Page 259 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 259

‫‪257‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

            ‫سينما‬

       ‫«مؤتمر‪ »Conference -‬الذي من الماضي‪ ،‬بمصاحبة أداء شديد تشعر بثقل ذنبها وتنقله لنا‬

       ‫في تمهلها ووقوفها على عتبة‬      ‫حصد جائزة الهرم الفضي أو التميز من الممثلة الرئيسية‪:‬‬

       ‫باب زوجها المريض قبل أن‬         ‫«ناتاليا بافلينكوفا»‪.‬‬       ‫جائزة لجنة التحكيم الخاصة‬

       ‫التي تمنح لأحسن مخرج‪ ،‬وذلك استخدم المخرج في معظم مشاهد تفتح الباب‪ ،‬ويخبرنا وقوفها‬

       ‫ضمن منافسات المسابقة الدولية الفيلم لقطات طويلة ثابتة‪ ،‬يحافظ وصوت أنفاسها المضطر وتمهلها‬

       ‫إيقاع الفيلم على تصاعد الحكي بثقل حملها وعميق مخاوفها‪.‬‬      ‫للمهرجان‪.‬‬

       ‫ويستحكم خوفها حتى أنها تخاف‬     ‫والتوتر الناتج عن استدعاء‬   ‫فبعد مرور عدة سنوات على‬

       ‫وتهرب من سماح ابنتها لها‪ ،‬وهي‬   ‫حادث إرهابي مؤلم داخل أحد الذكريات الحزينة‪ ..‬استعادة‬
       ‫لحظات الخوف‪ ،‬بد ًل من دفنها‪ ،‬التي تدينها طوال الوقت بسبب‬
                                                                   ‫مسارح موسكو‪ ،‬تقرر إحدى‬

       ‫يتضخم الخوف ليصبح عقدة هروبها من قاعة المسرح وتركها‬         ‫الناجيات من الحادث إقامة‬

       ‫هي وشقيقها الصغير بمفردهما‪،‬‬     ‫وإحسا ًسا بالذنب للنجاة من‬    ‫مؤتمر تذكاري داخل المسرح‬
                                                                   ‫نفسه‪ ،‬وتدعو الناجين للحضور‬
       ‫الحادث‪ ،‬ووفاة بعض أقرب الناس الخوف يجعل الإنسان يفقد‬
                                                                   ‫واستعادة ذكرياتهم‪ .‬ودون‬
       ‫لهم وفقدانهم‪ ،‬ويبقى الإحساس صوابه وفطرته السليمة‪ .‬الخوف‬
                                                                   ‫استخدام مشاهد أرشيفية أو‬
       ‫الأكبر بالذنب لدى الأم «نتاليا» جعلها تنسى أمومتها وتترك‬
       ‫إعادة تمثيل الحادثة؛ نجد أنفسنا التي تصر على إقامة الاجتماع طفليها بمفردهما في الجحيم‪.‬‬
                                                                   ‫داخل المسرح لفترة طويلة‬
       ‫في موعده كل عام رغم انخفاض ينتهي الفيلم والأم جاثية على‬
                                                                   ‫مع الممثلين في أدوار الناجين‬
       ‫أعداد المشاركين‪ ،‬تقول كنت أطلب مقبرة طفلها الذي مات في‬
                                       ‫وذكرياتهم المختلفة عما حدث‪ .‬أشياء خاطئة طوال الوقت‪:‬‬
       ‫الحادث‪ ،‬ويعود بنا المخرج إلى‬                                ‫الجلسة التي تبدو دافئة في‬

       ‫‪ -‬أدركت غلطتى الآن‪ ،‬الخوف المسرح في لقطة ثابتة طويلة‪،‬‬
       ‫البداية‪ ،‬تتطور إلى اتهامات حادة‪ ،‬يملؤني‪ ،‬كيف يمكنني التخلص والعاملون على خشبة المسرح‬
                                       ‫والحوار الذي يبدأ بهدوء منه؟!‬
       ‫ينصبون نسخة من منحوتة‬                                       ‫يشوبه الحزن يتحول إلى‬

       ‫«ببيتا» للمثال الأيطالي «مايكل‬  ‫‪ -‬لا يمكن الحصول على‬        ‫اعترافات قاسية للتطهر‬

‫التيه‬  ‫أنجلو» والموجودة في كاتدرائية‬   ‫الخلاص‪.‬‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264