Page 258 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 258

‫العـدد ‪25‬‬                          ‫‪256‬‬

                                      ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

       ‫يتراكم الخوف في جهازنا‬            ‫نو ًعا من السكان يطلق عليهم‬         ‫أمير المصري‪ ..‬نسمع صدى‬
 ‫العصبي مكو ًنا ما يسميه العلماء‬      ‫ال ُّر َّحل الجدد‪ ،‬حيث يعيشون في‬       ‫عبارة «أنا خائف» يتردد في‬
 ‫«ذاكرة الخوف»‪ ،‬حيث إن دماغنا‬        ‫عرباتهم ويتحركون بها من مكان‬        ‫صمته كثي ًرا‪ ،‬ونراه في وجولاته‬
                                       ‫إلى آخر‪ ،‬ويتنقلون بين الأعمال‬       ‫وحي ًدا‪ ..‬ويتجسد فزعه حينما‬
     ‫لا ينسى أب ًدا تجارب الخوف‬        ‫الموسمية أو غير الدائمة‪ ،‬ويبدو‬
 ‫الماضية‪ ،‬وعندما نتع ّرض لخوف‬         ‫في بعض الأحيان أن التحرر من‬               ‫يرى جثة زميله اللاجيء‬
  ‫شديد من شيء ما فإن أثر هذا‬         ‫الخوف يعنى التحرر من الصورة‬        ‫السوداني بعد أن هرب من المخيم‬
                                      ‫التقليدية والنمطية‪ ،‬وأن نكتشف‬     ‫وقد مات متجم ًدا‪ ،‬فيصرخ ويدور‬
     ‫الخوف ‪-‬حتى بعد أن نكون‬           ‫في أنفسنا مناطق مجهولة‪ ،‬وهذا‬
‫تجاوزناه ظاهر ًّيا‪ -‬يظل كامنًا فينا‬     ‫ما نشاهده في الفيلم الأمريكي‬      ‫حول نفسه في صمت وفزع ولا‬
                                                                             ‫يخبر أح ًدا بما رأى‪ ،‬وينتظر‬
   ‫دو ًما‪ ،‬ويمكن أن يعود للظهور‬             ‫«أرض الر َّحل»‪ ،‬للمخرجة‬
   ‫في أي لحظة‪ ..‬وهذه هي الفكرة‬           ‫الصينية‪ :‬كلوي تشاو‪ ،‬يعتمد‬       ‫حتى يأتي الربيع ويذوب الجليد‬
‫التي يعتمد عليها المخرج الروسي‪:‬‬       ‫الفيلم على رواية بالعنوان نفسه‬     ‫ويذهب منفر ًدا ليدفن رفيقه‪ ،‬ولا‬
                                      ‫«أرض الر َّحل» للكاتبة‪ :‬جيسيكا‬     ‫يذيب جليد خوفه إلا رؤية يأتيه‬
                      ‫إيفان آي‪.‬‬      ‫برودر‪ ،‬حيث تدور الأحداث حول‬
                   ‫تفردوفسكي‬              ‫امرأة في الستين من عمرها‪،‬‬         ‫فيها شقيقه يحثه على العزف‬
                                      ‫تؤدي دورها الممثلة الأسطورية‬        ‫على العود‪ ،‬وأن هروبه لا يعني‬
                       ‫في فيلمه‬       ‫«فرانسيس ماكدورماند»‪ ،‬والتي‬        ‫أنه جبان‪ ،‬وعندما ينزاح الخوف‬
                                        ‫تشرع بعد أن فقدت كل شيء‬         ‫تصدح الموسيقا وتنفرج الأسارير‬
                                       ‫في الكساد الكبير‪ ،‬في رحلة عبر‬     ‫رغم أن شيئًا لم يتغير في محيط‬
                                        ‫الغرب الأمريكي‪ ،‬وتعيش على‬          ‫اللاجئين‪ ،‬فما زالوا على قائمة‬
                                          ‫الطريق كما لو كانت ر َّحالة‬     ‫الانتظار‪ ،‬ولم يتم البت في طلب‬
                                          ‫في العصر الحديث‪ .‬وقد فاز‬
                                      ‫الفيلم بجائزة الأسد الذهبي من‬         ‫لجوئهم السياسي‪ ،‬وما زالت‬
                                          ‫مهرجان فينيسيا السينمائي‬              ‫أوطانهم تنزف جراحها‪.‬‬

                                                            ‫‪.2020‬‬           ‫وإذا كانت الحروب في الدول‬
                                                                               ‫الفقيرة قد أوجدت مشكلة‬

                                                                         ‫اللاجئين فإن الأزمة الاقتصادية‬
                                                                           ‫قد أوجدت في الولايات المتحدة‬

                                                                                                          ‫ترتيب‬
                                                                                                          ‫جديد‬
   253   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263