Page 262 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 262

‫العـدد ‪25‬‬                                          ‫‪260‬‬

                                 ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

            ‫أرض الر ّحل‬             ‫المكسيكي «‪ 50‬أو حوتان‬                              ‫الموسيقا الكلاسيكية‪ ،‬الفخامة‬
                                      ‫يجتمعان على الشاطئ»‬                           ‫الراقية‪ ،‬الخدم المرتبين‪ ،‬كل شيء‬
    ‫أو تدمير وحرق ممتلكات‬
    ‫لا تخصهما‪ .‬يركز المخرج‬          ‫للخوف مما لا نعرفه عن‬                                ‫كما ينبغي أن يكون‪ ،‬وفجاة‬
   ‫التصوير طوال الوقت على‬         ‫أبنائنا‪ ،‬ويشير رقم خمسين‬                          ‫ينهار العالم مع اقتحام مجموعة‬
    ‫المراهق ْين‪ ،‬وعندما يتواجد‬     ‫لعدد الأوامر التي يجب أن‬
   ‫أحد معهم في الكادر يكون‬                                                               ‫من المتمردين المكان لتتناثر‬
    ‫ظاه ًرا بظهره فقط أو يتم‬        ‫يقوم بتنفيذها من يتورط‬                            ‫الدماء والجثث‪ ،‬ويعلو الصراخ‬
 ‫تصويره دون رأسه‪ ،‬فتظهر‬             ‫في لعبة «الحوت الأزرق»‬                            ‫والأوامر الهستيرية‪ ،‬ويتصاعد‬
    ‫اللقطة ثلاثة أرباع جسده‬       ‫الشهيرة‪ ،‬والتي أثارت رعبًا‬
  ‫فقط‪ ،‬لتأكيد وحدتهم وعدم‬         ‫عالميًّا في العامين الأخيرين‪.‬‬                         ‫السلب والنهب‪ ،‬وتوضع كل‬
‫تفاعلهم مع العالم‪ .‬ويستخدم‬           ‫اعتمد المخرج‪« :‬خورخي‬                           ‫الشخصيات أمام مصيرها المظلم‬
                                    ‫كوتشي» في أحداث فيلمه‬                          ‫الذي لا نتوقعه أو نتخيل أن يصل‬
      ‫المخرج اللونين الأبيض‬         ‫المرعب بحزن على أحداث‬
‫والأسود وهو يصور وصول‬             ‫قصة حقيقية‪ ،‬عن اثنين من‬                            ‫انحطاط السلوك الإنساني إليه‪.‬‬
‫الشابين للشاطيء بعد موتهما‬         ‫المراهقين‪ ،‬فيليكس وإليسا‪،‬‬                            ‫ما يميز الفيلم أن مخرجه لم‬
                                 ‫يلتقيان بينما يلعب كل منهما‬
     ‫وبجوارهما حيتان تجنح‬           ‫على هاتفه المحمول اللعبة‬                         ‫ينحاز لأي من طبقتي الصراع‪،‬‬
                  ‫للشاطيء‪.‬‬          ‫القاتلة‪« :‬الحوت الأزرق»‪،‬‬                        ‫فلم يظهر تعاط ًفا مع الأغنياء ولم‬
                                ‫تنمو علاقتهما وعشقهما بينما‬
  ‫ينتشر الخوف في كل مكان‬          ‫يقتربان من المرحلة النهائية‬                          ‫يظهر ر ًضا عما يفعله الفقراء‪،‬‬
   ‫في العالم‪ ،‬ويتسرب الكثير‬                                                           ‫فالكل مدان‪ :‬الأغنياء بجشعهم‬
‫منه ليقمع الروح‪ ،‬لكن ذلك لا‬                  ‫للعبة‪ ،‬الانتحار‪.‬‬
‫يمنع أن يفرد البعض جناحيه‬         ‫تقترح الفتاة أن ينتحرا م ًعا‪،‬‬                                 ‫والفقراء بهمجيتهم‪.‬‬
  ‫ويتحرر من خوفه‪ /‬خوفنا‪،‬‬         ‫وعندما يسألها الشاب‪ :‬لماذا؟‬                         ‫يقول بعض من شاهد الفيلم أن‬
‫ولو عبر مهرجان دولي تخطى‬                                                           ‫أحداثه تعكس ما حدث في المكسيك‬
                                       ‫‪ -‬كي لا أكون وحيدة‪.‬‬                          ‫في السنوات الماضية‪ ،‬أو ما حدث‬
     ‫حاجز الخوف واستطاع‬              ‫وتقترح أن ينتحرا بقطع‬                            ‫في بعض بلدان الربيع العربي‪،‬‬
   ‫أن يقدم فعالياته رغم هذه‬        ‫شرايين أيديهما في حوض‬                           ‫وقد صرحت بطلة الفيلم في إحدى‬
                                     ‫استحمام مليء بالفقاقيع‬                           ‫الندوات‪ :‬إنها تعرف الكثير من‬
            ‫الأجواء الرمادية‬          ‫الملونة‪ ،‬كي لا يعتقد من‬                       ‫قصص خطف واغتصاب النساء‬
                                ‫يشاهدهما أنهما كانا مكتئبين‬                          ‫في المكسيك بهذ الطريقة‪ .‬وهناك‬

                                                 ‫أو حزينين‪.‬‬                             ‫من يقول إن هذا ما سيحدث‬
                                 ‫يستكشف المخرج «خورخي‬                                ‫إذا استمر التفاوت الطبقى بهذه‬

                                   ‫كوتشي» هذه القصة التي‬                                 ‫الصورة الصارخة في العالم‬
                                    ‫تكررت بعض أحداثها في‬                                                    ‫أجمع‪.‬‬
                                  ‫كثير من بلدان العالم ومنها‬
                                      ‫مصر‪ ،‬بطريقة حميمية‪،‬‬                               ‫من أجواء الديستوبيا إلى‬
                                    ‫شاعرية‪ ،‬وأحيا ًنا صادمة‬                        ‫الخوف من خطر التكنولوجيا‬
                                ‫لتلجغاايهة‪.‬مامينقملاونمبابلهاةمالنم أرافهعاق ْيلن‬
                                  ‫عشوائية كاطلاق الرصاص‬                               ‫على مراهقينا‪ ،‬إلى الاكتئاب‬
                                  ‫على أشخاص لا يعرفونهما‬                                ‫والوحدة التي يشعر بها‬
                                                                                        ‫المراهقون فيجتمعون في‬
                                                                                        ‫جماعات سرية شاذة في‬
                                                                                        ‫أفكارها وأفعالها‪ ،‬حيتان‬

                                                                                      ‫تلقى بنفسها على الشاطيء‬
                                                                                     ‫انتحا ًرا وتخل ًصا من ضياع‬
                                                                                   ‫نفسي وروحي‪ ،‬يدفعك الفيلم‬
   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266   267