Page 149 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 149

‫حول العالم ‪1 4 7‬‬

     ‫الدولي يقدر أن ستين‬          ‫يتقاسمها العالم لوباء‬      ‫وعلى الرغم من تسميتها‬
   ‫مليون شخص سينتهي‬              ‫كورونا المستجد العابر‬       ‫بـ»أزمة مالية عالمية» إلا‬
‫بهم الحال إلى فقر مدقع في‬       ‫للحدود الوطنية وضعت‬          ‫أن الكساد الذي بدأ عام‬
 ‫أنحاء العالم نتيجة للوباء‪.‬‬   ‫النسبة الأكبر من المجتمع‬       ‫‪ 2008‬كان إلى حد كبير‬
    ‫ونتيجة لذلك يتوقع أن‬       ‫العالمي تحت وطأة كساد‬
    ‫يسير الاقتصاد العالمي‬         ‫لا مثيل له منذ الكساد‬         ‫عبارة عن أزمة بنوك‬
‫بشكل مختلف عندما تنزلق‬       ‫العالمي الكبير‪ .‬ونتيجة لذلك‬        ‫في إحدى عشرة دولة‬
    ‫الموازنة العامة في دول‬    ‫فإن التعافي من الأزمة لن‬        ‫من ذوات الاقتصاديات‬
                                ‫يكون بالقوة أو السرعة‬       ‫المتقدمة‪ .‬وقد ساعد النمو‬
     ‫عديدة عمي ًقا إلى الخط‬      ‫التي حدث بها الكساد‪.‬‬     ‫بمعدلات عشرية في الصين‬
     ‫الأحمر وتتوقف عجلة‬      ‫وفي النهاية فإن السياسات‬          ‫وارتفاع أسعار السلع‬
  ‫النظام العالمي التي كانت‬        ‫المالية والضريبية التي‬     ‫واعتدال موازنتها العامة‬
 ‫تدور بلا هوادة تدريجيًّا‪.‬‬      ‫تقاوم الانكماش ستقلل‬           ‫وأسواقها الناشئة على‬
                               ‫من الخسائر الاقتصادية‬           ‫تأكيد قدرتها الشديدة‬
   ‫توقف القوى‬                 ‫بد ًل من القضاء عليها مما‬   ‫للتصدي لاضطراب الأزمة‬
     ‫المحركة‬                   ‫سيتطلب وقتًا طوي ًل قبل‬         ‫العالمية الأخيرة‪ .‬ولكن‬
                              ‫أن يظفر الاقتصاد العالمي‬     ‫الركود الاقتصادي الحالي‬
 ‫في التحليلات الأخيرة تنبأ‬        ‫بما كان عليه في بداية‬   ‫أمر مختلف‪.‬‬
‫البنك العالمي بأن الاقتصاد‬                                  ‫فطبيعة‬
                                                ‫‪.2020‬‬     ‫الصدمة‬
   ‫العالمي سينكمش بنسبة‬      ‫فقد أدى الوباء إلى انكماش‬      ‫التي‬
   ‫‪ %5.2‬في ‪ .2020‬وأعلن‬
                               ‫هائل سيعقبه أزمة مالية‬
    ‫مكتب الولايات المتحدة‬       ‫في أجزاء عدة من العالم‬
     ‫للإحصائيات العمالية‬
  ‫مؤخ ًرا عن تسجيل معدل‬            ‫نتيجة تراكم قروض‬
  ‫بطالة شهري يعد الأسوأ‬        ‫الشركات غير العاملة إلى‬
     ‫من نوعه منذ ‪72‬عا ًما‬
   ‫حسب البيانات المسجلة‪.‬‬         ‫جانب الإفلاس‪ .‬كما أن‬
 ‫وأغلب التحليلات تقدر أن‬       ‫العجز عن تسديد الديون‬
   ‫معدل البطالة في أمريكا‬     ‫السيادية في الدول النامية‬
  ‫سيبقى أقرب إلى الأرقام‬     ‫مهيأ أي ًضا للارتفاع بحدة‪.‬‬
   ‫العشرية خلال منتصف‬
     ‫العام القادم‪ .‬كما حذر‬        ‫إن هذه الأزمة ستتبع‬
 ‫البنك المركزي في بريطانيا‬      ‫نفس المسار الذي أخذته‬
      ‫من أن المملكة المتحدة‬    ‫الأزمة الأخيرة ولكن على‬
    ‫ستواجه هذا العام أشد‬
 ‫انخفاض في إيراداتها منذ‬         ‫نحو أسوأ يتناسب مع‬
   ‫عام ‪ .1706‬وهذا وضع‬          ‫حجم ومقدار الانهيار في‬
    ‫خطير للغاية إلى درجة‬     ‫النشاط الاقتصادي العالمي‪.‬‬
     ‫يستحق أن نطلق عليه‬       ‫وسيكون تأثير الأزمة على‬
   ‫«كساد»‪ -‬كساد وبائي‪.‬‬          ‫الأسر والدول من ذوي‬
                              ‫الدخل المحدود أكثر قسوة‬
                               ‫من تأثيرها على نظرائهم‬
                               ‫من الأثرياء‪ .‬بل إن البنك‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154