Page 138 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 138

‫العـدد ‪25‬‬                              ‫‪136‬‬

                              ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬                          ‫الهويات القمعية‪« :‬نفسي‬
                                                               ‫تتحلل‪ ،‬تنورة داخلية لعاهرة‬
‫جسد الذكر العاري ‪-‬من حيث‬     ‫هذا السياق فإن تجريد‬
                                                                                 ‫قديمة»‪.‬‬
‫الهويات الجنسية‪ ،‬وحرق الأنظمة التصويرية السائدة‬                 ‫النهاية غامضة‪ ،‬فلأي سبب‬
                                                                 ‫تذوب هذه الأنفس‪ ،‬وتبقى‬
‫الجسد في قصائد بلاث يمكن في الخطاب الغربي‪ -‬قوي‪،‬‬
                                                                   ‫التنورة؟ عادة ما ترتبط‬
‫قراءته على أنه نزوع تخريبي بحيث أنه فعال جنسيًّا‪ ،‬ومدعم‬            ‫التنورة الداخلية بالبغايا‬
‫بالقوة‪ ،‬وجسد الأنثى العاري‬   ‫تم تخصيصه للخطابات‬                  ‫اللواتي ك ّن يستخدمنها في‬
                                                               ‫الماضي‪ ،‬بالرغم من أنهن ك ّن‬
‫‪-‬مرة أخرى من حيث الأنظمة‬     ‫التنظيمية‪.‬‬                         ‫يستخدمنها لإخفاء الجنس‬
                                                                  ‫الأنثوي‪ ،‬فالتنورة تقترح‬
‫التصويرية التي تهيمن في هذه‬  ‫المشكلة الرئيسة هي أن‬            ‫وتشير إلى الشيء نفسه الذي‬
                                                              ‫تخفيه‪ ،‬وتصبح هد ًفا للإغراء‬
‫قصيدة بلاث لا تقدم مخر ًجا الفترة‪ -‬ضعيفة‪ ،‬فهي من حيث‬           ‫الجنسي‪ .‬بهذا المعنى تجسد‬
 ‫للمتحدثة في النص للهروب من الجنس سهلة المنال‪ ،‬وعرضة‬              ‫التنورة ثنائية القديسة‪/‬‬
                                                                ‫العاهرة الذي تريد المتحدثة‬
‫الهويات القمعية‪ ،‬إنها تحرق للاختراق‪ ،‬والاستغلال‪،‬‬              ‫التخلص منها في جميع أجزاء‬

‫الصور النمطية‪ ،‬ولكن جسدها والاغتصاب‪ ،‬والحمل(‪.)33‬‬                               ‫القصيدة‪.‬‬
                                                                  ‫تجادل باتلر عندما يتعلق‬
‫يتحلل في النهاية ويذوب‪ .‬ومن تتسبب حقيقة أن تشريح‬                ‫الأمر بالعلاقة المتبادلة بين‬
                                                                 ‫الجسد وأدوار النوع‪ ،‬فإن‬
‫ثم فإن للجنس دو ًرا مزدو ًجا‪ :‬الإناث يكشف عن كون الأنثى‬           ‫الخطابات المعيارية حول‬
    ‫إنه مصدر للحرية‪ ،‬ولكنه أي ًضا معرضة للعنف الذكوري‬         ‫«الجنس» تحكم الطريقة التي‬
‫مصدر للقهر‪ .‬هناك محاولة الجنسي في استياء الأصوات‬              ‫يتصور بها الناس أجسادهن‪،‬‬
                                                             ‫وأجساد الآخرين‪ ،‬وهذا نموذج‬
‫من المتحدثات في نصوص النسائية التي تسكن عالم‬                  ‫«مثالي تنظيمي» يتم تجسيده‬
                                                             ‫وتشكيله من خلال «ممارسات‬
‫بلاث الشعري‪ .‬فوف ًقا للانت‬   ‫بلاث لافتراض مزيد من‬                ‫شديدة التنظيم»(‪ .)30‬تعمل‬
                                                             ‫باتلر ‪-‬اعتمادا على فوكو‪ -‬على‬
‫السيطرة الحازمة على حياتهن فمسألة التفكير في أجسادهن‬              ‫فرضية أن الجنوسة أداة‬
                                                               ‫للتلاعب بفردية الناس‪ .‬ومع‬
‫الجنسية‪ ،‬ولكن تظل رغبة تكشف عن أنها (غير ملائمة)‬              ‫ذلك لا تقدم باتلر وجهة نظر‬
                                                             ‫محددة أو حتمية حول العلاقة‬
‫الذكور في الاستمرار كنماذج للحرية التي يختبرها الرجال‬              ‫بين الخطابات التنظيمية‬
                                                               ‫والجنس‪ ،‬لأنها بهذه الطريقة‬
‫مهددة‪ ،‬في حين أن الأنثى لاستكشاف العالم دون خوف‬                 ‫تخضع الجسد للممارسات‬
                                                                ‫التنظيمية‪ ،‬وهي إطار سلبي‬
‫غير قادرة على فرضها على دائم‪ .‬تشير لانت أي ًضا إلى أنه‬           ‫لأشكال التفسير وتشريع‬
‫المجتمع‪ ،‬حيث تخضع الإناث بالمقارنة بعدة قصائد كتبها‬             ‫الأدوار الاجتماعية(‪ .)31‬وفي‬

‫لفكر يرتكز عل الأيديولوجيا رجال (تستشهد بوتمان‪،‬‬

‫ولويل على سبيل المثال لا‬     ‫الذكورية‪ .‬في قصائد مثل‬

‫«الس ّجان»(‪ ،)32‬تدرك المتحدثات الحصر) تجد أن العري لدى‬
‫أنه تم القبض عليهن داخل بلاث لا يمثل الحرية أو القوة‪،‬‬

‫ويكشف في المقابل عن كونه‬     ‫شبكة الهيمنة الذكورية‬

‫الجنسية‪ ،‬ومع ذلك لا يتمك َّن «تاف ًها‪ ،‬وضعي ًفا في النهاية‪،‬‬
‫من الهروب منها‪ .‬ذلك التهديد وليس متفو ًقا»(‪ .)34‬الجنس‬
                             ‫الذي يعم عالمًا يهيمن فيه‬
‫بالنسبة للانت والتسلسل‬

‫الرجال هو أحد الأسباب التي الهرمي للنوع في شعر بلاث‬

‫تجعل متحدثات بلاث يفرض ّن مرتبطان بعمق‪ .‬واستنا ًدا إلى‬
‫وجهة نظر سلبية للغاية فيما دراسات علم الاجتماع حول‬

‫الاغتصاب تشير لانت إلى أن‬    ‫يتعلق بأجسادهن‪.‬‬

‫تصف كاثلين لانت الاختلافات علم الأحياء ‪-‬البيولوجي‪ -‬قد‬

‫جعل جسد المرأة تاريخيًّا‬     ‫الثقافية للعري بين الذكر‬

‫والأنثى‪ ،‬وكيف تتداخل في سلبيًّا لتقبل العنف‪ ،‬وتحدي ًدا‬
‫من الذكور‪ /‬الجسد الف ّعال‪.‬‬   ‫الكتابة الشعرية لبلاث‪:‬‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143