّل التحليل النفسي محل تميل الرغبات الفردية إلى
أهمية علم الجنس في دراسة الاصطدام ببعضها البعض.
يفقد الفرد من خلالها الحدود
الإنسان في بداية القرن
العشرين( ،)50وكان له رائده بين الذات والسلوكيات
سيجموند فرويد الذي تبعه المعيارية والرغبات.
آخرون عديدون ،أهمهم جاك
لاكان من خلال مفهوم (النظام من المهم أن نتذكر أن النساء
الرمزي) كالثقافة أو اللغة التي يشاركن في خيال اجتماعي
محدد من الأنوثة ،ولكن بد ًل
من الارتباط برغبتهن الخاصة،
نجدهن قلقات من أن يصبحن