Page 150 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 150

‫العـدد ‪25‬‬                           ‫‪148‬‬

                               ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬                   ‫ولسوء الحظ فإن ذكريات‬
                                                                 ‫الكساد الهائل جعلت‬
   ‫كي يعود مستواه إلى ما‬          ‫الوفيات‪ .‬ولكن حتى لو‬          ‫الاقتصاديين وآخرين‬
      ‫كان عليه قبل الأزمة‪.‬‬      ‫صح هذا السيناريو فمن‬
                               ‫المرجح أن يستمر كوفيد‪-‬‬          ‫يحجمون عن استخدام‬
 ‫وجدير بالذكر أن متوسط‬         ‫‪ 19‬في بعض المناطق حول‬         ‫هذه الكلمة بما أن الكساد‬
    ‫الفترة الزمنية تستغرق‬
     ‫سبع سنوات‪ .‬وبالنظر‬                           ‫العالم‪.‬‬      ‫العالمي عام ‪ 1930‬كان‬
   ‫إلى المستويات التاريخية‬          ‫وحتى الآن فإن وقع‬          ‫موج ًعا في عمقه وطوله‬
    ‫للحوافز المالية والنقدية‬       ‫الوباء ليس متزامنًا في‬      ‫بطريقة من غير المرحج‬
                               ‫كل المناطق‪ .‬فعدد الحالات‬         ‫أن تتكرر‪ .‬ولكن خلال‬
‫يتوقع المرء لأمريكا النجاح‪.‬‬    ‫الجديدة انخفضت أو ًل في‬
   ‫ولكن معظم الدول ليس‬        ‫الصين وفي أماكن أخرى في‬              ‫القرن التاسع عشر‬
   ‫لديها القدرة على إصلاح‬     ‫آسيا ثم أوروبا‪ .‬كما أخذت‬        ‫وبدايات القرن العشرين‬
      ‫الأضرار الاقتصادية‬        ‫تنخفض تدريجيًّا إلى حد‬
   ‫الناتجة عن كوفيد‪.19 -‬‬      ‫ما في أماكن من أمريكا قبل‬         ‫شهد العالم فترات من‬
    ‫والانتعاش المستمر هو‬       ‫أن ترتفع في أماكن أخرى‪.‬‬       ‫الكساد غير قليلة‪ .‬ويبدو‬
                              ‫وفي ذات الوقت ظهرت بؤر‬          ‫أنه من المجحف لكثيرين‬
‫بداية طريق طويل للخروج‬            ‫ساخنة لكوفيد‪ 19 -‬في‬
            ‫من نفق مظلم‪.‬‬      ‫مناطق بعيدة مثل البرازيل‬          ‫ممن يفقدون وظائفهم‬
                                ‫والهند وروسيا‪ .‬وفي هذه‬            ‫ويقفلون أعمالهم أن‬
   ‫ووسط هذه الأحوال لن‬           ‫الأزمة يلازم الاضطراب‬
   ‫يكون أي تنبؤ قائ ًما على‬     ‫الاقتصادي ظهور الوباء‪.‬‬        ‫نستخدم كلمة أقل وطأة‬
     ‫أساس من اليقين ومع‬            ‫ويؤثر هذا الهجوم ذو‬           ‫لوصف هذه الكارثة‪.‬‬
 ‫ذلك توجد ثلاثة مؤشرات‬          ‫الشقين بشكل عميق على‬             ‫ويعتبر علماء الأوبئة‬
‫تفترض جميعها أن الطريق‬        ‫النشاط الاقتصادي العالمي‪.‬‬
    ‫للتعافي سيكون طوي ًل‪.‬‬                                     ‫كورونا فيروس المسبب‬
                                        ‫وقد أخذت بعض‬       ‫لكوفيد‪ 19 -‬مستج ًدا وبناء‬
     ‫أولها التصدير بسبب‬               ‫الاقتصاديات المهمة‬
      ‫غلق الحدود والإقفال‬        ‫تفتح مجد ًدا وهذا الواقع‬       ‫عليه استدعى انتشاره‬
 ‫وتقلص الطلب العالمي على‬       ‫انعكس في انتعاش ظروف‬              ‫ردات فعل جديدة من‬
  ‫البضائع مما سدد ضربة‬           ‫العمل في أنحاء من آسيا‬     ‫أصحاب الشأن بين العامة‬
  ‫قاسية للبلدان التي يعتمد‬       ‫وأوروبا وتبدل على نحو‬       ‫والخاصة على حد سواء‪.‬‬
   ‫اقتصادها على التصدير‪.‬‬           ‫أفضل في سوق العمل‬       ‫وهذا النهج التوافقي لإبطاء‬
   ‫وحتى قبل ظهور الوباء‬         ‫الأمريكي‪ .‬ولكن علينا ألا‬         ‫انتشاره يتطلب إبعاد‬
‫واجه العديد من المصدرين‬          ‫نخلط بين هذا الانتعاش‬      ‫العاملين عن سبل المعيشة‬
      ‫ضغو ًطا‪ .‬فبين عامي‬         ‫وبين التعافي‪ .‬ففي أسوأ‬        ‫والبائعين عن الأسواق‪.‬‬
‫‪ 2008‬و‪ 2018‬شهد النمو‬              ‫الأزمات المالية مجتمعة‬       ‫وعلى افتراض أنه ليس‬
  ‫التجاري العالمي انخفا ًضا‬   ‫منذ منتصف القرن التاسع‬        ‫هناك موجة ثانية أو ثالثة‬
  ‫وصل إلى نصف مستواه‬                ‫عشر استغرق الناتج‬        ‫على منوال وباء الإنفلونزا‬
     ‫مقارنة بالعقد السابق‪.‬‬          ‫المحلي الإجمالي للفرد‬  ‫الإسبانية التي استمرت من‬
    ‫ومؤخ ًرا أضرت الحرب‬          ‫الواحد إلى مدة زمنية لا‬     ‫عام ‪ 1918‬إلى ‪ ،1919‬فإن‬
                                   ‫تقل عن ثماني سنوات‬        ‫هذا الوباء سيأخذ منحى‬
       ‫التجارية التي شنها‬                                  ‫على شكل ‪ V‬معكوسة وتبدأ‬
  ‫الرئيس الأمريكي دونالد‬                                    ‫أعداد الإصابات بالتصاعد‬
                                                               ‫إلى أن تصل إلى الذروة‬
    ‫ترامب في منتصف عام‬                                        ‫ثم تبدأ بالهبوط وتحدث‬
‫‪ 2018‬بين أمريكا والصين‪،‬‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155